لا داعي للرعب

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

إذا كان من حق العالم أن يشعر بالقلق بعد ظهور متحور«أوميكرون»، نظراً لما عاناه ويعانيه من جراء انتشار وباء كورونا، وتحوراته مثل «ألفا» و«دلتا»، وما يتركه من تداعيات على البشر والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، حيث قضى على حوالى 6 ملايين إنسان وأصاب 264 مليوناً آخرين، وأنهك الاقتصاد العالمي، وزاد من نسبة الفقر والبطالة، فإن المتحور الجديد يمكن مواجهته من خلال العمل الجماعي بوضع اتفاقية دولية بشأن مكافحة الأوبئة، وتوسيع رقعة التطعيم، والاستمرار في اتّباع الإجراءات الاحترازية، والعمل من خلال الخبراء والمختبرات على معرفة المزيد عن المتحور الجديد.

الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسيوس يقول إن المعلومات بشأن قدرة المتحور«على مقاومة اللقاحات غير معروفة»، في حين يقول أنتوني فاوتشي كبير المسؤولين الأمريكيين في مجال الأمراض المعدية إن الأمر سيستغرق أسبوعين للحصول على معلومات أكثر تحديداً حول قابلية الانتقال والسمات الأخرى للمتحور الجديد، لكنه لا يزال يعتقد بأن«من المرجح أن توفر اللقاحات الحالية درجة من الحماية ضد الإصابات الشديدة». ويؤكد أطباء في جنوب إفريقيا، حيث انتشر المتحور الجديد، أن الزيادة السريعة في الإصابات الناجمة عن«أوميكرون» تشهد أعراضاً خفيفة في معظمها»، ويعاني المرضى فيها أعراضاً مشابهة للإنفلونزا والسعال الجاف والحمى والتعرق الليلي وآلاماً بالجسم، وقال الدكتور أونبين بيلاي الممارس العام في مقاطعة جاوتينج حيث سجلت نحو 81 في المئة من الحالات الجديدة أن «الحاصلين على اللقاح في حال أفضل بكثير ممن لم يحصلوا عليه».

وأوضحت صور نشرها مستشفى «بامبينو جيسو» الإيطالي وجود طفرات في متحور «أوميكرون» أكثر مما هو موجود في متحور «دلتا» الذي كان حتى قبل أيام معدودة أخطر متحورات كورونا. وقال الباحثون في المستشفى إن هذا لا يعني أن المتحور الجديد «أكثر خطورة»، ومن جانبها تقول كاثرين بينيت أستاذة علم الأوبئة في جامعة ديكين إن المتحور الجديد «يتضمن عدداً محدوداً من الطفرات المهمة».

وفي مواجهة المتحور الجديد أغلقت العديد من الدول حدودها في وجه المسافرين من الدول الموبوءة، في حين تقول منظمة الصحة العالمية إن المتحور وصل إلى 23 دولة على الأقل، لكن لا يبدو حتى الآن أنه أكثر شراسة من المتحورات السابقة، لذلك دعت المنظمة دول العالم إلى مواصلة اتّباع الإجراءات الاحترازية وعلى رأسها ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي للحيلولة دون انتشار المتحور الجديد، خصوصاً أنه لا يوجد دليل حتى الآن على تراجع فاعلية لقاحات كورونا أمام متحور «أوميكرون»، حيث يدأب العلماء والمختبرات على دراسة المتحور الجديد وما إذا كان الأمر يستدعي تعديلات في اللقاحات الحالية لمواجهته.

إذاً، إذا كان القلق مشروعاً مع استمرار اتخاذ الإجراءات الاحترازية، فلا داعي للرعب الذي قد يكون أكثر تأثيراً من الوباء نفسه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"