بريق أمل جديد في قطاع الضيافة

21:37 مساء
قراءة 3 دقائق
1

هيثم مطر *
ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تستأثر بسوق السفر في منطقة الشرق الأوسط، بالاستناد إلى فرص العرض التي توفرها والحجوزات في مختلف قطاعات السفر. وقد ساهم افتتاح إكسبو 2020 دبي، في تحقيق تقدم ملحوظ في هذا الإطار، نظراً لما يقدمه هذا المعرض من فرص استثنائية للعاملين في قطاع الضيافة والقطاعات الأخرى ذات الصلة، وبالتحديد بعد ما فرضته جائحة كوفيد-19 من تحديات خلال العامين الماضيين تقريباً.

وتشير التوقعات الأخيرة لشركة الأبحاث «أس تي آر» التي توفر بيانات مرتبطة بقطاع الضيافة إلى أن معدل الغرف الفندقية المحجوزة في دبي سيسجل ارتفاعاً ملحوظاً خلال الربع الأخير من هذا العام بنسبة 77% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، مع ارتفاع إضافي في إيرادات الغرفة الفندقية المتاحة بنسبة 86%. وتُعد هذه النسب إيجابية جداً بعد أشهر طويلة من التحديات والصعوبات.

تدير مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال 21 فندقاً في مواقع مختلفة في دولة الإمارات. ونتوقع أن يتجاوز معدل الغرف الفندقية المحجوزة نسبة 80% في الربع الأخير من هذا العام، مما يمكن المجموعة بالتالي من الاستئثار بنسبة 20% من سوق الفنادق خلال إكسبو 2020 دبي. ويعود هذا الارتفاع التصاعدي في معدل الغرف الفندقية المحجوزة بالفوائد على المنطقة بأكملها، في ظلّ وضع خطط رئيسية للانتعاش السريع وإعادة تعزيز البنية التحتية لقطاع الضيافة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بين العامين 2021 و2023.

وبالاستناد إلى دراسة أجرتها مؤخراً شركة «برايس ووتر هاوس كوبرز» الاستشارية، من المتوقع أن يرتفع معدل إجمالي الحجوزات في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة ليسجل 78.7 مليار دولار في العام 2024، وذلك بعد انخفاض حاد بنسبة 64% خلال العام 2020. ويُتوقع أيضاً أن ترتفع نسبة المستهلكين في سوق التجارة الإلكترونية ب12 درجة مئوية من 36% في العام 2019 إلى 48% في العام 2024. أما في مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال، فنتوقع أن نشهد انتعاشاً كبيراً خلال الربع الأخير من هذا العام مع نسبة 80% من الغرف الفندقية المحجوزة في دولة الإمارات، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى استضافة إكسبو 2020 دبي هذا العام. أضف إلى ذلك أن إعادة انتعاش سوق الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، وبالتحديد الفعاليات الترفيهية والرياضية، من المتوقع أيضاً أن يحقق طفرة في قطاع الخدمات الترفيهية.

وبعد نجاح منافسات ثلاثية جزيرة النزال من «يو أف سي» التي استضافتها أبوظبي والدوري الهندي للكركيت وبطولة كأس العالم للكركيت للرجال، زاد الاهتمام بشكل ملحوظ باستضافة الفعاليات الكبرى في دولة الإمارات بفضل ما تملكه من إمكانيات وكذلك بنيتها التحتية القوية للأعمال التجارية. أضف إلى ذلك الإنجازات القياسية التي حققتها الحكومة في السيطرة على انتشار الوباء عبر التدابير الصارمة التي اتخذتها لإجراء فحوص كوفيد-19 وتتبع الحالات المسجلة وتنظيم حملات التطعيم الناجحة بامتياز.

وبموازاة ذلك، تحافظ المملكة العربية السعودية على موقع الصدارة من خلال تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات الضخمة خلال موسم الشتاء في الرياض، فضلاً عن افتتاح السباق الأول للفورمولا 1 في جدة في وقت لاحق خلال هذا العام والذي سيكون ثاني سباق ليلي كامل على قائمة سباقات الفورمولا 1 بعد سباق سنغافورة. وتجدر الإشارة إلى أن حكومة المملكة العربية السعودية تحرز تقدماً ملحوظاً في تنفيذ رؤية 2030 مع إعلاناتها المستمرة عن مختلف المشاريع الضخمة التي تقدر بالملايين. وتسهم مثل هذه المشاريع التطويرية الواسعة النطاق في التشجيع على السفر دولياً وإقليمياً، في حين يؤدي الاستئناف التدريجي للحج والعمرة إلى إيجاد المزيد من الفرص في هذا القطاع.

أما دولة قطر، فتشهد كذلك انتعاشاً في الطلب على خدمات الضيافة في ظل مواصلة نمو هذا الطلب حتى العام 2022 بفعل استضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم.

لا شكّ في أن جائحة كوفيد-19 قد أثرت بشكل سلبي في قطاع الضيافة حول العالم، لكننا على ثقة بأن هذا القطاع يملك ما يكفي من الإمكانيات والمرونة للتعافي السريع من تداعيات الجائحة. فملايين الأفراد حول العالم يعاودون اليوم التخطيط لرحلات جديدة في المستقبل القريب، فضلاً عن مساهمة إكسبو 2020 دبي في جذب المزيد من الاهتمام بالأسواق العالمية.

* الرئيس الإقليمي لمجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"