عادي

«أوميكرون» يهدد تعافي الطلب على النفط المتضرر بالفعل من زيادة الإصابات في أوروبا

17:49 مساء
قراءة 3 دقائق
تراجعت هوامش أرباح شركات تكرير النفط الآسيوية إلى أدنى مستوى لها في حوالي خمسة أشهر وسط مخاوف من أن السلالة أوميكرون من فيروس كورونا قد توجه ضربة أخرى لتعافي الطلب على النفط، الذي تضرر بالفعل من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا.
وفرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم قيودا على السفر من جنوب أفريقيا خلال عطلة نهاية الأسبوع للحد من انتشار أوميكرون، الذي اكتُشف لأول مرة في تلك الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية.
ويتسابق العلماء لمعرفة ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال أو يسبب أعراضا أشد خطورة من سلالات كورونا الحالية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تلقت فيه هوامش أرباح شركات التكرير في آسيا وأوروبا بالفعل ضربة في الأسابيع القليلة الماضية، حيث عاودت العديد من الدول الأوروبية فرض قيود كورونا لاحتواء حالات كوفيد-19 المتزايدة.
وتهدد الضربة المزدوجة بعرقلة الانتعاش الاقتصادي العالمي وبالتالي إضعاف الطلب على النفط، الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو من 5.5 إلى 96.3 مليون برميل يوميا في عام 2021.
وقال هوي لي الخبير الاقتصادي في بنك (أو.سي.بي.سي) في سنغافورة «هذه انتكاسة في وقت يعاد فيه فتح العديد من خطوط السفر». وأضاف «نحتاج إلى أسبوعين على الأقل لمعرفة تأثير هذه السلالة الجديدة على الطلب على النفط».
وتسببت المخاوف بشأن سلالة كورونا الجديدة في انخفاض أسعار النفط يوم الجمعة، حيث تراجعت أسعار النفط أكثر من 10%. وقال محللون إن عمليات البيع كانت كثيفة يوم الجمعة.
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الهوامش المجمعة في سنغافورة، وهي مقياس لأرباح شركات التكرير الآسيوية، بلغت 2.15 دولار للبرميل يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ 30 يونيو حزيران.
وقبل شهر واحد فقط، بلغت الهوامش ذروتها عند 8.45 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر أيلول 2019.
وقال مسؤول في شركة تكرير كبرى في كوريا الجنوبية «شهدنا انخفاضا حادا في هوامش التكرير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب المخاوف بشأن السلالة أوميكرون السريعة الانتشار»، مشيرا إلى العدد المتزايد من الدول التي تفرض قيودا على السفر بسببها.
وأضاف «نواجه ضربة مزدوجة فيما يتعلق بالمصافي وانخفاض أسعار النفط، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى تدهور أرباحنا». ورفض المسؤول ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر.
وعلى الرغم من ضعف توقعات الطلب على وقود الطائرات، يتوقع بعض المحللين أن يظل الطلب على البنزين ثابتا في الوقت الحالي لأن معظم الحكومات لم تفرض قيودا محلية على الحركة بسبب متحور أوميكرون. وقال محلل في سنغافورة طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة «الطلب على وقود الطائرات سيتراجع بشدة لكنني أعتقد أن البنزين سيبقى كما هو».
وأضاف «أوروبا تتجه بالفعل إلى الإغلاق. لذا فإن الأمر يتعلق أكثر (بالطلب على البنزين في) الولايات المتحدة وآسيا».
وقال محلل من شركة استشارية مقرها بكين إن الضوابط الحدودية الصارمة في الصين قد تبقي أوميكرون بعيدا عن أكبر مستورد للنفط في العالم، في حين أن انخفاض الأسعار قد يفيد مصافي التكرير والمستهلكين الصينيين.
وقال محلل مقيم في الصين، طلب عدم نشر اسمه أيضا بسبب سياسة الشركة «إنها أخبار سيئة للعالم لكنها جيدة للصين مع انخفاض أسعار النفط بشدة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"