عادي

أيقونة العدل

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
علم

شعر: الدكتور عبد الرحمن فرفور
إهداء إلى أصحاب السموّ حكام دولة الإمارات الكرام، وإلى شعبهم الأصيل وإلى الأعزاء المقيمين على أرضها الطيبة وزوارها الكرام بمناسبة العيد الخمسين للاتحاد:

خمسونَ عاماً مَضتْ عاصرتُ معظَمها

في دارةِ العزِّ والعلياءِ والنِّعمِ

أمضيتُ جُلَّ حياتي في مرابعها

في صحبةٍ منْ رجالِ الفضلِ والشِّيمِ

وعشتُ فيها قريرَ العَيْن منسجماً

وكنتُ أحْسَب أنّي صِرتُ ذا رَحمِ

فما الغريبُ بعيدُ الدارِ ظَاعنُها

إنّ الغريبَ أسيرُ الجَوْرِ والظُلُمِ

ميمونةٌ من نقاءِ الرّملِ منشؤُها

طهرُ الرمالِ وطهرُ الغافِ في الأَكَمِ

أيقونةُ العدلِ فانعمْ في محاسنها

وجعلِها بذرى الهاماتِ والقِمَمِ

سلوا العوالَم كَمْ هاَم الوَرَى ولهاً

بحبّها وأتاها معظُم الأممِ

على التسامحِ والإحسانِ أسّسها

شيخٌ وقورٌ سليلُ الأصلِ من قدمِ

أفعالُه أصبحت نَهجاً ومَعْلَمةً

لا تنبتُ الأرضُ لولا الغيثُ من دِيَمِ

شيخُ العروبة كم دانتْ لحكمته

حكامُ بلدانَ من عُربٍ ومن عجمِ

بالحقِّ والعدلِ ساس الناسَ كُلَّهُمُ

لا فرقَ بين سُراةِ القومِ والخدمِ

حكمٌ رشيدٌ وأفعالٌ يؤيدها

أخوه راشدُ ذو الأفعالِ والشيمِ

فأصبحَ الجمعُ سبعاً في تعدده

وجَمعُه واحدٌ بالفصلِ والكِلَمِ

هي الثريا فسبعٌ يُستضاءُ بها

وتؤنس القومَ في الظلماءِ والدُّهَمِ

والاتحادُ غراسِ الأمسِ كَللَّها

روحُ التأخي وجمعٌ غيرُ مُنقَسمِ

والاتحادُ بنى مجداً لموطنه

ورسّخَ الأمنَ بين الناسِ كُلِّهمِ

يا زايدَ الخيرِ إن القومَ بعدكُمُ

كما أردتم حماةُ الدارِ والقيمِ

يا زايدَ الخيرِ فاهْنأ في عُلاكَ فما

حادوا عن الحقِّ بل ساروا إلى القِمَمِ

قادوا السفينةَ في لُجِّ العُبابِ فما

تأثَّر الرَّكبُ بالأمواجِ واللُطَمِ

بيضٌ شَرائعهُم يُمْنٌ مراكبُهم

رشدٌ نواخذهم في أحلكِ الظُلِمَ

أبناؤكم ثلّةٌ والحبُّ يجمعهم

ساروا على نهجكم بالعدلِ والحِكَمِ

عضيدهم في دبيٍّ رافدٌ لَهُمُ

لا يعرفُ اللهو لم يهدأ ولم ينمِ

قد مزقَ اليأسَ من قاموسه ودعا

أن لا محال وإنّي رافعٌ علميِ

والمستحيلُ غدا صيداً يطارده

يواصلَ الكَرّ فتَّاكاً بلا سَأَمِ

صقُر العروبةِ قد جاد الزمانُ به

محمدٌ اسمه نارٌ على علمِ

قف يا زمانُ وأرِّخ كلَ قصتهِ

وأَنْشِد المَجد بالألحان والنغمِ

نِعْمَ الخليفةُ راضٍ عن سياستهمْ

فيهم محمدُ تاجُ العزِّ والكرمِ

قد قال للناسِ يوم الروعِ من مَرَضٍ

والكلُّ في حَيْرَةٍ يَخْشى من الأَلَمِ

لا تحملوا الهمَّ عيشوا اليوم في رَغَدٍ

وكان في دأبه برءٌ من السَقَم

قد صمّموا أن ينالوا السَّبقَ مبدؤهُم

حبُّ الريادةِ بالأفعالِ لا الكَلمِ

واستثمروا بعقولِ الناسِ مالَهُمُ

فالعالِم الفذُّ في الأوطان كالهَرَمِ

نحُّوا الخطاباتِ جنباً عن برامجهم

فهم بناةٌ لأجيالِ من الهممِ

ضاقت بهم أرضهُم من فَرْطِ هِمّتهمْ

فما استكانوا ونالوا العِلَم في نَهَمِ

آمالَهُمْ بعَنَان الجوِّ يسبُرها

مسبارُ علمِ غدا بالأمسِ كالحُلمِ

في الأرض نالوا العلا مجداً ومَكْرُمةً

وفي السّماء تلاقى العزمُ بالنجمِ

يا أمَّةَ العُربِ يكفينا الهلاكُ وما

آلت إليه أمورُ الناسِ من أَلمِ

يا أمّة العُربِ قد عاثَ الذئابُ بنا

أفنوا الحلالَ ولم يُبقوا على النّعَمِ

وما الذئاب غِرَاب عن مرابِعنا

فهم من الحيِّ بل عاشوا مع الغَنَم

لا بارك اللهُ في عرشٍ ركائزه

من الجماجمِ والأشلاءِ والظُلُم

لا بارك الله في تاجٍ يرصّعه

جوعُ العبادِ على رأسٍ من الصَنَمِ

فلْنَرشُدِ اليومَ إن الغّيّ أنهكنا

لا ينفع المالُ والكرسيُّ من ندمِ

هذِي الإماراتُ فانحوا نحوَها وخذوا

من التجاربِ والأفعالِ والقيم

أضحت نموذجَ سعدٍ دائمٍ وبها

كلُّ الدياناتِ والأقوامِ والأُمَمِ

هذِي اللواعجُ في صدري أبثُّ بها

للقادمين من الأجيالِ كلِّهمِ

وللفضائل «جيناتٌ» ومَوطنها

أهلُ الإماراتِ أهلُ العزِ والكرمِ

صلاة ربي على خير الورى أبداً

والآل والصحب والأتباع من قِدَمِ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"