اليوبيل الذهبي للدولة

01:42 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد أحمد الملا *

أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ما يعني مرور خمسين عاماً على تلاحم الإمارات السبع، وتشكيل الكيان العربي الصلب، الذي ساند قضايا أمته ووقف إلى جانبها، إيماناً منه بأهمية تعزيز أواصر اللحمة العربية، منطلقاً من تجربته الرائدة التي نقطف ثمارها اليوم.
وبالعودة إلى الوراء، وتحديداً في الثاني من ديسمبر عام 1971، شهد العالم تشكيل وحدة عربية جمعت سبع إمارات؛ حيث تم الإعلان عن بزوغ شمس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي انطلقت بطموحات لا حصر لها، دولة لا ترضى بالمركز الأول في شتى المجالات ومختلف القطاعات، لأنها استندت إلى قيادة رشيدة شيدت ركائز الدولة وأسست لانطلاقتها وفق نسق تصاعدي لا يتوقف.
ومما لا شك فيه، فإن الرؤى التي انطلق منها الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، كانت الجسر الذي عبرت من خلاله الدولة، لتصل إلى ما وصلت إليه من إنجازات، بعد أن حمل الأبناء راية القائد، وتابعوا مسيرته نحو البناء والتميز، فحققت خلال فترة وجيزة إنجازات لا يمكن وصفها إلا بالإعجازية، نظراً لقصر المدة وحجم تلك المنجزات.
وبتتبع الأسباب التي أدت إلى قيادة الإمارات نحو هذه المكانة المتميزة، وتعزيز مكانتها على خارطة الدول الأكثر تأثيراً في العالم، نجد أن القيادة الرشيدة التي وضعت نصب عينيها تطوير قطاع التعليم، كانت أول أسباب هذا الازدهار؛ حيث كانت تعلم ما الذي تريده لدولتها ولشعبها، فمضت ومن بعدها مضى الأبناء في ذات الطريق، لنصل إلى منظومة تعليمية أسهمت بصورة مباشرة في تحقيق المنجزات.
إذاً فقد وعت قيادتنا الرشيدة أهمية التعليم في واقع المجتمعات، وأدركت أن التعليم هو الذي يبني الدول ويرفع مكانتها، ويرسخ حضارتها، فكان أن أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مشروعه الثقافي التعليمي، المنسجم مع استراتيجيات الدولة وتوجهاتها، فحققت الشارقة العديد من المنجزات التي سطرت أسمها على خارطة الثقافة العالمية، فمن عاصمة الثقافة إلى عاصمة الكتاب، ومنها إلى منصة العلم والتعلم العالمية ما دمنا نواصل المسيرة.
ولم يكن إطلاق صاحب السمو لهذا المشروع التعليمي والثقافي الضخم، إلا إيماناً منه بضرورة تسليح أبنائه بالعلوم، حتى يتسنى لهم المساهمة في بناء وطنهم، وقيادة عجلة نموه، حتى باتت إمارة الشارقة إحدى الحواضن التعليمية البارزة؛ حيث ازدهرت فيها المدارس والجامعات والمراكز التعليمية، التي تنافس أكبر الجامعات العالمية، فضلاً عن استقطابها لأشهر المدارس العالمية، للاستفادة من تجربتها، ونقلها إلى التجربة التعليمية في الدولة لمواصلة مسيرة البناء، التي يعتبر التعليم أحد أبرز أعمدتها.
مع مرور خمسين عاماً على قيام الاتحاد يحق لنا الاحتفاء بدولتنا العظيمة، التي شهدت في عهد قيادتها الرشيدة ازدهاراً وتطوراً نوعياً، قاده شيوخ عظّموا التعليم، واستثمروا في الإنسان الإماراتي، حتى بات يشكل علامة فارقة من علامات النمو والازدهار والتطور.
* أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"