عادي
دولة قوية متماسكة بنظام مؤسساتي

العراق.. الإمارات تجربة فريدة ونموذج وحدوي يحتذى

23:26 مساء
قراءة 7 دقائق

بغداد: زيدان الربيعي
أشادت شخصيات عراقية بالأهمية الكبيرة لاتحاد دولة الإمارات، ودوره الكبير في نمو المنطقة في كل المجالات بمناسبة مرور 50 عاماً على انطلاقته المميزة. ورأت الشخصيات العراقية، في تصريحات خاصة ل«الخليج»، أن هذا الاتحاد جعل الإمارات، نموذجاً للدولة الاتحادية الحديثة الناجحة القوية المتماسكة بنظام مؤسساتي عضوي فاعل وبطراز عالي التنظيم والتنسيق.

أكد وزير الدولة العراقي السابق الدكتور علي الدباغ، أن تجربة دولة الإمارات فريدة وتمثل قصة نجاح كان راعيها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي استطاع بحكمته المعهودة، أن يبدأ تجربة جديدة في المنطقة المأزومة بثنائية الحاكم والمحكوم، على الرغم من المصاعب في حينها، وتمكن من أن ينقل الإمارات إلى دولة خطت خطوات متسارعة نحو تحقيق السعادة لمواطنيها وأن يستثمر الثروة التي أنعم الله بها على الإمارات على مواطنيه برعاية أبوية خلقت شعوراً عاماً بأن الدولة هي أسرة متكافلة.

ورأى، أنه قد لا يمكن محاكاة كل هذه التجربة من قبل بلدان أخرى، لكن المحاكاة ممكنة في العلاقة السليمة بين الحاكم وشعبه التي أرست أعلى معايير العدالة والرعاية، فيما كان المواطن العربي في أغلب البلدان يئن من الأنظمة الشمولية التي تسلب المواطن حقوقه، لتصل أحياناً إلى حقه في الحياة، وعند هذه الذكرى نستحضر نموذج دبي التي نقلها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، نقلة فاقت كل التوقعات بأن جذب الكثير من الناس من كل الأصقاع واستطاع أن يستثمر عبر خطط ذكية وعقول مبدعة في صحراء قاحلة إلى واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم بتقنيات متطورة وبزمن قياسي، وأرسى مفهوماً رائعاً بأن كل بلد يمكن أن يسابق الزمن ويحقق السعادة لمواطنيه إذا توافر فيه راعٍ مدبر مثل محمد بن راشد آل مكتوم.

وقال: «أنا أعيش في هذه الدولة منذ عام 1977 وشاهدت التحولات النوعية التي حققت فيها دولة الإمارات تطوراً يحقق سعادة لمن يعيش فيه يفوق الكثير من الدول المتقدمة، وكنت أتمنى أن ننقل جزءاً من هذه التجربة لبلدنا العراق الذي يمتلك كل مقومات النهوض وتحقيق الرفاه للعراقيين».

طراز عالي التنظيم

أما المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، الدكتور مظهر محمد صالح، فقد أكد أن دولة الإمارات تعد نموذجاً للدولة الاتحادية الحديثة الناجحة القوية المتماسكة بنظام مؤسساتي عضوي فاعل وبطراز عالي التنظيم والتنسيق. فهي واحدة من أفضل النماذج الاقتصادية الدولية في تحقيق استدامة في التنمية الاقتصادية من دون توقف من بين مجموعة البلدان الناشئة بقوة في العالم على مدى العقود الخمسة الأخيرة؛ إذ ظلت تجربتها تتطور في مناخ سياسي واجتماعي واقتصادي مستقر خالٍ من الإخفاقات والاضطرابات وتجنب الحروب والصراعات إلى حد بعيد.

كما عدت (فضلاً عن ذلك كونها مرتكزاً للأعمال والتجارة والمواصلات الدولية) طرازاً فريداً في تطور هندسة العمران في العالم والتعاطي السباق مع التكنولوجيا الرقمية واستخداماتها ما وضع الإمارات على طريق التنوع الاقتصادي والتخفيف من مأزق الريع النفطي وولوج العصر التكنولوجي الرابع بانفتاح وقدرة عالية. ويتزامن ذلك مع الاستثمار في التنمية البشرية التي انسجمت مع تطور الاستثمار في البنية التحية المادية المهولة لبلوغ نموذجها الفريد في انسيابية التقدم الإنساني والحضاري دون توقف. وفوق هذا وذاك الإمارات مرتكز مهم للتعايش السلمي بين أجناس البشر العاملين ممن يختلفون في الأعراق واللغات والعادات والتقاليد والمهارات؛ إذ تنصهر الجاليات المختلفة الجنسيات بأعدادها المهولة في وعاء اجتماعي وقانوني موحد شديد الانسجام دون المساس بالخصوصيات الدينية أو القومية أو الاجتماعية ما أضاف التنوع البشري قوة لدولة الإمارات. وبهذا عدّت دولة الإمارات واحدة من أفضل بلدان الأرض للعيش المشترك وبدرجة عالية من اليقين والاستقرار والازدهار.

