عادي

نصير النهر يداوي الألم بالأمل في النادي الثقافي العربي

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
نصير النهر ومحمد سالم وساجدة الموسوي خلال الأمسية

الشارقة: «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس الماضي، أمسية للشاعر العراقي نصير النهر، ألقى فيها عدة قصائد من ديوانه «يا طارقاً بابي»، وشاركت فيها الشاعرة ساجدة الموسوي، بمداخلة نقدية حول تجربة نصير، وأدار الأمسية الإعلامي محمد ولد محمد سالم.

وعرف ولد سالم بالسيرة الأدبية لنصير النهر من حيث إصداراته الشعرية، ومنها ديوانه الجديد (يا طارقاً بابي)، وفي مداخلتها أكدت ساجدة الموسوي، أنها عرفت نصير النهر حين كان مدير تحرير في جريدة الجمهورية، وقد كان كاتباً صحفياً مُجيداً سلس العبارة، نقي اللغة، وافر المعرفة، حتى انعكس ذلك على ثراء المعاني في شعره وجزالته، وجاء (يا طارقاً بابي) الصادر حديثاً عن دار المدى، ليترجم ذلك الألق الشعري المتوهج.

وأضافت: «لغة نصير النهر شفافةٌ كماء ينبوع فلق صخرتين وتهادى رقراقاً، ورقيقة كأجنحة الفراشات، وتحيلنا معانيه إلى أجواء الغربة والوحدة، ونحس بأن مرارة الشاعر في ذلك الاغتراب جعلته يتخيل أن أحداً ما طرق بابه، وفي الحقيقة لا أحد خلف الباب سوى الوهم الذي فجّر عنده الشعر».

وختمت الموسوي قائلة: «إن نصير النهر يغرف من نهر الشعر بلا تكلّف ولا تقعير للغة، ويموسقها كيف يشاء ليكون مرورها على القلب رهيفاً. وفي قصائده أملٌ وانتظارٌ، رغم ما عاناه من ألم، وكأنه يداوي الألم بالأمل، بلا قنوط ولا يأس».

وتوجت الأمسية بقراءات من نصير النهر بدأها بقصيدة يا طارقاً بابي، التي يقول فيها: «يا طارقاً بابي / هل جئتني يوماً بأخبارِ؟ / عن أيِّما ليلٍ وسمّارِ؟ / أم عن حبيبٍ لستُ أدري أين؟ / ضيعتهُ في ملتقى الريحين/ حبّي وأسفاري/ أم جئتني تستاف قيثاري؟ / حطّمتهُ / جعلتُ من أخشابه ناري/ ثم انتهت/ لا شيء غير البرد في داري»

وفي قصيدته (ورد الصباح) حين تعوّدت منه الحبيبة أن يصبّحها بباقة ورد، ثم انقطع عنها ذات يوم ورد الصباح فتراه يقول على لسانها: «لماذا تأخر في ذات يوم، صباحكِ ورد ؟ / لماذا قلقتُ عليك؟ / تعودت أنك أنتِ صباحي الأنيق / ومن دون شمّةِ عطرك لا أستفيق/ فهل لستَ حقاً حبيبي؟».

ومثلما يشغله الحب والربيع، ويتغنى بالشمس والمطر، يبث نصير النهر همومه لليل ساهراً وشاكياً غربته الوجودية في عالم قاسٍ تحولت غاباته إلى حطب تراه يرثي أخاً ويغضب لغضب الأرض التي ولد عليها وتربى في أحضانها، يقول في قصيدة (الأرضُ من بعدنا غاباتها حطب): «وأنت يا نبعة الريحان ما انتقعت / بالحزن يوماً رياحٌ فيك تصطخبُ / ولا دجى لك صبح الأمنيات، ولا / على قطاك سموماً أمطر القصبُ / حتي يقول:

«وفي عيوني، عيوني أنتِ، أحملها / نهراً تفيض ُعلى موجاته الشهبُ/ من وحي عينيك في الشباك ترتقبُ / من أجل عينيك، لا نعسٌ، ولا تعبُ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"