عادي
خبراء: التذبذب وارد.. ولكن «أوميكرون» غير مقلق

الأسهم تترقّب المزيد من السيولة في ديسمبر

21:58 مساء
قراءة 4 دقائق
سوق دبي المالي

أبوظبي: مهند داغر
أكد خبراء الأسهم بأن النظرة إيجابية تجاه أسواق الأسهم المحلية لشهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مؤكدين أنه شهر اقتصادي بحت، وله آثار اقتصادية إيجابية سنشاهدها على أرض الواقع، وسط نشاط في السيولة وأحجام التداول وإعادة تمركز تجاه الأسهم ذات الربحية العالية، أو التي عليها تغييرات إيجابية في أكثر من قطاع.

وتوقع الخبراء أن تنقل سيولة من الأسواق الخليجية تجاه الأسواق المحلية، لاسيما لسوق أبوظبي للأوراق المالية، الذي بات أكثر تنوعاً للمستثمرين، ومع استمرار إدراج المزيد من الشركات ذات الملاءة القوية العالية، وفي ظل الاهتمام الحكومي المباشر تجاه السوق وتطويره.

أكد الخبراء أن النظرة الإيجابية لسوق دبي ستعزز من أحجام التداول بشكل أكبر خلال الأيام والشهور المقبلة، بانتظار إدراج شركات حكومية قوية أكثر تنوعاً، تسمح للمستثمرين بتنويع استثماراتهم وعدم التركيز على أسهم محدودة في العقار والبنوك أو القطاعات الأخرى.

وأوضحوا بأن مسألة تذبذب الأسواق قائمة، لكن الإفراط في تبعات المتحور الجديد «أوميكرون» ليس احتمالاً قوياً مع استبعاد انزلاق أسعار النفط إلى مستويات متدنية، كما أن أهم عامل في المرحلة المقبلة يتمثل في عدم وجود إغلاقات أو استبعاد هذا الإجراء أصلاً، خصوصاً أن المتحور ليس بهذه الخطورة، وبالتالي خبرات شركات الأدوية ستسرع من إيجاد لقاح في أسرع وقت ممكن.

العديد من الفرص

قال المحلل المالي عميد كنعان: «ستشهد أسواق الإمارات مزيداً من النشاط والسيولة في شهر ديسمبر/كانون الأول، لاسيما في سوق أبوظبي للأوراق المالية بسبب تعدد الخيارات الاستثمارية المتاحة، في الوقت الذي لا يزال المستثمرون في انتظار التطورات الإيجابية في سوق دبي، مع الإدراجات المتوقعة لشركات ذات بيانات مالية قوية، وأكثر تنوعاً».

وتوقع عميد كنعان أن تشهد الأسواق، وتحديداً سوق أبوظبي، انطلاقة قوية وزيادة في أحجام وقيم التداول، وإعادة التمركز في الأسهم ذات الربحية الجيدة، وكذلك أسهم الشركات المدرجة حديثاً، أو التي عليها تغييرات إيجابية في قطاعات متعددة، منها في الصناعة والاستثمار والبنوك، مثل «القدرة القابضة»، و«أسمنت رأس الخيمة»، و«أبوظبي التجاري»، و«ألفا ظبي»، مع ملاحظة وجود العديد من الفرص والتحسن في الأسعار.

وأشار كنعان إلى أننا قد نجد انتقالاً للسيولة من الأسواق الخليجية نحو سوق العاصمة، بسبب الاهتمام الحكومي المباشر بالسوق، والتنوع الكبير الذي أعطى للمستثمرين تنوعاً أكثر، وفي ظل وجود شركات حكومة قوية مدرجة في السوق.

هالة إعلامية

وعلى صعيد سوق دبي المالي، أكد كنعان بأن النظرة لا تزال إيجابية، ولا يزال القادم أفضل للسوق مع الوعود الحكومية بإدراج العديد من الشركات الحكومية وشبه الحكومية القوية، والمتوقع أن تأخذ سوق دبي نحو بر الأمان، معززاً ذلك بالشفافية وتنوع الخيارات أمام المستثمرين، لاسيما أنه من غير المعقول التركيز على عدد محدود من الأسهم في قطاعات البنوك والعقار والاستثمار.

وتابع: «نحن بحاجة إلى مزيد من الشركات ذات البيانات المالية القوية في سوق دبي، وذلك من أجل تثبيت الانجذاب الاقتصادي العالمي على أسواق الإمارات، وجلب المزيد من رؤوس الأموال الإقليمية والعالمية نحو الأسواق المحلية».

