عادي

التمويل المناخي العادل

20:49 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، تعهدت الدول المتقدمة في عام 2009 بتقديم تمويل مناخي قيمته 100 مليار دولار سنويّاً للدول النامية، من أجل التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها بحلول عام 2020، وحتى الآن ومع نهاية عام 2021، ما زلنا نسعى إلى الرقم ذاته، رغم تغيُّر خارطة العالم كليّاً عقب انتشار جائحة «كوفيد-19».

ورغم مرور أكثر من عقد من الزمن على قمة كوبنهاجن لم يتحقق الهدف قَط، وكان إجمالي ما قدمته البلدان المتقدمة من تمويل مناخي في عام 2019 هو 79.6 مليار دولار، بزيادة 2% فقط عن العام الذي يسبقه، وفق تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وبالتوازي مع ذلك، حلَّت جائحة «كوفيد-19» أسوأ أزمة إنسانية واقتصادية عصفت بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية كما وصفها تقرير للأمم المتحدة، تسببت الجائحة في تغيير سياق التمويل المناخي الدولي بعد تفاقُم الضغوط الاقتصادية على البلدان منخفضة الدخل، إذ يحتاج العالم إلى التعامل مع أزمة المناخ وآثار الجائحة في آنٍ واحد، وأن يُنظر إلى المئة مليار دولار كنقطة انطلاق لزيادة التمويل وليس سقفًا نهائيًّا.

ولم يكن إلزام الدول الصناعية المتقدمة بالتمويل المناخي «مشاركة تطوعية» انطلاقًا من قوتها التكنولوجية والاقتصادية في مقابل فقر الدول النامية فقط، بل جاء من منطلق العدالة في تحمُّل المسؤولية في المقام الأول، إذ تُسهم 10 دول متقدمة في تصدير أكثر من ثلثي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 68%، تتقدمها الصين والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في مقابل 3% فقط من الانبعاثات تصدر من 100 دولة أخرى.

وكانت قضية التمويل المناخي أحد الأهداف الأربعة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ السادس والعشرين COP26 في غلاسكو هذا العام، وتسعى إلى تحقيق صافي صفر من الانبعاثات بحلول عام 2050.

وفي الوقت الذي تقدم فيه بعض الدول تمويلًا مناخيّا خالصاً، هناك ما يسمى بتمويل المنافع المناخية المشتركة، الذي يعرفه البنك الدولي بأنه يدعم العمل المناخي وفي الوقت نفسه يعزز الأهداف الإنمائية، واحتل هذا النوع من المشروعات 62% من مشروعات البنك العام الماضي.

وفي المشهد العام قد يبدو تخفيف الانبعاثات الكربونية على المدى الطويل هو الحل القاطع لحماية العالم من آثار التغيرات المناخية، لكن مسار «التكيف» أيضاً يتعلق بالحماية الحالية للأفراد من الكوارث المناخية، وتأمين غذائهم الذي يُبقيهم على قيد الحياة.

وتقدر تكاليف التكيف السنوية في البلدان النامية بما يتراوح بين 140 و300 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة عن فجوة التكيف، كما رصد تقرير مبادرة سياسة المناخ منذ 2011 وحتى العام الماضي 571 مليار دولار أُنفقت لصالح التخفيف، في مقابل 46 مليار دولار فقط لصالح التكيف.

* سيانتفيك أمريكان

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"