صناعة الثقافة والإبداع

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

الشراكة بين القطاعين العام والخاص هي حجر زاوية استراتيجية وزارة الثقافة والشباب لتنفيذ برنامج شامل لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وقد تناولت الأجندة التي تم إطلاقها مؤخراً عدداً من المبادرات والبرامج التي من شأنها الانتقال بالفعل الثقافي والإبداعي إلى ضفة التجربة المتكاملة المدعومة بأدوات الحوكمة، والمرتبطة بالأجندات الوطنية التي تخدم القطاعات التنموية الأخرى.
إن الصناعات الثقافية والإبداعية تعد أحد أسرع القطاعات نمواً في العالم، حيث تدرّ إيرادات عالمية تقدر بنحو 2,250 مليار دولار سنوياً وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وفي الإمارات ستتحول إلى واحدة من أهم عشر صناعات، تسهم في رفد الناتج المحلي خلال السنوات المقبلة بما بين 2.9 – 3.5%، وقد تضمنت الأجندة الوطنية محاور ثلاثة تركز على: الموهوبين، بيئة الأعمال، ومؤشرات الأداء.
وفي حين حققت الإمارات الكثير من الإنجازات على صعيد الحراك الثقافي والإبداعي خلال السنوات الماضية، إذ قدمت للعالم شخصيات فريدة في مجالات الثقافة والفن والابداع بأشكاله المتعددة، كما أسهمت في رفد الحركة الثقافية في المنطقة، فقد جاء الوقت لرصد هذه التحولات بشكل علمي وتطبيقي، بما يتيح الفرصة لشق مسارات واضحة المعالم ، في رحلة المبدع الإماراتي منذ مراحل التأسيس الأكاديمي والتعليمي، وصولاً به إلى مستوى ريادة الأعمال وإدارة المشاريع الثقافية في المجالات الخاصة والعامة.
البنية التشريعية هي أحد الروافد الأساسية الداعمة لهذه الأجندة، إذ تسهم في حفظ حقوق الملكية الفكرية للمبدعين، وتحفيز البيئات المؤسساتية الداعمة للإبداع، وكذلك التمكين من نواحي التمويل والدعم الفني. كما أن حوكمة إدارة ملف الصناعات الثقافية والإبداعية، هي الوجه الآخر لعملية جذب اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة، وتوجيهها نحو ما يصب في خدمة الاستراتيجيات الوطنية المستقبلية في مجالات الاقتصاد المعرفي، التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، جودة الحياة والسعادة، والدبلوماسية الثقافية.
يرافق ذلك كله مسار يتناول الإحصاءات والمعايير الداعمة لمؤشرات الأداء، في برامج التنافسية الوطنية والعالمية، وهو المشروع الوطني المتكامل، الذي تسعى وزارة الثقافة والشباب لتطوير إطاره الإحصائي، بما يخدم قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ويزود أصحاب القرار بالبيانات والمؤشرات المهمة، لتطوير الأجندة وتوسيع آفاق هذا القطاع.
أحد أبرز المنصات المهمة للتعرف إلى توجهات هذه الصناعة هو المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي، والذي تقدم الوزارة من خلاله أكثر من ستين جلسة تناقش مفاهيم الابتكار، الاستدامة، التحول التكنولوجي، التعليم، والإعلام والتواصل، كجزء من المشهد الإبداعي العالمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"