عادي
الأسهم العالمية في المربع الأحمر مجدداً

«أوميكـرون».. مخـاوف جديـدة إزاء تعافـي الاقتصـاد العالمـي

14:53 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تراجعت الأسهم الأمريكية أمس، عاكسة انتعاش الاثنين في وول ستريت، حيث أعاد المستثمرون تقييم المخاطر المرتبطة بالمتحور الجديد.
وانخفضت المؤشرات الرئيسية بحدة بعدما قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن البنك المركزي سيناقش تسريع عملية شراء السندات في اجتماعه في ديسمبر.
وانخفض داو جونز 560 نقطة متأثرا بخسائر أمريكان إكسبريس وكوكاكولا. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 1.5%، بينما انخفض ناسداك 1.5%.
في مثوله أمام لجنة في مجلس الشيوخ، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي إنه يعتقد أن تقليص وتيرة شراء السندات الشهرية يمكن أن يتحرك أسرع من الجدول الشهري البالغ 15 مليار دولار المعلن في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال باول: في هذه المرحلة، يكون الاقتصاد قويًا للغاية والضغوط التضخمية أعلى، ومن ثم فمن المناسب من وجهة نظري النظر في إنهاء تقليص مشترياتنا من الأصول... ربما قبل ذلك ببضعة أشهر. أتوقع أننا سنناقش ذلك في اجتماعنا القادم.
وتشير تعليقات باول إلى أن تركيز الاحتياطي الفيدرالي قد تغير الآن إلى مكافحة التضخم وآثاره السلبية ، بدلاً من المزيد من الاضطرابات المحتملة في النشاط الاقتصادي من المتغيرات الجديدة لكوفيد.وصرح ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، لصحيفة فاينانشيال تايمز أنه يتوقع أن تكون اللقاحات الحالية أقل فعالية ضد المتحور الجديد. وانخفض سهم موديرنا بنسبة 4% تقريباً.
تعليقات باول
قال باول في الإفادة: إن المتحورة أوميكرون لكوفيد يمكن أن تبطئ تعافي الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل وتزيد من الشكوك بشأن التضخم.
وأقرّ باول بأن العوامل التي ترفع التضخم في الولايات المتحدة «ستستمر لفترة طويلة العام المقبل».
وتعكس التعليقات، تزايد قلق رئيس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الارتفاع الحاد في التضخم هذا العام، والذي أكد مراراً أنه مؤقت.
وفي حين أكد أن الاقتصاد الأمريكي «استمر في الازدهار»، أشار إلى أن عودة ظهور الوباء أعاقت الانتعاش منذ رصد المتحورة دلتا في الخريف.وأضاف جيروم باول أن «الارتفاع الأخير في إصابات كوفيد-19 وظهور المتحورة أوميكرون يشكل مخاطر سلبية على التوظيف والنشاط الاقتصادي ويزيد من الشكوك بشأن التضخم».-الرغبة في العمل
وتابع أن «المخاوف الأكبر بشأن الفيروس تتعلق باحتمال أن يقلل من رغبة الناس في العمل بشكل حضوري، ما قد يبطئ التقدم في سوق العمل ويزيد من اضطرابات سلاسل التزويد».وأشار باول إلى أن التضخم «أعلى بكثير» من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، إذ يشير المقياس الذي يعتمده الاحتياطي إلى بلوغه 5% على امتداد 12 شهراً حتى تشرين الأول/أكتوبر.ولفت إلى أن «مشاكل سلاسل التزويد جعلت من الصعب على المنتجين تلبية الطلب القوي، لا سيما على السلع. كما أن الزيادات في أسعار الطاقة والإيجارات تدفع التضخم إلى الارتفاع».وبينما لا يزال الاحتياطي الفيدرالي يتوقع «انخفاض التضخم بشكل كبير خلال العام المقبل مع انحسار الاختلالات في العرض والطلب»، أقر باول بأن اتجاه السوق «يصعب توقعه». وتعهد باول باستخدام جميع أدوات البنك المركزي لدعم الانتعاش و«منع أن يتحول ارتفاع التضخم إلى أمر مترسخ».
تداعيات الوباء
فيما كان يتّجه للتعافي من التداعيات المدمرة لوباء كوفيد-19، تعرض الاقتصاد العالمي لضربة جديدة بسبب المتحّور أوميكرون التي أدت إلى إعادة فرض قيود على السفر.وانتشر المتحوّر الجديدة التي أبلغت منظمة الصحة العالمية باكتشافها في جنوب إفريقيا قبل أقل من أسبوع في قارات العالم، ما دفع بعشرات الدول إلى فرض قيود على السفر.
وستعتمد شدة الأثر الاقتصادي على مدى خطورته ومدى فعالية اللقاحات المتوفرة لمواجهته.
لكن حتى مع أخذ السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً في الاعتبار، يراجع خبراء الاقتصاد توقعاتهم للعام 2022 باتّجاه خفضها.
توقعات «النقد»
ويصر صندوق النقد الدولي الذي يتوقع نمواً 4,9% للعام المقبل، منذ أشهر على أن فيروس كورونا ومتحوّراته لا يزالان مصدر التهديد الرئيسي.
وقال غريغوري داكو كبير خبراء الاقتصاد في شركة «أكسفورد إيكونوميكس» المتخصصة، إن الأثر الاقتصادي قد يكون «متواضعاً»، في حدود 0,25 نقطة مئوية على النمو العالمي عام 2022 إذا كانت «أعراض أوميكرون خفيفة نسبياً» وكانت اللقاحات «فعالة».
وفي أسوأ السيناريوهات حيث يكون أوميكرون خطيراً جداً ويسبب بإعادة إغلاق جزء كبير من اقتصادات العالم، قد ينخفض النمو في عام 2022 إلى حوالى 2,3%، مقارنة بـ4,5% وفق توقعات «أكسفورد إيكونوميكس» قبل ظهور المتحوّر.
وفي سيناريو مماثل، ليس من المؤكد أن الحكومات التي جمعت تريليونات الدولارات من المساعدات منذ بداية الوباء، ستكون على استعداد لإطلاق حزم جديدة للانتعاش الاقتصادي.
وأثار أوميكرون قلقاً أكثر من أي متحوّر آخر منذ ظهور دلتا الذي تبيّن أنه أشد عدوى من متحورات كوفيد-19 السابقة. ورغم ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه «لا داعي للهلع» حتى لو أغلقت الولايات المتحدة حدودها أمام المسافرين من منطقة جنوب إفريقيا حيث اكتشف المتحوّر. أما بالنسبة إلى مصنعي اللقاحات، فأعربت أسترازينيكا وفايزر/يايونتيك وموديرنا ونوفافاكس عن ثقتها في قدرتها على مكافحة المتحوّر أوميكرون.
الأسهم الأوروبية
وهبطت الأسهم الأوروبية بأكثر من 1%، الثلاثاء، بعد أن أثارت شركة مودرنا الدوائية شكوكاً بشأن مدى فاعلية اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 في مواجهة أوميكرون، السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا.
ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.5% ليسجل أدنى مستوياته في نحو سبعة أسابيع. وهبط أيضاً كل من داكس الألماني وكاك الفرنسي وفاينانشيال تايمز البريطاني بأكثر من 1.5 في المئة.
الأسهم اليابانية
أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض للجلسة الثالثة على التوالي، الثلاثاء، وهبط المؤشر نيكاي الياباني 1.63% إلى 27821.76 نقطة مسجلاً أدنى مستوياته منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وبدد مكاسبه السابقة التي حققها وسط آمال بأن يكون أوميكرون أقل شدة مما كان يخشاه العالم.
(وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"