أضواء على التمثيل الضوئي

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يمكن أن يؤجل هذا الموضوع؟ أقلّ ما يقال فيه إن الأشجار التي كانت الموضوع أمس، أثمرت وهذا جنى ثمارها. سنطعم عصفورين بفاكهة، «يجود علينا الباحثون بعلمهم.. ونحن بعلم الباحثين نجودُ». البروفسور فرانسيس هالليه، عالم الأحياء والنبات الفرنسي، أهدى إلينا نموذجاً علمياً تربوياً، يصلح للشيب والشبان ومن هم في الحضانة. على الفضائيات أن تدرك أن تبسيط العلوم لا يأخذ من وقتها «السمين» أكثر من عبور ظل شجرة، لكنه حين يكون من سحر بيان علامة يساوي موسوعة. لو كانت الحضارة الإسلامية مجدبة ليس فيها علماء نبات، ما انتابنا الأسى: أبو حنيفة الدينوري، ابن البيطار، الصوري، يحيى ابن العوام.. فأين مصابيح علمائنا؟
ترشّف كيف يشرح الرجل التمثيل الضوئي. يقول: هو التفاعل الكيميائي الذي يسمح للنبات بأن ينبت. هو التفاعل الأكبر والأكثر انتشاراً على سطح الأرض منذ أقدم قديم على الكوكب، والأهم قطعاً، فلولا التمثيل الضوئي ما كان للنبات وجود، ولا أتيح للحيوان ولا الإنسان وجود. لكي تنبت النباتات يجب توافر الماء، الأملاح المعدنية، الطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون.
الآن ستتغير نظرتك إلى الأشجار. نبدأ بالطاقة. إنها تأتي من الشمس عموديّاً، ما يوجب أن تكون الأوراق في وضع أفقي لتستطيع التقاط الأشعة. ألا تتبادر إلى ذهنك الألواح الشمسية؟ لكن أشعة الشمس ضعيفة، بالتالي يجب أن تكون الأوراق بأعداد هائلة، حتى تكون مساحتها كبيرة. هل تصدق أن مساحة مجموع أوراق الشجرة العملاقة تغطي أحياناً مساحة مئات الهكتارات. الهكتار عشرة آلاف متر مربع. يقيناً، الكائن الذي يحمل هذا العبء لا يمكن أن يكون متحركاً. لهذا الأشجار ثابتة.
يصعد الماء من الجذور عبر الساق أو الجذع منتقلاً إلى الورقة من الجزء المتصل، ويتوزع عبر شبكة العروق. حين نقلب الورقة نراها أقل خضرة، وعليها مسام دقيقة أو ثغور مجهرية يدخل منها ثاني أكسيد الكربون. بوساطة جزيء اليخضور (الكلوروفيل) للونه الأخضر، وهو في كل خلية من خلايا الورقة، يجري كسر ثاني أكسيد الكربون إلى جزءين: الكربون تمتصه النبتة لتواصل النمو، والأوكسجين تنفثه لنبقى نحن والحيوانات على قيد الحياة.
لزوم ما يلزم: النتيجة البختية: النبات لا يحتاج إلى كدح لتأمين ضرورياته، فالشمس آتية لا ريب فيها، أمّا الحيوانات والبشر فلا فائدة في التأوّه: «تعب كلها الحياة».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"