عادي

اللقاح.. مناعة تواجه تطورات «كورونا»

21:02 مساء
قراءة 5 دقائق
1

إعداد: خنساء الزبير

على الرغم من فاعلية اللقاح العالية في الحد من انتشار كوفيد-19، فإن البعض ما زال يتخوف من تلقيه وظلت هنالك نسبة غير قليلة من دون تحصين، وربما يؤثر هذا القصور في إمكانية تحقيق مناعة الجماعة التي تشكل حماية قوية ضد المرض.

كشفت الدراسات الحديثة عن أن المناعة الناتجة عن اللقاح تفوق تلك الناتجة بصورة طبيعية عقب الإصابة بالمرض ووقاية في مواجهة الجائحة وتطوراتها، كما فندت العديد من الأبحاث الادعاءات التي تجعل البعض يحجم عن التطعيم، وأفادت بأنها محض إشاعات لا دليل لها علمياً أو أنها مبالغ فيها بعض الشيء.

مناعة ضعيفة

كلما تم فهم المناعة والاستجابات المناعية بشكل كامل لهذا العامل الممرض، زادت المقدرة على علاج المصابين بنجاح وتطعيم من يمكن حمايتهم من العدوى.

وجدت دراسة جديدة أجراها مؤخراً المركز الوطني للصحة أن المناعة المكتسبة بعد التعافي من عدوى فيروس كورونا ليست كافية للحماية من الإصابة مرة أخرى بسبب متغيراته. أشارت هذه الدراسة إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا في أوائل عام 2020 لديهم أجسام مضادة معادلة محدودة ضد متغيرات ألفا وبيتا ودلتا من فيروس كورونا؛ ومن المعروف أن عدد هذه الأجسام المكتسبة بعد الإصابة يعتمد على مدى شدة العدوى.

درس الباحثون الاستجابة المناعية في 131 عينة مصل وبلازما تبرع بها 55 مريضاً في وقت مبكر من انتشار الوباء. تم استخدام عينات من 20 مريضاً غير مصابين لمقارنة استجابات كلٍ من السيتوكين والكيموكين والأجسام المضادة.

تم تجميع العينات على أساس شدة المرض: أعراض خفيفة إلى معتدلة طفيفة والتهاب رئوي خفيف، شملت الأعراض الشديدة المرضى الذين عانوا انخفاض مستويات الأكسجين، أو صعوبة في التنفس.

غيّرت العدوى الفيروسية عدد السيتوكينات والكيموكينات في الجسم، وارتبطت زيادة مستويات تلك المواد الالتهابية مع شدة المرض ومع ذلك لوحظ هذا الارتفاع في الحالات الخفيفة إلى أكثرها خطورة.

اختبر الباحثون مدى فاعلية تحييد الأجسام المضادة في المناعة المكتسبة بشكل طبيعي ضد متغيرات ألفا وبيتا ودلتا. أثبتت النتائج أن المرضى الذين يعانون عيار الأجسام المضادة المعادلة لا يزالون عرضة للعدوى مرة أخرى مع متغير دلتا المنتشر حالياً، وبالتالي فإن المناعة المكتسبة بعد التعافي من عدوى فيروس كورونا ليست كافية للحماية من الإصابة مرة أخرى بأحد متغيراته وهو ما يؤكد أهمية تلقي اللقاح.

تأثير اللقاح

أظهرت دراسة نُشرت مؤخراً أن معدلات الإصابة والوفيات لمرض كوفيد-19 يمكن أن تنخفض بشكل كبير- بالولايات المتحدة على سبيل المثال- عن طريق زيادة معدلات التطعيم من 40٪ إلى 80٪ حيث إن هذا الأمر له تأثير وقائي في الجميع وليس فقط بين الأشخاص متلقي التطعيم.

في هذه الدراسة قام العلماء بالتحقيق فيما إذا كان انتشار كوفيد-19 على مستوى المجتمع والوفيات ذات الصلة يمكن منعهما عن طريق زيادة معدل التطعيم.

حققت الدراسة في العلاقة بين معدلات التطعيم ونسبة الإصابات والوفيات باستخدام نماذج معينة، وتضمنت البيانات بين إبريل وسبتمبر 2021. بالإضافة إلى ذلك شملت الدراسة الفترة الزمنية التي أصبح فيها متغير دلتا سائداً في الولايات المتحدة (يوليو - سبتمبر 2021). تم النظر في فترة أسبوعين بين التطعيم والحماية الكاملة لتقييم تأثير معدل التطعيم، وبالمثل تم تقديم فاصل زمني مدته 4 أسابيع لتقييم تأثير معدل التطعيم في أعداد الوفيات.