وتابع: «نصف قرن من التقدم دون توقف نحو فتح آفاق جديدة في الازدهار الاقتصادي ودخول عصر المعرفة الرقمية استطاعت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بناء اقتصادياتها بقفزات وبمستويات عالية من الحداثة على الدوام».

وختم:، «إن تجربة الاتحاد في الإمارات تعد من أفضل وأنجع التجارب العربية في هذا الشأن، والدليل على ذلك ثباتها القوي والرصين وتطورها المزدهر، ونتمنى أن يستنسخ هذا النموذج الجميل بين البلدان العربية في القريب العاجل لمواجهة التحديات التي تحيط بأمتنا العربية».

إنجازات باهرة

في حين رأى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، أن مسيرة دولة الإمارات منذ قيام اتحادها السباعي قبل خمسين عاماً من الآن قد حققت نجاحات وإنجازات باهرة، وأصبحت أبوظبي ودبي حاضرتين ومدينتين تحظيان بمكانة عالمية اجتذبت كبريات الشركات العالمية وأصبحت، بفضل البنى التحتية المتقدمة التي تمتلكها ومنشآتها الحديثة وانفتاحها، مركزاً جاذباً للمعارض الدولية وللفعاليات الاقتصادية والتجارية، كما باتت تلعب دوراً ريادياً في مجال الطاقات المتجددة.

وأضاف: «من منجزات دولة الإمارات المهمة نجاحها في تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط. لذلك أؤكد أن لتجربة دولة الإمارات خصوصيتها غير قابلة للتعميم، لكنها تنطوي أيضاً على بعض الدروس القابلة للتعميم».

وختم: «لن أضيف جديداً إذا قلت إن تجربة اتحاد الإمارات تمثل النموذج الأمثل الذي حصل في البلدان العربية، وهذا النموذج استند إلى ركائز صحيحة، لذلك صمد أمام التحديات وارتفع شاهقاً في كل المجالات، لأن ركيزته الأساسية بنيت على أساس صحيح».

محطة للسلام

المحلل السياسي العراقي علي البيدر، أشار إلى أن دولة الإمارات، كانت ولا تزال وستبقى محطة من محطات السلام في المنطقة والعالم فيها يصبح الخصوم أصدقاء والأصدقاء أخوة أكثر حباً لبعضهم».

وأضاف: «لا أنظر إلى الإمارات دولة بقدر نظري إليها واحة عالمية تنتهي عندها الأزمات جميعاً مهما كانت صعوبتها».

ورأى أن تجربة الإمارات دولة ملهمة للجميع وتبرهن للعالم أن لا مكان للمستحيل بعد أن تم تحويل هذه البقعة الصحراوية إلى واحة غناء بفضل كبير العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اله ثراه، ورفاقه من مؤسسي تلك الدولة التي تسير نحو التقدم والازدهار بسرعة الضوء.

وأكد البيدر، أن اتحاد الإمارات يجعلنا عرباً ومسلمين أكثر فخراً بهذه الدولة التي أسهمت في نشر الثقافة العربية والتعاليم الإسلامية السمحة في أصقاع المعمورة وهذا ما يزيد من قوة العروبة والدين الإسلامي الحنيف. خمسون عاماً قضتها الإمارات كدولة وهي تسير نحو العالمية حتى تربعت على عروش دول المعمورة في مناسبات عديدة وعميقة وهذا ما يسهم في تغيير الصورة النمطية المرسومة عن منطقة الشرق الأوسط في العالم بفضل الخطوات التي قطعتها دولة الإمارات وسعيها المتواصل للوقوف في المقدمة.

وختم: «أبارك للعالمين العربي والإسلامي بوجه عام العيد الوطني الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أبارك للإخوة الإماراتيين قيادة وحكومة وشعباً الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس دولتهم وعيدهم الوطني الأغر متمنين لهم المزيد من العطاء خدمة للإنسانية».

