عادي

مصر..عيد الاتحاد الخمسون عيد لكل العرب

01:41 صباحا
قراءة 7 دقائق

القاهرة: عيد عبد الحليم
يوافق يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2021 عيد الاتحاد الخمسين لاتحاد دولة الإمارات، وقد كان لهذا الاتحاد أهمية كبرى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ليس في دولة الإمارات فقط، بل في المنطقة العربية كلها، حيث تعد تجربة الإمارات أنجح تجربة وحدوية في العالم العربي، منذ عصر الاستقلال، ولهذا فإن يوم الإمارات الوطني الخمسين هو عيد للأمة العربية كلها، من المحيط إلى الخليج.

يقول د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة: يأتي الاحتفال بمرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات، ليؤكد قيمة أصيلة في التاريخ العربي الحديث، ولحظة فارقة في السياسة العربية بشكل عام.

ويضيف أن هذا اليوم يمثل انطلاقة تاريخية لهذه الدولة الكبيرة ذات الثقل الإقليمي والعالمي، التي شهدت بعد هذا الاتحاد طفرة كبيرة في البنية التحتية والإنشاءات حتى أصبحت واحدة من أهم دول العالم الحديث، من حيث التطور المعماري والتكنولوجي والعلمي، بفضل سياسات حكامها الرشيدة، بدءاً من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حكيم العرب، وصاحب فكرة الاتحاد ومؤسسه، طيّب الله ثراه، فهو من وضع الإمارات في مكانة عالية في الخريطة الدولية، بفضل سياساته الحكيمة، ومن بعده صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث يكمل المسيرة الفريدة، مع أصحاب السموّ حكام الإمارات، الذين أضافوا لإماراتهم الجديد والمتطور في السياسة والاقتصاد والثقافة والفنون برعايتهم لكل المجالات.

ويقول د. الخشت: إن خمسين عاماً مرت على هذا التاريخ الفارق في الحياة العربية الذي ينضم إلى مجموعة من التواريخ المهمة في عالمنا العربي، لكنه يختلف بأنه كان نقطة البداية لنهضة علمية وثقافية واقتصادية كبرى تميزت بها دولة الإمارات، على مدار نصف قرن من الزمان، وتعِد باستمرارية في التقدم تجعل من هذه الدولة العريقة في مصاف الدول المتقدمة عالمياً.

ولنا أن نشير هنا إلى الطفرة العلمية التي شهدتها الإمارات، بإنشاء الجامعات الكبرى والمدارس في مختلف المراحل التعليمية، والاستعانة بكبار الخبراء في التطور العلمي، وكبار الأساتذة، أضف إلى ذلك الطفرة التكنولوجية الهائلة، ما جعلها من أكثر الدول العربية اهتماماً بهذا المجال.

وإضافة إلى الاهتمام بمجالات الترجمة والنشر، يعد مشروع «كلمة» نموذجاً مميزاً في هذا الجانب، فضلاً عن احتضانها لكثير من الفعاليات الثقافية والفنية الدولية، وتبنيها للمواهب الإبداعية من العالم العربي عبر عشرات المسابقات السنوية التي تقام في مختلف الإمارات.

يوم فخر للعرب

ويؤكد حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري الأسبق، أن يوم وحدة الإمارات العربية هو يوم تفخر به الأمة العربية كلها، فهذا اليوم 2 ديسمبر/ كانون الأول 1971 كان الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد بإجماع حكام الإمارات، ليكتمل العقد الفريد في إطار واحد وتحت راية واحدة وعلم واحد.

ويضيف، منذ ذلك التاريخ بدأت صفحة جديدة ناصعة في التاريخ الإماراتي الحديث، وبدأ الثقل السياسي لهذه الدولة بالتواجد في المنصات السياسية الدولية، وأصبحت شريكاً أساسياً في النهضة الاقتصادية العربية، عبر حضورها الإقليمي المؤثر واستثماراتها في كثير من دول العالم، كما قدمت المساعدات لكثير من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، وقد لعب الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة الإمارات، عربياً ودولياً.

ويقول: لقد رأينا الكثير من المواقف التي كان لحكمة الشيخ زايد دور كبير في رأب كثير من الخلافات السياسية العربية، وهذه الحكمة والخبرة والحنكة السياسية التي تميز بها مؤسس دولة الإمارات الحديثة، هي التي جعلته يقود معركة التنمية المستدامة فيها بالمشاريع العملاقة في الاقتصاد، حتى أصبحت الإمارات في مقدمة الدول ذات الاقتصاد المتنامي، ووصلت استثماراتها إلى قارات العالم المختلفة.