بشكل عام كشفت نتائج الدراسة أن معدل الإصابات والوفيات الناجمة عنها على مستوى المنطقة التي ركزت عليها الدراسة يمكن خفضه بنسبة 0.9٪ و1.8٪ على التوالي ببساطة عن طريق زيادة معدل التطعيم بنسبة 1٪.

مخاوف غير مبررة

ترافقت مع ظهور اللقاح كثير من المخاوف حول المضاعفات والآثار الجانبية التي يتسبب فيها، والتي قد تكون لا أساس لها من الصحة أو أنها حدثت في حالات نادرة، ومما أثير أنه يؤثر في الدورة الشهرية للمرأة. خلصت دراسة حديثة إلى أنه لا يوجد دليل على مثل هذا الارتباط، مع عدم استبعاد احتمال اكتشاف مثل هذا الارتباط مع دراسات أكبر.

من أجل تقييم صحة مثل هذه المخاوف شملت الدراسة الحالية أكثر من 1200 امرأة مع تسجيل فترات الحيض وتواريخ التطعيم.

على الرغم من استخدام لقاحات مختلفة لم يكن هناك ارتباط واضح بين النوع ووجود أو نوع تغيير الدورة الشهرية في الدورة اللاحقة. أولئك اللائي كن يتناولن موانع الحمل الهرمونية كانت لديهن فرصة أكبر لمثل هذه التغييرات. لم يكن وقت التطعيم مرتبطاً بشكل واضح بتوقيت أو نمط الطمث التالي، وتكمن الصعوبة في العثور على ارتباط واضح جزئياً في التنوع الهائل للتغييرات المبلغ عنها في تلك الفترة.

الفاعلية والأمان

هدفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «الأمراض المعدية والفقر» إلى التقييم المنهجي لفاعلية وسلامة لقاحات كوفيد-19 في العالم بصورة حقيقية، وكذلك إنشاء أساس موثوق قائم على الأدلة لتحديد التأثير الوقائي لها خاصة بالنظر إلى موجات العدوى الجديدة التي أحدثتها المتغيرات.

في هذه الدراسة تم البحث في 3 قواعد بيانات للدراسات المؤهلة التي تم نشرها بحلول 22 يوليو 2021، وتضمنت 58 دراسة؛ منها 32 كانت تتعلق بفاعليته و 26 لدراسة سلامته. بالنسبة للجرعة الأولى كانت فاعليته في الوقاية من العدوى بنسبة 41%، وللوقاية من الإصابة بكوفيد-19 المصحوب بأعراض كانت 52%، وللوقاية من الحاجة لدخول المستشفى كانت 66%، وللوقاية من دخول وحدة العناية المركزة كانت 45%، وللوقاية من الوفاة الناجمة عن المرض بنسبة 53٪.

لقاح أنفي

قامت مجموعة من العلماء بإنتاج لقاح عن طريق الأنف مرشح بقوة للوقاية من كوفيد-19. يعمل عن طريق إدخال جين يشفر مجال ربط المستقبلات للبروتين الشائك الموجود على سطح فيروس كورونا، لا يمتلك فقط المقدرة على التغلب على قيود اللقاحات العضلية بل هناك أيضاً دليل على أنه أظهر فاعلية أفضل مقارنةً بلقاح الإنفلونزا المعطل. تم إجراء الفحص في اليوم 1 واليوم 7 من التطعيم بجرعة واحدة و 6 أشهر بعد جرعتين منه، حيث تم استخدام نموذج انتشار الفيروس بين الحيوانات انتقالًا فيروسياً فعالًا مدعوماً من الحيوانات التي تلقت اللقاح إلى تلك التي لم تتلق اللقاح عن طريق الاتصال المباشر وعبر الهباء الجوي. أظهرت النتائج أن الهامستر الذي تلقي اللقاح الأنفي كانت لديه وقاية من مرض الرئة، علاوة على ذلك ظلت الرئتان طبيعيتان ولم تظهر عليهما أي علامات للالتهاب الرئوي القصبي. في المقابل كان لدى جميع الحيوانات التي لم تتلق اللقاح درجات مرضية أعلى بكثير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"