الأشجار كما لم تعرفها

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

ليس السؤال: هل البشر أذكى من الأشجار؟ بل المسألة: كيف يُعقل أن تكون الأشجار أذكى من الإنسان؟ هنا يسكت القلم عن الكلام المباح، ويترك الإفصاح للعالم الفرنسي فرانسيس هالليه، دكتوراه في البيولوجيا، وأخرى في علم النبات. هذه مقتطفات من حوار معه. كأنك لم تر الأشجار قط.
ضع أوراق طباعة بارتفاع برج إيفل، ثم خذ الورقة العليا في القمة، إنها نحن البشر، أمّا الأشجار فهي فوق السفح بقليل، سبقتنا بثلاثمئة مليون سنة، انتصرت فيها على كل التحديات. الأشجار أذكى من الإنسان، لهذا ستحيا مئات ملايين أخرى، لأنها تحسن التعامل مع المحيط. ما لا يعرفه الناس هو أنه لا يمكن للأشجار أن توجد في مكان ليس في تربته فطر. ليس الفطر الذي نأكله. إنه يشبه الخيوط. يأتي بالمليارات الدقيقة مع الرياح، الواحد يمكن أن يكتسح مساحة كبيرة. الاتصالات بين الأشجار تجري بوساطة ذلك الفطر. حتى بين المنتميات إلى أنواع مختلفة. شبكة أفضل من الإنترنت.
منذ ثلاثمئة مليون عام تحل الأشجار مشكلاتها بلا تنقّل. الإنسان دمّر بيئة الكوكب في أقل من قرنين. ذكاء الكائنات يظهر في أمرين: حل المشكلات وتحسين ظروف الحياة بالاستفادة من التجارب. من أعظم مظاهر ذكاء الأشجار معرفتها كيف تعالج نفاياتها. الإنسان هو العكس بالضبط. النباتات عبقرية في إعادة تدوير نفاياتها والاستفادة منها. تخيل لو راكم الإنسان نفاياته وتلويثه 300 مليون سنة. كواكب المنظومة كلها لن تكفيه لو جعلها «مكبّات». الإنسان ذكاؤه مختلف، لكنه ليس الأفضل لحياة البيئة وبيئة الحياة، بدليل أن أفضل مكان للعيش النقي هو الطبيعة، حيث لا تلوث، حيث الأنهار والأشجار والأزهار والأطيار. للطبيعة سبل تعاون رائعة: الشجرة تُنبت وروداً جميلة عابقة، تجتذب الحشرات. الفراشة تستلذ الرحيق وتعرف أن فيه طاقة غذائية عالية، فتذهب إلى وردة من النوع نفسه لتستزيد، ولكنها تحمل في أرجلها حبوب اللقاح فتلقح وروداً أخرى. التلقيح ليس وظيفة الفراش، ولكنها استراتيجية طبيعية.
الأشجار تعرف كيف تنظم ديموغرافيتها، فلا توجد غابة فيها أشجار فوق اللزوم، الزائد يموت تلقائياً، لا أحد يقتله. سخية، تأخذ ثاني أكسيد الكربون وتجود بالأوكسجين. أفضل حل للتربة الفقيرة، زراعة الأشجار، من أنواع شتى لتحقيق التنوع الحيوي.
لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: في الحضانات البريطانية، يعلّمون الصغار التمييز بين عشر أوراق من أشجار مختلفة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"