عادي

احتفال عيد الاتحاد الخمسين.. 8 محاور تروي تاريخ الإمارات

00:25 صباحا
قراءة 5 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

من قلب حتا ومن بين ثنايا جبال الحجر الجميلة، انطلق الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الخمسين الذي يجسد مسيرة عاماً من التقدم والإنسانية.

تتضمن عروض الاحتفال من ثمانية محاور؛ إذ يروي كل محور جانباً من مسيرة إنجازات نصف قرن من عمر الإمارات من عام 1971 وحتى عام 2071.

تتميز مدينة حتا بموقعها الفريد في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي على مسافة متساوية من جميع الإمارات السبع، وهي مدينة معروفة بتاريخها العريق، تشتهر بطبيعتها الخلابة ومناظرها التي تأسر الألباب، تواصل حتا اليوم، قصة تطورها باستضافتها أكبر الاحتفالات: عيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة.

المحور الأول

الخط والأرض.. بدأ عرض عيد الاتحاد الخمسين بالكشف عن 50 عازف طبل يتحلقون حول بحيرة بيضاوية تطفو على المياه العميقة في سد حتا. يقدم العازفون عزفاً إيقاعيًا متداخلاً يتردد صداه حول الجبال.

نسمع صدى «الندبة» يتردد بين قمم الجبال - هذا الفن الجبلي القديم والصيحة الاحتفالية التقليدية التي تمتاز بها قبيلة الشحوح في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبدأت المناظر الطبيعية في التحول لتشكّل آلة موسيقية ويبدأ عندها الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الخمسين.

وظهر خط واحد على سطح المنحوتة الدوار، مُمَثِلاً العلامات الأولى التي صنعها الإنسان على الأرض.. وتبدأ قصة الإمارات بالتكشف من هذه الآثار المبكرة، فتتحرك الخطوط وتتحول إلى وسوم، هذه العلامات التي تستخدمها القبائل في الإمارات للتعرف على مواشيها. تتغير الخطوط مرة أخرى وتتطور إلى وسوم القبائل المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. تتحد هذه الوسوم معاً لتصبح كياناً واحداً.

المحور الثاني

قومٌ رحّل.. لطالما كان أسلافنا مهندسين بالفطرة عبر الزمان والمكان - فسخروا التكنولوجيا والطبيعة ليجدوا لأنفسهم بشكل متناغم، مكاناً في هذا الكوكب والكون.

بدأ في رؤية خط رُسم في الرمال يرمز إلى العصا الأولى التي غرسها أسلافنا فيها لتأسيس أنفسهم في هذا الكون، وبين الشمس والأرض. تتحول هذه العصا إلى ساعة شمسية قديمة لتكشف عن أقدم أشكال البوصلة الإماراتية والمعروفة باسم «الديرة».

عندما ننظر إلى السماء، تضيء 200 نجمة تربط أشعتها بين السماء وأرضنا. نبدأ في رؤية الخطوط المتوهجة التي تمثل الآثار والعلامات التي تركها أسلافنا أثناء أسفارهم لنقل الأفكار والمعتقدات والأشياء حول العالم.

تتحول المنحوتة لتكشف عن ديرة الدرور - النظام الفلكي القديم الذي طوره أسلافنا منذ قرون لتحديد الطقوس الموسمية المتوافقة مع الدورات الطبيعية.

المحور الثالث

أمهات وجذور.. يأخذنا هذا المحور في رحلة في التاريخ، عبر الطرق التي تمر عبر أراضينا إلى جذور أجيالنا، فنتعرف على النساء البطلات اللاتي لعبن دوراً أساسياً في قصة وطننا.

تذكرنا خلال هذا المحور الشيخة ميثاء بنت سالمين المنصوري، زوجة الشيخ زايد بن خليفة المعروف بزايد الأول، جد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. تذكر الحكايات المروية عن بحث الشيخ زايد بن خليفة عن شقيق الشيخة ميثاء حتى وصل إلى منطقته، وعندما لاحظت الشيخة ميثاء قدوم مجموعة من الأشخاص، قررت أن تقوم بحماية المنطقة منهم، حيث لم تكن على دراية بهويتهم بعد.

عندها قررت ارتداء ملابس الرجال وقامت بتغطية وجهها وحملت سيفاً وركبت حصاناً، وكانت على أهبة الاستعداد وحين علمت أن الشخص القادم هو الشيخ زايد بن خليفة رحبت به وأكرمته مع جماعته..

كما تذكرنا الشيخة حصة بنت المر الفلاسي، جدة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي عرفت بمشورتها ونصائحها في الشؤون المالية والتي كان لها تأثير كبير على دبي واشتهرت أيضاً بأعمالها الخيرية.

