عادي

دولة الإمارات في الخمسينيّة الأولى من عمرها

23:26 مساء
قراءة 4 دقائق

د. عارف الشيخ
نَظَم الدكتور عارف الشيخ، مؤلف كلمات النشيد الوطني قصيدة وطنية تحت عنوان «دولة الإمارات في الخمسينية الأولى من عمرها»، بمناسبة الاحتفالات التاريخية التي تشهدها الدولة في عيدها الخمسين.

وتنشر «الخليج» أبيات القصيدة التي تقع في 64 بيتاً، والتي تم إلقاؤها في مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، خلال ندوة حملت عنوان «شهادة عيان: مسيرة الاتحاد من رؤية المؤسسين إلى عام الخمسين»، بمشاركة السفير عبدالله المعينة مصمم علَم الإمارات، وحضور لفيف من المهتمين بالشأن الوطني. وتالياً أبيات القصيدة:

لك الحمدُ يا ربَّ «الفراقِدِ والشِّعرى» وكم لكَ ما يستوجبُ الحمدَ والشُكرا

أروحُ وأغدُو في «فَرادِس» دولَةٍ أقيمت على أرضٍ بأمسِ هي«الغَبْرا»

على«ساحلٍ» أثنَى عليه رسولُنَا «أذكِّرُ» أجيالاً بما قبلُ قد مَرَّا

***

«إماراتُ» كانت «مَشيَخاتٍ» وسَبعةً يُداخِلها ما يبعثُ الخوفَ والذُّعْرا

فَلا «دولةٌ» كانت لِتحمي حُدودَها و لا «قائدٌ» كي يملكَ النهيَ والأمْرا

«قبائلُ» تحيا بين «ياسٍ» و «قاسمٍ» بتاريخهم أهلُ البِلاد هُمُ الأدرَى

قبَائلُ شتَّى والبِلادُ «فقيرةٌ» وأغناهمُ مَن كان يمتَلكُ «التَّمْرا»

لقد عاصَروا«الحَرْبَين» في ظِلّ فقرهِم فعانَى وقاسىَ «أهلُنا» العُدْمَ والعُسْرا

***

و قد عصَفَتْ «أُمِّيَّةٌ» بجُموعِهِم وليس«سِوى» القرآنِ والسُّنَّةِ الغَرَّا

«كتَاتيبُ» تثقيفٍ لِجنسَيهِمُ معاً «مَساجدُ» من طينٍ ولم تكُ «آجُرّا»

«مشايخُ» جاءوا من هناك ومِن هنا فكم «عالجُوا» بالعِلْم جهلاً قد استَشرى

و أهلِيَ أهلُ «الصَيد واّلرَعْي» يومَهُ فكم كابَدوا «القِيعانَ» والحَرَّ في«الصَّحرا»

على «الرُزّ والأسماكِ» عاشوا وماؤُهُمْ «مُوَيلِحُ» أو إنْ لا فقد شربُوا «المُرّا»

يعيشُون لا أمْنٌ و لا لِعِلاجهِم «مَشافٍ» بِ «خِيْلٍ» عالجُوا الداءَ والضُرّا

و كان«دُعاءُ» الصّالحين «عِيَادةً» فكم ذهبوا لل «شَّيخ» يرجُونهُ جَهرا

«حُفاةً» مشَوا إلاّ القليلُ فلم تكُن و سائلُ كانت «نُوقُ» أو «حُمُرٌ» تُكْرَى

***

إلَى أنْ أراد اللهُ تغييرَ حالِنا فأسعَفتِ «البِعثاتُ» إذْ وردَت تَتْرَى

و لم تأتنا البعثاتُ لولا «جَمالُنا» فذاكَ لَعَمرُو الّلهِ قد «غيَّر» المَجْرى

وأوّلها جاءت «كويتُ» فكم لها «أيَادٍ» فيا ربِّ ارفعَنّ لها «قَدرا»

وجازِ «الأُلَى» قد علَّمونا وعالجُوا فلولاهمُ مِن دائنا لم نكُن «نَبْرا»

وقد «طُويَت» تلك السنونَ سريعةً «بواحِدَ والسبعين» قد أنضجُوا «الفِكْرا»

***

فيومئذٍ قام «اتحادٌ مباركٌ» على يَد «شيخينِ» هُما بالبقا أحْرى

ل «زايدَ» أُحنِي الرأسَ مِن بعد زايدٍ ل «راشدَ» يا اللهُ كم خلَّفَا البِرَّا

لقَد دعَوَا أهلَ الشّتاتِ لِ«وحْدةٍ» فوفَّقَهُم ربيّ وما خالفُوا الأمْرا

«ثُنائيّةً» في البِدء قام اتِّحادُنا وبعدَ اتفاقٍ أعلنُوا «الوحدةَ الكُبرى»

***

وفي «بُوظبيْ» قد فجَّر اللهُ ثروةً من «السائل النِفطيِّ» ما نافسَ «التِبْرا»

فأصبح ذاك التِبر ُ«دَخلاً» ل «زايدٍ» و«زايدُ» في بذلٍ لقد أعجَز الدَّهرا

فقام اتّحادٌ ب «السُبَاعيْ» مُعرَّفٌ و«زايدُ» بالإجماع قد أعلنَ البُشرى

«جُميرةُ» كانت يومَه أرضَ مَوعِدٍ لقد رفعُوا في ساحِها «العلَمَ الحُرّا»