وبشأن توقعات تأثيرات «أوميكرون»، أكد كنعان بأن المتحور الجديد ليس سوى هالة إعلامية، خصوصاً أن الدول استفادت من تجربة الفيروس والمتحورات السابقة، وهو ما قد يساعد الاقتصاد على امتصاص صدى المتحور الجديد.

ونوه كنعان إلى أن الإمارات واحدة من أكثر الدول التي تنعم بحماية صحية تجاه الفيروس، وحتى المتحور الجديد، في ظل عدم تأثر الحركة الاقتصادية وأكبر دليل على ذلك «إكسبو 2020 دبي»، الذي لا يزال يشكل أعداداً قياسية من الزوار والمهتمين.

استبعاد الإغلاقات

بدوره، أفاد المحلل المالي وضاح الطه بأن من الشروط الأساسية لتدفق سيولة أجنبية هو وجود سيولة محلية أساساً، والشفافية والحوكمة، وكذلك وجود شركات قوية مدرجة في الأسواق.. كلها عوامل إيجابية لجذب المستثمرين الأجانب.

وذكر الطه بأنه في المرحلة المقبلة مسألة تذبذب الأسواق محتملة، لكن الإفراط في تبعات المتحور الجديد «أوميكرون» ليس احتمالاً قوياً مع استبعاد انزلاق أسعار النفط إلى مستويات متدنية.

وقال الطه: إن أهم عامل في الفترة المقبلة هو عدم وجود إغلاقات أو استبعاد هذا الإجراء أصلاً، خصوصاً أن المتحور الجديد ليس بهذه الخطورة، وبالتالي خبرات شركات الأدوية ستسرع في إيجاد لقاح في أسرع وقت ممكن لهذا المتحور.

وشدد الطه على أنه لن يكون هنالك حالة هلع أو انخفاضات قوية في الأسواق، ومع عدم وجود إغلاقات ستظل توقعات زيادة الطلب على النفط من قبل الولايات المتحدة والصين قائمة، مع ضبط إيقاع السوق من «أوبك»، إلى جانب وجود عامل مساعد في أسواقنا المحلية والمتمثل في الإدراجات الجديدة وتعزيزها، والتي ستكون بدورها بمثابة تحفيز والمزيد من الجاذبية نحو الأسواق الإماراتية.

ورجح الطه دخول سيولة جديدة إلى الأسواق، خصوصاً أن الإدراجات السابقة كانت ذكية، والشركات المدرجة لديها سمعة إقليمية وعالمية ومعروفة بتاريخها ونجاحاتها، فيما أن زيادة الاحتياطي الوطني للنفط ستنعكس بشكل إيجابي على أسهم مدرجة في قطاع الطاقة.

ونوه بأن هناك سابقة في أسواق الأسهم المحلية، وتتمثل في أن شركات لديها تاريخ وإنجازات واضحة، كانت قد أعلنت إداراتها عن توزيعات مستقبلية متوقعة للعام 2022.

شهر الحصاد

وقال جمال عجاج، الخبير بأسواق المال من «شركة بي إتش مباشر»، بأن شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري سيكون جيداً من حيث الطروحات الأولية والسيولة النشطة، مع التركيز على أسهم الشركات ذات الربحية العالمية والتوزيعات المجزية، منوهاً بأن المستثمرين يبحثون دائماً عن سهم يشهد حركة دوران دائمة تسمح لهم باستغلال حركته لأكثر من دورة في غضون أسبوع. وأشار عجاج إلى أن ديسمبر يعتبر شهر الحصاد بالأسهم، في الوقت الذي يبدأ المستثمر البحث فيه عن الشركات القوية، مقترحاً أن يكون هنالك تنسيق في عمليات الطروحات، بحيث تكون ضمن فترات زمنية متباعدة لا تؤثر على بعضها، وتعطي مجالاً للمستثمرين للقدرة على الاكتتاب وعدم التسييل من أسهم سابقة.

واستبعد عجاج أي تأثير للمتحور الجديد على حركة الأسواق المحلية وحتى العالمية، خاصة أن الأسواق عموماً استفادت من تجربة الإغلاقات السابقة، والتي لن تتكرر مجدداً مع تطمينات الصحة العالمية بعدم خطورة المتحور الجديد، فيما لا تزل عجلة الاقتصاد تدور بشكل إيجابي، كما لا يوجد قلق من إمكانية عمليات تسييل واسعة للأسهم كما كان الأمر عليه مع بدايات الفيروس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"