كانت شمسة بنت سلطان المرر صيادة استثنائية تصيد اللؤلؤ والأسماك، واليوم نتذكرها لجهودها الشجاعة في حفظ طقوس البحر وتقاليده ونشرها.

خُلّدت سيرة حمامة بنت عبيد الطنيجي في السينما والأدب، وهي المعالجة الشهيرة التي عرفت بعلاجاتها التقليدية بما في ذلك «التوسيم». كانت عالمة نباتات تمتلك معرفة كبيرة بالاستخدامات الطبية للنباتات المحلية.

نحتفل بأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. تقود سموها العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية في جميع أنحاء العالم لدعم النساء والأطفال. وما زالت تستمر في إلهام جيل من النساء اللواتي يتبعن قيادتها ويقتدين بها.

المحور الرابع

فكرة الاتحاد.. مع بدء رحلة اتحادنا، ترتفع صورة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فوق المنحوتة، ويبدأ الضباب في الظهور، ليذكرنا بالضباب الذي نزل فوق التل في منطقة السميح في صباح شهر فبراير 1968، عندما تكونت فكرة الاتحاد لأول مرة.

يظهر اتفاق الاتحاد ممهوراً بتواقيع المؤسسين، يجف حبر هذه التواقيع معاً في شمس شهر ديسمبر، ليظهر آباؤنا السبعة المؤسسون في الصورة الأيقونية التي التقطت في الثاني من ديسمبر عام 1971، مؤذنة بتشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة.

المحور الخامس

زايد: اعطني زراعة.. أعطك حضارة

ما بدأ صحراء في يوم من الأيام، صار اليوم جنة من النخيل والأشجار الوارفة التي جسدت رؤية الأب المؤسس بتحويل الصحراء إلى واحة خضراء.

تكشف المنحوتة عن التكوينات المعمارية الأكثر طموحاً في الإمارات العربية المتحدة، من منازل الشعبيات المتواضعة، مروراً بالبراجيل والحصون، وانتهاءً بالمباني الأكثر إلهاماً في العالم. تجتمع الطبيعة مع التنمية البشرية في وئام لتشهد على التطور المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة.

المحور السادس يتضمن النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

المحور السابع

هذه الإمارات.. في هذا المحور نرى المنحوتة تتحول إلى «ديرة»، أداة أسلافنا الأولى لحفظ الوقت، والتي تستمر في التطور حتى تتحول إلى ساعة معقدة تضبط مسارنا عبر الزمان والمكان. تنعكس لقطات أرشيفية على المنحوتة لتمثل اللحظات الرئيسية في تاريخ وطننا، والتي تتحرك عبر الزمن حتى وصولها هذه اللحظة، متوجة تاريخنا في معرض إكسبو 2020 دبي.

المحور الثامن..رسائل إلى المستقبل وفيها نرى فتيات صغيرات يكتبن ونسمع نورا المطروشي وهي طفلة تخاطب نفسها في المستقبل وتتساءل عن الفضاء والنجوم والكواكب. تتساءل عن الاحتمالات الهائلة التي تكمن في سمائنا وتتفكر في كيفية الوصول إليها في يوم من الأيام. واليوم، تبدأ نورا المطروشي، أول امرأة عربية في الإمارات، التدريب لتصبح رائدة فضاء.

المنحوتة منصة للأحلام

تكتب ميثاء بوغنوم، إلى نفسها في المستقبل، وتتساءل عن مستقبل كوكبنا وحيواناتنا وأسماكنا. تكتب عن السلاحف التي تصادفها والرحلات البحرية التي تحبها مع عائلتها. واليوم، صارت ميثاء طالبة دكتوراه تركز في أبحاثها على حيوانات الأطوم في أبوظبي.

يظهر صقر يتحرك مع ظله على المنحوتة ليكشف عن تنوع الحياة النباتية والحيوانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

سمعنا من الشابة طفول النعيمي وهي تتساءل عن إمكانية عد كل حبة رمل في الإمارات في رسالة توجهها إلى نفسها في المستقبل. تحلم بجمع الأرقام والبيانات وإقامة روابط ذات مغزى بين الطبيعة والتكنولوجيا. واليوم، تعد الدكتورة طفول النعيمي عالمة بيانات رائدة تستخدم التعلم الآلي لتوفير خدمات أتمتة البيانات للشركات في جميع أنحاء العالم.

تكشف المنحوتة عن شبكات بيانات معقدة في عرض مذهل لإمكانيات مستقبلنا.. وتشهد الإمارات علامة فارقة تاريخية، حيث تكمل خمسة عقود من رحلتها الناجحة وتستعد لبدء الخمسين عاماً القادمة. نشق نحن طريقنا بثبات نحو المستقبل بثقة واعتزاز وطموحات لا حدود لها، ونستمد قوتنا من حكمة أجدادنا وتضحيات شهدائنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"