***

فمُذ ذلك اليومِ العظيمِ و «دَولتي» بِهمّتِها ترعىَ لنا «البَدْوَ والحَضْرا»

أدار لنا «الشيخَان» دَفّةَ حُكمِنا وخلفهُما «خمسٌ» لقَد قدّموا الأزْرا

فقامت «وزاراتٌ» وصارت «مَناطقٌ» و سُنَّت «قوانينٌ» فلا ظُلمَ يُستَمْرا

أهلَّت «مَشاريعٌ» وشِيْدَت «مَدارسٌ» و«مُستشفياتٌ» أصبحَت تُثلجُ الصَّدرا

ودوَّتْ «صُروحُ الجامعاتِ» وأصبَحتْ تُخرِّج أفواجا بهِم نزرعُ «الصَحْرا»

وصار لنا للأمن «جيشٌ وشُرطةٌ» بهِم «وَطنيْ» يزهو بهم سَجَّل النصْرا

«قِطارٌ» «مطاراتٌ» وحشدُ «مَوانئ» بها نحن صِرنا في عوالمنا «الصَّدرا»

وصار لنا في «مُنتَدى» كلّ دولةٍ حُضُورٌ فأصبحنا نقولُ و«لا نُكْرا»

***

نعَم «زايِدٌ» بالأمس أرسىَ «قواعداً» لِحبٍّ فمِن ضّراءَ سِرنا إلى السَّرّا

قد اهتمَّ ب«التوطينِ» واهتمَّ ب«النِسا» و أعطىَ ل«مَوروثاتِ أجدادنا» الدَّورا

كما أنه أوصى ب «إسعافِ» مُعْوِزٍ فأعطاهُ إذ «لا مَنّ» واحتسَبَ الأجرا

وقد عاش يرعانا ب «عدلٍ وحِكمة» فكم رحمَ «الإنسانَ والأرضَ والطّيرا»

فوَفّرَ «ماءً» ثم وفَّرَ «خضرةً» فلستَ ترى إلا مَرابعَهُ الخُضرا

و«أغنى» الأقاصِي كالدّواني ببذله لِذاك «بكاهُ» الكلُّ مِن فقدِه جَمرا

لقد عاش «مِعطاءً»و خلَّف بعدَه «بني زايدٍ» مِن بعده أصبحُوا «العِطرا»

فقاموا على «نهج الفقيدِ» وواصَلوا سياستَه «يبنُون» ما يبعثُ الفخرا

و«زادوا» عليه في أمور كثيرة ولا غَروَ ف «الأحداثُ» أشحَذتِ الفِكرا

***

فأنعِم ب «تعليمٍ» وأكرِمْ ب «صحَّةٍ» و أعظِمْ ب «تكنولوجيا» فاقت العَصرا

«بُراكةُ» حَدّثْ أنتَ عنها كما تشا و«مَصْدرُ» بل حَدّثْ عن «القِيم الأخرى»

«إماراتنا» من شرقِها ولِغربها غدت لابتساماتِ الهنا والسّنا «ثَغْرا»

فقام لنا «الإبداعُ» في الأرض مُنشِدًا لِيُوصِلَ صَوتا لل «فضَا» يُعلنُ البَهْرا

***

سلوُا اليوم «مِرّيخا» وإن شئتَ «زُهرةً» فبعدَ سُباتٍ آن أن نُعلنَ «الفجْرا»

ونمضي بِ «لا إذنِ الدُّخول» لِمُعظم «ال عَواصم» إنّي ما قصدتُ به الكِبْرا

ولكنْ «إماراتٌ» حبيبةُ عالَمٍ و مَن يأتِنا بالحُبِّ نبْنِ له قصْرا

فمنهُم «ذوو فنٍّ وعِلْمٍ» ومنهُمُ «ذوُو مِهَنٍ عُليا» منَحناهُمُ «اليُسرا»

وفي «أزماتٍ» نُسعِفُ الكلَّ لا نُري دُ من أيّهِم شكراً «كرُونا» بنا أدْرى

«قوافلُ خير» أغرقَت بهباتِها «بلاداً» تعيشُ اليوم في فقرِها «أسْرى»

***

«إماراتُ» دارٌ لاستضافةِ عالَمٍ و«إكسبُو دبيَّ» اليوم كم يكشفُ «السِّرا»

نعَم قد أتينا «بعدَهم» غيرَ أننا «سبَقنا» انبهاراتٍ ل «قيصرَ» مع «كِسرى»

«تسَامُحُنا» يكفي شِعار َ«تعايُشٍ» و«خمسُون عاماً» كم أضاف لنا خُبْرا

لنا «خُلقٌ» لا يرتضِي ذمَّ وافِدٍ و«بعضَ إساءات» نُبادلُها العُذرا

***

«بنو ياسَ» حبُّ الناس فينا أصالةٌ لنا «قِيمٌ» نزهو بأخلاقنا العُمْرا

«فضاءً» غزوناه بأيدي «بَنِيِّنا» و«تربيةُ الإنسان» غايتُنا الكبرى

نُعمّرُ دنيانا اعتِزازاً بديننا ونجني بأخلاقٍ رضا الله في الأخرى

فهيّا لِنسعى نحو َ «خمسين ثانياً» لِنصنعها «فَوزاً» ولو نَنْحتُ الصَّخرا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"