عادي
شركات لقاحات «كورونا» تتعهد بتوفير المضادات.. واستمرار عزل جنوب القارة الإفريقية

خبراء يطالبون بالتطعيم الجماعي لمحاربة «أوميكرون»

01:30 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

بينما كشفت السلطات الصحية في جنوب إفريقيا عن تسجيل 50 إصابة جديدة بالمتحورة الجديدة لفيروس كورونا «أوميكرون» خلال 24 ساعة، تسابق دول العالم الزمن لكشف حقيقة خطورة هذه المتحورة، فيما توالت الاجتماعات الطارئة للحكومات والمنظمات الصحية، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن طفرة «أوميكرون» يمكنها الانتشار بسرعة حتى بين متلقي اللقاح المضاد للفيروس، بعدما سجلت بلاده إصابتين، كما أعلنت ألمانيا وإيطاليا رصد حالتين في كل منهما، وذلك بالتزامن مع استمرار الاستنفار بإعلان بعض الدول عن منع دخول القادمين من دول التفشي في جنوب القارة الإفريقية، وسجلت بريطانيا إصابتين، لكن العلماء الذين يقلبون الخيارات إزاء التطور الجديد، يشددون على ضرورة تسريع نسق التطعيم لمجابهة الجائحة ومتحوراتها.

وأكد رئيس الرابطة الطبية العالمية المعنية بصياغة المعايير الأخلاقية في مجال الطب فرانك أولريخ مونتجوميري بأن التطعيم الجماعي هو الوسيلة المتاحة والمهمة لمنع تحور فيروس كورونا وظهور سلالات منه شديدة العدوى وخطرة للغاية.

تحذير من الأسوأ

وقال مونتغوميري، في حديثه الذي نشرته، أمس السبت الصحف الألمانية: «قللنا كلنا من شأن هذا الوباء في البداية.. وكنت أنا أفكر أيضاً أنه نوع من الإنفلونزا.. وفي لحظة ما كنا نعتبر أننا سنتمكن من تحقيق المناعة الجماعية، لكنه ظهر فيما بعد متحورة «دلتا» المعدي للغاية. ونعرف حالياً أننا سنضطر لإجراء التطعيم خلال سنوات طويلة لمنع الفيروس من فرصة الانتشار». وشدد العالِم على أنه من الضروري ألا نسمح بتحور الفيروس، مضيفاً أن المتحورة الجديدة «أوميكرون»، الذي تم تسجيله مؤخراً في جنوب إفريقيا، «مثال جيد» يدل على أهمية هذه المهمة. وأوضح: «لم نعد نعرف شيئاً عن خطورته، لكن يبدو أنه ينتشر بشكل سريع». وتابع: «أن ما يثير القلق الكبير لدي أنه من الممكن أن تظهر متحورة جديدة ستكون معدية كمتحورة «دلتا» وخطرة ك«إيبولا». وكلما قل عدد الإصابات التي نسمح بها، كان ذلك أفضل».

وجاء في بيان صدر أمس الأول الجمعة عن منظمة الصحة العالمية أنه توجد للسلالة الجديدة «أوميكرون» من فيروس كورونا «عدد كبير من المتحورات، ويثير عدد منها قلقاً». وإضافة إلى ذلك اعتبرت المنظمة اعتماداً على المعلومات التمهيدية المتوفرة لديها أن خطر الإصابة بهذه السلالة «مرتفع».

وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها: إن البيانات الأولية تظهر أن سلالة «أوميكرون» هي «السلالة الأكثر تحولاً التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فاعلية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجدداً».

اللقاحات المعتمدة فاعلة

وفي الأثناء، رجح عدد من العلماء الأمريكيين، أمس السبت، أن يصمد المطعمون في وجه المتحورة الجديدة، مؤكدين ضرورة محاربة السلالة الجديدة باللقاحات، التي يرجح أن تكون فاعلة في مواجهتها. وأوضح العلماء أيضاً أن ارتداء الكمامات وتفادي الحشود، إضافة إلى غسل اليدين، تبقى الوسائل الأنجع في صد المتحورات.

وأعرب البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات التي طورت لقاح أسترازينيكا، عن تفاؤل حذر بفاعلية اللقاحات الموجودة حالياً، معتبراً أنها قد تكون فاعلة في الوقاية من «أوميكرون».

وقال في حديث لإذاعة «بي.بي.سي» على الرغم من تلك الطفرات الموجودة في المتحورات الأخرى، صمدت اللقاحات مثبتة فاعليتها في تقليل الأعراض الخطرة أثناء انتقال كورونا عبر متغيراته المختلفة من ألفا وبيتا إلى غاما ودلتا، مضيفاً «لذا هناك بعض التفاؤل حول استمرار عمل اللقاحات ضد المتحورة الجديدة».

إصابتان في بريطانيا

وأكدت بريطانيا، أمس السبت، تسجيل أول إصابتين على أراضيها بالمتحورة «أوميكرون»، مشيرة إلى أن الحالتين رصدتا لشخصين قدما من جنوب القارة الإفريقية. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد في بيان «تحرّكنا سريعاً. الشخصان المعنيان في عزلة ذاتية فيما يجري تعقّب المخالطين»، فيما قال حزب العمال المعارض: إن على بريطانيا تقليص الفجوة بين الجرعة الثانية من لقاح كورونا والجرعة المنشطة من ستة إلى خمسة أشهر. وقال وزير الدولة لشؤون الصحة في حكومة الظل العمالية أليكس نوريس: «هذه السلالة الجديدة هي جرس إنذار.. الجائحة لم تنته بعد. نحن بحاجة إلى تعزيز وسائل الحماية بشكل عاجل لاحتواء الفيروس».

إصابة مصرية في بلجيكا

من جانب آخر، رجح مصدر طبي بارز في مصر، أن تكون السيدة المصرية التي أعلنت السلطات البلجيكية، إصابتها بمتحورة كورونا الجديدة، قد أصيب بالفيروس فور وصولها إلى الأراضي البلجيكية، مشيراً إلى أن المصرية المصابة بالمتحورة، هبطت طائرتها في تركيا ترانزيت، قبل أن تواصل رحلتها إلى الأراضي البلجيكية، لتكتشف السلطات إصابتها بالمتحورة الجديدة، بعد عشرة أيام من وصولها إلى البلاد.

تعليق السفر مستمر

في غضون ذلك، انضمت أستراليا وبلدان أخرى إلى العديد من دول العالم التي فرضت قيوداً على سفر القادمين من جنوب القارة الإفريقية، أمس السبت، بعد اكتشاف سلالة «أوميكرون» الجديدة.

وانضمت سلطنة عُمان إلى قائمة الدول التي قررت تعليق دخول القادمين من دول إفريقية. كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن منع دخول المسافرين من جنوب إفريقيا وزيمبابوي وموزمبيق.

في الوقت نفسه، قالت السلطات في أمستردام: إن 61 من نحو 600 وصلوا إلى المدينة الهولندية على متن رحلتين قادمتين من جنوب إفريقيا الجمعة تأكد إصابتهم بفيروس كورونا. وتجري السلطات الصحية المزيد من الفحوص لمعرفة إن كانت تلك الحالات تتعلق بالسلالة الجديدة. وقال وزير بولاية هيسن الألمانية، أمس السبت، إنه من المرجح جداً أن تكون السلالة وصلت إلى ألمانيا؛ إذ يحتمل أن يكون مسافر عائد من جنوب إفريقيا قد أصيب بها. وفي التشيك قالت السلطات: إنها تفحص حالة يشتبه في إصابتها بالسلالة الجديدة لشخص قضى بعض الوقت في ناميبيا. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"