وعلى النهج نفسه، واصل صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة التنمية وبالحكمة التي تميز بها والده، ومعه كوكبة من قادة السياسة في الإمارات، الذين ورثوا عن آبائهم حب العروبة والخبرة السياسية في التعامل مع أعقد الأمور والقضايا السياسية.

كما قامت الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية بعشرات المبادرات للنهوض بالمجتمع العربي، إيماناً من حكامها بدورهم القومي المهم، ولذلك كانت الإمارات رائدة في مجال التنمية العربية.

تقدم في كل المجالات

وقدم د. شوقي علام، مفتي مصر، التهنئة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ولشعب الإمارات الأصيل.

ويضيف، أن ما حققته الإمارات العربية خلال خمسين عاماً يجعلنا نقف إعزازاً وفخراً بما حدث، فالإمارات شهدت تقدماً ملموساً في كل مجالات الحياة، وكذلك اهتمت بالفكر المستنير، وبمد خيوط التواصل مع أشقائها العرب، وعلى خطى زايد الحكيم الذي قدم الكثير للأمة العربية.

ويؤكد أن الإمارات أصبحت واحة كبرى للسلام والتسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، والانفتاح على الثقافات الأخرى. كما أدت دوراً مهماً في القضاء على جذور الإرهاب في المنطقة.

وقد ضربت الإمارات عبر تاريخها الحديث مثالاً يحتذى في الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية، وقد عُقدت فيها مئات المؤتمرات في هذا الصدد، كما تميزت بتشجيعها للباحثين والدارسين في مجالات التراث وتحقيقه على أكثر من مستوى، وهي بمبادراتها الفكرية المتعددة تؤكد اهتمامها بقضية الأصالة قدر اهتمامها بقضية المعاصرة. وهي بذلك من أكثر الدول العربية اهتماماً بهذا الجانب المهم، عبر مراكز الأبحاث المختلفة فيها.

دولة فاعلة إقليمياً ودولياً

ويتفق مع هذه الرؤية الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة قناة السويس، مشيراً إلى أن الإمارات، على المستوى الإقليمي العربي والآسيوي، أصبحت من الفاعلين الأساسيين في المنطقة منذ إعلان الوحدة في ديسمبر 1971، كما كان لمشاركتها في تأسيس مجلس التعاون الخليجي دور مهم في تأكيد مكانتها السياسية في المنطقة كدولة صاحبة قرار في المنطقة العربية بشكل عام.

وترسخ هذا المفهوم في ظل السياسات الرشيدة التي اتبعها الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي سار بسفينة الوحدة إلى بر الأمان، موطداً علاقاتها مع دول الجوار العربي والخليجي والآسيوي، وكذلك وضعها بشكل أكثر من رائع على خريطة السياسة الدولية.

وتؤدي الإمارات حالياً دوراً مهماً في التنمية، داخلياً، وخارجياً في الدول العربية، ومنها مصر.

ويضيف د. زهران: الدعم الإماراتي لمصر ليس وليد اللحظة، فالعلاقات التاريخية بين الدولتين قوية للغاية، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، والآن تقوم القيادة الإماراتية بدور قوي وفاعل لمساندة التطور الاقتصادي في مصر على مختلف الصعد.

يأتي هذا في إطار محافظة الإمارات على بعدها القومي، فضلاً عن أن العلاقات التاريخية بين مصر والإمارات ليست على المستوى الرسمي والسياسي فقط، بل بين أبناء الشعبين الشقيقين أيضاً. ونقدم التهنئة لدولة الإمارات، حكومة وشعباً، بمناسبة العيد الخمسين للوحدة الإماراتية، فهي ذكرى غالية على قلب كل عربي.

إعزاز وتقدير

أكد د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق، أن مرور خمسين عاماً على الوحدة الإماراتية لحظة تاريخية يجب أن نقف جميعاً عندها، لنتدبر الطريق الذي سارت عليه هذه الدولة الرائدة في المنطقة العربية، على مستوى العمل الجماعي والتكامل، الذي بدأ منذ اليوم الأول للوحدة، ولنقف جميعاً، في إعزاز وتقدير للدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في توحيد الصف.

