عادي

روسيا وثروة النفط

20:51 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

أنجلينا دافيدوفا *
تعد مدينة خانتي مانسيسك الصغيرة في غرب سيبيريا، والتي يزيد عدد سكانها قليلاً على 100 ألف شخص، هي عاصمة روسيا غير الرسمية للنفط. وتحاط هذه المدينة ببعض من أكثر حقول النفط انتشاراً في العالم، الأمر الذي لا يشكل جيولوجيا المنطقة فحسب، لكنه يشكل أيضاً اقتصادها وهويتها.

وأدى التاريخ القصير نسبياً للنفط في مدينة خانتي مانسيسك إلى تغيير هذا الجزء من روسيا. اُكتشف حقل ساموتلور النفطي، وهو أكبر حقل بترول في روسيا، في الستينيات من القرن الماضي إلى الشرق من المدينة، وسرعان ما أصبح مصدر ثروة كبيرة للمنطقة.

وتقع مدينة خانتي مانسيسك في منطقة تيومين، التي غالباً ما تحتل المرتبة الثانية في روسيا من حيث الرفاهية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بعد العاصمة موسكو.

وفي هذا الجزء من روسيا، يعتبر النفط مصدراً مهماً ليس للمال فقط، وإنما للشعور بالفخر أيضاً. ومنذ الستينيات من القرن الماضي، يحصل عمال النفط والمهندسون على إشادة كبيرة، ويصورون على أنهم أبطال في الروايات والأفلام. ويعد المتحف المحلي للجيولوجيا والنفط والغاز معلماً معمارياً رئيسياً للمدينة. وفي مطار المدينة، يمكن للمرء أن يرى صوراً لعمال النفط والمهندسين من عقود مختلفة حتى القرن العشرين، بما في ذلك لقاء أول رئيس لروسيا، بوريس يلتسن، مع عمال في أحد حقول النفط.

وفي خضم مثل هذا الاحتفال بهذا الوقود الأحفوري، قد يتخيل المرء أن حقائق تغير المناخ لم تتسرب بعد إلى قلب النفط الروسي. لكن في السنوات القليلة الماضية، بدأ هذا الوضع يتغير.

وهذا العام، أَولى أحد منتديات النفط الرئيسية في المدينة، منتدى «أويل كابيتال» الذي عُقد في شهر مارس/آذار، اهتماماً خاصاً بالمناخ، وجرى تخصيص حلقات نقاش للحديث عن إزالة الكربون. وحاول المسؤولون المحليون والشركات والعلماء فهم ما يمكن أن يكون عليه مستقبل مدينة خانتي مانسيسك، بل ومستقبل روسيا بأكملها، في عالم جديد منخفض الكربون.

ويشكل النفط والغاز 80% من اقتصاد مدينة خانتي مانسيسك. وبشكل عام في روسيا، وفر النفط والغاز 39% من إيرادات الميزانية الفيدرالية، وشكلا 60% من الصادرات الروسية في عام 2019.

وبلغت جميع عائدات الوقود الأحفوري 14% من الناتج المحلي الإجمالي في ذلك العام، وفقاً لورقة بحثية من إعداد إيغور ماكاروف، باحث في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو. وعلى الرغم من الترسخ العميق للنفط والغاز في اقتصاد روسيا، فإن روسيا تدرك تماماً أزمة المناخ، واتخذت بعض الخطوات للتعامل معها.

* بي بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"