عادي
التركيز على انتشار سلالة «أوميكرون» ومحادثات إيران

النفط يعوّض بعض خسائر الجمعة ويرتفع 3 دولارات

23:35 مساء
قراءة 4 دقائق
صهاريج النفط والغاز في مستودع نفط في ميناء تشوهاي بالصين


سجلت أسعار النفط ارتفاعا حاداً، الاثنين في بداية الأسبوع الذي يبدو أنه سيكون حافلاً بالأحداث بين تقييم الطلب والمفاوضات بشأن الطاقة النووية الإيرانية واجتماع «أوبك+»، بعد انخفاضها الكبير الجمعة بسبب الكشف عن المتحور الجديد «أوميكرون».
وارتفع سعر برميل خام برنت تسليم كانون الثاني/يناير 4,13% إلى 75,72 دولار، بينما ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط للشهر نفسه 4,67% إلى 71,33 دولار.
وكان النفطان المرجعيان خسرا أكثر من 10% الجمعة خلال جلسة واحدة في سابقة منذ الأشهر الأولى من تفشي الوباء.
قال أفتار ساندو المحلل في مجموعة «فيليبس فيوتشرز» إن «النفط الخام يستعيد قوته بعد الصدمة» الناجمة عن الإعلان عن اكتشاف متحور جديد لكورونا في جنوب إفريقيا.
أضاف ساندو أن المخاوف بشأن هذا المتحور الجديد «التي يمكن أن يعرقل الانتعاش الاقتصادي وخطط بعض المصارف المركزية»، لم يتم تبديدها. 
يتوقع أن يكون اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في إطار «أوبك+» حاسماً.
وقال ينيو ياو ووارن باترسون المحللان في مجموعة «آي ان جي» إنه «نظرًا للتأثير المحتمل (التدابير الناجمة عن أوميكرون) على الطلب، نعتقد أن المجموعة يمكن أن تأخذ قسطًا من الراحة في مسيرتها لزيادة العرض» من النفط الخام.
وأضافا «سيكون ذلك مطابقاً للنهج الحذر الذي تبنته اوبك+ منذ ظهور كوفيد-19».
ويراقب المستثمرون المناقشات حول إيران المنتج التاريخي لمنظمة أوبك التي تم استبعادها من السوق منذ 2018.

الاجتماع الفني

في هذا الوقت، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الاثنين، إن الاجتماع الفني لمجموعة أوبك+ تأجل إلى الأربعاء وإن اجتماع اللجنة الوزارية سيُعقد الخميس «لنكسب وقتاً لمراجعة الأمور».
ونقل تلفزيون الشرق عن وزير الطاقة السعودي قوله، الاثنين، إنه غير قلق بشأن متحور كورونا الجديد، وذلك بعد تراجع أسعار النفط الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من أن تؤثر السلالة الجديدة على الطلب.

مراقبة الوضع

من جانبه، نُقل عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن روسيا لا ترى ثمة ضرورة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن سوق النفط بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورنا مهوناً من فرص أن تغير مجموعة أوبك+ سياسات الإنتاج هذا الأسبوع.
وعقدت المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها اجتماعات عبر الإنترنت هذا الأسبوع لتحديد سياسة الإنتاج.
وقالت مصادر يوم الجمعة إن أوبك+ تراقب التطورات المتعلقة بالسلالة الجديدة أوميكرون ويشعر البعض بالقلق من أن يضعف تأثيرها الطلب على النفط.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نوفاك قوله «يتعين علينا أن نراقب الوضع عن كثب. لا حاجة لاتخاذ قرارات متسرعة». وأكد متحدث باسمه هذه التصريحات.
ونقل المتحدث عن نوفاك قوله «على الرغم من كل ذلك سنبحث مع الدول الأعضاء في أوبك+ وضع السوق وما إذا كان يتعين اتخاذ أي إجراءات».
وأضاف نوفاك «من أجل الخوض في التفاصيل، تحركت اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة (التابعة لأوبك+) للحصول على المزيد من المعلومات بشأن الأحداث الجارية بما فيها السلالة الجديدة من الفيروس».

دعوات أمريكية

وكان من المقرر عقد اجتماع عبر الإنترنت للجنة الوزارية المشتركة يوم 30 نوفمبر/ تشرين الأول لكنه تأجل إلى الثاني من ديسمبر/ أيلول وهو نفس موعد عقد اجتماع أوبك+ الوزاري.
وقاومت أوبك+ دعوات أمريكية لضخ المزيد من النفط للحد من ارتفاع الأسعار واستمرت في التراجع تدريجياً عن خفض قياسي في الإنتاج العام الماضي عن طريق إضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتباراً من أغسطس /آب. والغرض من اجتماع هذا الأسبوع هو مناقشة السياسية الإنتاجية لشهر يناير/ كانون الثاني.

«أوميكرون» يهدد تعافي الطلب

يأتي ذلك، في وقت تراجعت فيه هوامش أرباح شركات تكرير النفط الآسيوية إلى أدنى مستوى لها في حوالي خمسة أشهر وسط مخاوف من أن السلالة أوميكرون من فيروس كورونا قد توجه ضربة أخرى لتعافي الطلب على النفط، الذي تضرر بالفعل من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا.
وتهدد الضربة المزدوجة بعرقلة الانتعاش الاقتصادي العالمي وبالتالي إضعاف الطلب على النفط، الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو من 5.5 إلى 96.3 مليون برميل يومياً في عام 2021.
وقال هوي لي الخبير الاقتصادي في بنك (أو.سي.بي.سي) في سنغافورة «هذه انتكاسة في وقت يعاد فيه فتح العديد من خطوط السفر». وأضاف «نحتاج إلى أسبوعين على الأقل لمعرفة تأثير هذه السلالة الجديدة على الطلب على النفط».
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الهوامش المجمعة في سنغافورة، وهي مقياس لأرباح شركات التكرير الآسيوية، بلغت 2.15 دولار للبرميل يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ 30 يونيو/ حزيران.
وقبل شهر واحد فقط، بلغت الهوامش ذروتها عند 8.45 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2019.
وقال مسؤول في شركة تكرير كبرى في كوريا الجنوبية «شهدنا انخفاضاً حاداً في هوامش التكرير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب المخاوف بشأن السلالة أوميكرون السريعة الانتشار»، مشيراً إلى العدد المتزايد من الدول التي تفرض قيوداً على السفر بسببها.
وأضاف «نواجه ضربة مزدوجة فيما يتعلق بالمصافي وانخفاض أسعار النفط، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى تدهور أرباحنا». ورفض المسؤول ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر.

الطلب على وقود الطائرات

يتوقع بعض المحللين أن يظل الطلب على البنزين ثابتاً في الوقت الحالي لأن معظم الحكومات لم تفرض قيوداً محلية على الحركة بسبب متحور أوميكرون. وقال محلل في سنغافورة طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة «الطلب على وقود الطائرات سيتراجع بشدة لكنني أعتقد أن البنزين سيبقى كما هو».
وأضاف «أوروبا تتجه بالفعل إلى الإغلاق. لذا فإن الأمر يتعلق أكثر (بالطلب على البنزين في) الولايات المتحدة وآسيا».
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"