ومن بعد ذلك قيادته لقاطرة التنمية التي ظهرت تجلياتها في كل مكان، بل تعدى ذلك إلى مشاريع تنموية في كثير من البلدان العربية.

ويضيف د. الدماطي: إن الإمارات تعد من أكثر الدول التي قدمت مبادرات للمحافظة على التراث الحضاري في العالم، ومن الدول التي أنشأت متاحف على أحدث الطرز المتحفية العالمية، بل فاقت بعض متاحفها أكبر المتاحف العالمية من حيث التصميم المعماري، وطرق العرض المتحفي، بالإضافة إلى عمليات الاستكشاف الأثري المهم في كثير من مناطقها، من خلال بعثات أثرية مختلفة، كل ذلك من أجل الحفاظ على التراث الحضاري للإمارات، بما يحمله من خصوصية حضارية وتاريخية.. كل سنة والإمارات قيادة وشعباً بخير، وإلى مزيد من التقدم، وكتابة تاريخ جديد من الإنجازات.

عيدنا جميعاً

يقول المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم نحن أبناء جيل السبعينات عاصرنا لحظات البداية لوحدة الإمارات، وفرحنا بها كثيراً، بل فرحت بها الأمة العربية بأسرها، خاصة أن هذه الوحدة جاءت بعد فترة صعبة مرت بها المنطقة العربية بأكملها بعد هزيمة يونيو 1967، وانكسار المشروع القومي، الذي كان يمتد بطول الوطن العربي، فكان لابد من حدث تاريخي يلتف حوله الجميع.

وبالفعل كانت وحدة الإمارات، في ديسمبر 1971 لحظة مفرحة لكل الأمة العربية، خاصة لأبناء جيلنا، ونحن وقتها كان كثير منا طلبة في الجامعة، وهذا حفزنا على التمسك بالأمل، فكانت مطالبتنا في الحركة الطلابية بسرعة الحرب لعودة أرضنا التي سلبت منا في نكسة يونيو.

وكنا ننظر بكل تقدير واحترام للخطوة الجريئة، والمفارقة التي اتخذها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومعه حكام الإمارات المختلفة بضرورة الوحدة، وظللنا ننظر بإعجاب لبناء الدولة، الذي بدأ في التصاعد والارتقاء يوماً بعد يوم، حتى أصبحت الإمارات منارة سياسية واقتصادية وثقافية كبرى ليس عربياً فقط، بل على مستوى العالم.

دولة رائدة

ويقول الشاعر والناقد عبدالعزيز موافي: نحن في لحظة تاريخية مهمة، تستحق أن نقدم فيها التحية لروح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قام بجمع الإمارات، ووضعها في كيان سياسي واحد، لتصير دولة أصبحت في سنوات قليلة رائدة في مجالات مختلفة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفي كل جانب من ذلك قدمت إضافة نوعية ومميزة. إن الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية صارت واجهة مشرفة لكل عربي. بفضل قيادتها الرشيدة، وشعبها الراقي النبيل.

ويضيف موافي أن الثقافة في الإمارات جاءت نتيجة عمل مؤسسي رائع، خاصة في مجالات النشر، والمبادرات الكثيرة المتعلقة به، من أجل توصيل الكتاب لمستحقيه من القراء، فهناك مبادرات لتكوين مكتبات في كل بيت، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات دولية في الشعر، مثل أمير الشعراء، كذلك إقامة جوائز نوعية للإبداع مثل جائزة البوكر العربية، في مجال الرواية، وكذلك إقامة جوائز للمبدعين الشباب، خاصة تلك التي تقيمها دائرة الشارقة للثقافة، بالإضافة لإقامة بيوت الشعر، والتي امتدت لدول عربية مثل مصر والمغرب وغيرها برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاحب المشاريع الثقافية الرائدة في المنطقة العربية.

وقال: لا ننسى هنا الإشادة باهتمام حكومة الإمارات على مدار سنوات طويلة بإقامة معارض الكتاب، بعضها أصبح دولياً مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وغيرهما، وهي معارض يشارك فيها كبار المثقفين والمفكرين من العالم.

لحظة تاريخية

يجب أن نقف عندها

د. ممدوح الدماطي

وحدة الإمارات كانت مفرحة لكل العرب

ناصر عبدالمنعم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"