ركيزة قوية وصلبة

قال وديع الحنظل، رئيس رابطة المصارف الخاصة في العراق: إن تجربة اتحاد الإمارات السبع، تعد التجربة الأهم والأمثل في عالمنا العربي في الوقت المعاصر، وقد بنى ركائزها حكام الإمارات بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لذلك وبما أن الركيزة كانت قوية جداً وصلبة، لذلك فإنها استطاعت مواجهة الكثير من التحديات والمصاعب، لتتطور هذه التجربة بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز.

وأضاف: لا شك في أن هذه الذكرى الجميلة والفرحة جداً علينا وعلى جميع أشقائنا العرب تدعونا إلى الاقتداء بها والنهل من نبعها الصافي والمبارك، حيث يفترض في ظل التحديات الصعبة والخطيرة التي تشهدها منطقتنا العربية أن يتوحد العرب في ما بينهم، لأن هناك الكثير من الدول لديها أطماع في بلداننا العربية، وما التدخلات الخارجية التي تحصل في بعض الدول العربية والتي أدت إلى هجرة سكان الكثير من مدن ومناطق هذه الدولة أو تلك، وتخريب اقتصادها وتعطيل مؤسساتها، إلا الدليل الملموس على أن التفرق والتشرذم يساعدان الآخرين على التدخل.

وأردف الحنظل: «نهنئ حكام الإمارات، باليوم الوطني الخمسين للدولة، ونتمنى لها التقدم والازدهار وإلى شعبها الخير والبركة، لأن الإمارات من الدول المتطورة في العالم، والتي تولي اهتماماً كبيراً بجميع الكفاءات العربية وتسهل عملهم، ما ينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل كامل».

وختم بالقول، إن «الإمارات، تعتبر نقطة ضوء بارزة في العالم العربي، وهذا يعود إلى المسؤولين فيها الذين عملوا على تطويرها، وجعلها المكان المحبب لجميع المستثمرين في العالم بفضل البيئة الاستثمارية المميزة».

تجربة فريدة

قال نبيل جبار العلي: «باحث بالشأن السياسي والاقتصادي»: إن تجربة الإمارات، من الناحيتين السياسية والاقتصادية، تعد فريدة على المستوى العربي وأيضاً العالمي، فنموذج الفيدرالية التي طبقتها (الإمارات المتصالحة) منذ 1971 لتكوين دولة حديثة تَمنح سلطات إدارية وتنفيذية واسعة للحكومات الفيدرالية تكاد تكون التجربة الأبرز عربياً من حيث تطبيق الفيدراليات التي أسهمت بدورها في تعزيز التعاون بين الإمارات والتنافس من أجل التنمية.

وأضاف: «وهنا يجب ألا نقصي ونهمل أهمية تطبيق تلك الأنظمة وروحها القانونية من قبل المؤسسين لتلك الفيدراليات، في وضع ملامح هذا الاتحاد والعمل على إنشائه مستثمرين الظروف السياسية الدولية ورغبة الاستعمار البريطاني من الانسحاب بشكل نهائي من تلك البقعة الجغرافية.

إما من الناحية الاقتصادية، فالإمارات الغنية بالنفط، انتبه حكام الإمارات إلى ضرورة تقليل الاعتماد على الإيراد الريعي النفطي، فمنذ ثمانينات القرن الماضي بعد أن شهدت أسواق النفط تدهوراً في الأسعار واجهت الإمارات الحديثة عجزاً في موازنتها، ما دفعها لتبني أولى الخطوات الإصلاحية في تقليل الأنفاق ودمج المؤسسات وكذلك تحريك القطاعات الاقتصادية غير النفطية، وهنا بدأت مسيرة الإمارات في تبني الابتكارات واستقطاب الكفاءات وإتاحة فرص الاستثمار، حتى باتت دبي المدينة الإماراتية الأبرز، مدينة عالمية مقصداً للفن والتجارة والأنشطة الثقافية الدولية».

قبلة العالم

الباحث الاقتصادي إيفان شاكر، رأى أن «تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في موضوع الاتحاد السباعي تعتبر من أفضل التجارب بالوطن العربي والشرق الأوسط، وقد وصل هذا الاتحاد إلى 50 عاماً وهذا إنجاز كبير جداً».

وأضاف، «استطاعت الإمارات أن تكون نموذجاً يحتذى به، وأصبحت قبلة العالم من ناحية الاستثمار، ونجحت أيضاً خلال السنوات المنصرمة بتنويع مواردها الاقتصادية، ويعد اقتصاد الإمارات فريداً من نوعه مقارنة باقتصادات دول الخليج، حيث بات أحد مفاتيح نجاحها ونهوضها وازدهارها، لأنها استطاعت أن تشكل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، عبر قطاعات غير نفطية، كالاستثمار والسياحة والتجارة والخدمات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"