عادي

التغيرات المناخية تسبب العديد من الأمراض

20:51 مساء
قراءة 6 دقائق

ارتفاع حرارة الأرض وذوبان الجليد في القطب الشمالي كان له أكبر الأثر في الحياة البشرية، ويقول الباحثون والعلماء إن ذلك حدث كنتيجة طبيعية للتلوث المستمر داخل غلاف الكرة الأرضية، وهو ما ينذر بظهور أمراض ومشاكل صحية جديدة ومستعصية.

يختلف الطقس من فصل لآخر، ففي حين يكون الطقس بارداً خلال فصل الشتاء، فإنه يكون حاراً في فصل الصيف، ومع ظهور هذه التغيرات المناخية الجديدة بدأت بعض الأمراض تهاجم البشر بصورة أكثر قوة، وفي السطور التالية نتعرض لأبرز الأمراض التي ترتبط بالتغيرات المناخية المختلفة خلال فصول السنة.

يعد فصل الشتاء من أكثر الفصول التي يصاب فيها الأشخاص بالأمراض، والتي ترجع إلى البرد الذي يؤثر في مناعة الجسم، وكذلك سرعة انتشار الفيروسات، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الفيروسية.

يأتي البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق واللوزتين على رأس قائمة أمراض الشتاء، والتي يعزوها الأطباء للعدوى الفيروسية التي يتعرض لها المصاب، والجديد أن هذه الأمراض أصبحت أكثر قسوة من ذي قبل.

يتسبب أيضاً تغير درجات الحرارة عند انتقال الشخص من مكان دافئ لآخر شديد البرودة في زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض.

يمكن أن يكون سبب الإصابة بالإنفلونزا مهاجمة أنواع مختلفة من الفيروسات للجهاز التنفسي العلوي، وهو الأمر الذي يؤدي لسهولة انتشار الإصابة بين عدد كبير من البشر.

ترجع الإصابة بالتهاب الحلق واللوزتين إلى الهواء البارد الذي يدخل الفم مسبباً الالتهابات، كما أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وذلك لضعف جهاز المناعة لديهم.

ارتفاع الحرارة

يعد ارتفاع درجة حرارة جسم المصاب أبرز عرض مشترك بين نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الحلق واللوزتين.

يعاني المصاب بالزكام من انسداد الأنف وسيلانه وضعف حاسة الشم، كما أنه يجد صعوبة في التنفس لانسداد مجرى التنفس، ويشكو المصاب من الإرهاق والرغبة في النوم والصداع الشديد، مع الشعور بآلام في مختلف مفاصل الجسم.

تشمل أعراض التهاب الحلق واللوزتين الشعور بألم شديد عند البلع والتقيؤ، مع ظهور رائحة كريهة وغير محببة من الفم والنفس.

يعاني المصاب أيضاً تضخم اللوزتين، ونزول إفرازات من الحلق، كما تتضخم الغدد الليمفاوية، وبالذات التي توجد أسفل الأذن وتحت الإبط.

الربو والهواء البارد

تزيد فرصة الإصابة بمرض الربو في فصل الشتاء، وذلك عندما يتعرض الشخص للهواء البارد، ويعد هذا المرض أحد الأمراض المزمنة.

تعود الإصابة به إلى التهاب مجاري الهواء في الرئتين، وتراكم كمية من البلغم كبيرة فيها، ويتسبب هذا الأمر بقلة تدفق الهواء إلى الشعب أو منعه، مسبباً عدداً من الأعراض أبرزها نوبات من ضيق التنفس.

تشمل أعراض الربو الأخرى شعوراً بضيق في الصدر مع صوت صفير عند التنفس، ومن الممكن أن تزيد سرعة ضربات القلب عندما يتعرض المصاب لإحدى النوبات، كما يمكن أن يتعرض للإغماء وازرقاق الفم والأصابع والدوخة وسرعة التنفس.

آلام المفاصل

يعاني البعض خلال فصل الشتاء من آلام المفاصل أو التهابها، وذلك لأن أجسامهم لا تستطيع تحمل البرد، وأيضاً لقلة كمية الدم التي تصل للمفاصل.

تتأثر المفاصل كذلك بانخفاض درجات الحرارة، حتى أنها تصاب بالتيبس، ويشكو المصاب بهذه الحالة من أوجاع شديدة، وبخاصة في البرد القارس، مما يؤثر في حركته، وربما لا يستطيع النوم، وهو ما يصيبه بالاكتئاب.

يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية في فصل الشتاء، وذلك بحسب العديد من الدراسات العلمية التي عزت السبب إلى نقص إمدادات الدم الغني بالأكسجين لعضلة القلب، كما أن برودة الجو تزيد الضغط على هذه العضلة وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

يفسر الأطباء هذا الأمر بأن انخفاض درجات الحرارة يتسبب بضيق الأوعية الدموية في جسم الإنسان، وبالتالي يزيد من ضغط الدم، وهو الأمر الذي يسبب نوبة قلبية.

تعد أبرز الأعراض التي يشكو منها المصاب بهذه الحالة الشعور بالاحتقان والضغط في منطقة الصدر، كما يشعر بألم يمتد إلى الكتف والذراع والظهر، ويزيد بصورة كبيرة خلال دقائق، وتشمل الأعراض كذلك التعرق، وفي بعض الحالات يتعرض للإغماء.

احذر البرد

يمكن تجنب الكثير من أمراض الشتاء السابق ذكرها من خلال الالتزام ببعض النصائح العامة، ومنها تهوية المنزل يومياً صباحاً من خلال فتح النوافذ.

تشمل هذه النصائح تدفئة الجسم وعدم الانتقال بصورة مفاجئة من جو دافئ إلى آخر بارد، والحرص على ارتداء الملابس الثقيلة عند الخروج من المنزل، وفي حالة وجود هواء بارد فينصح بتغطية الرأس والأذنين، كما يمكن ارتداء الحذاء الطبي المبطن والذي يساعد على منح القدمين الدفء.

ينصح كذلك بتدفئة المنزل بصورة جيدة، وبصفة عامة إذا كان هناك مدفئة فتكون حرارتها معتدلة، ولا يجلس بالقرب منها، كما يجب عدم الجلوس في الأمكان المغلقة التي يكثر فيها التدخين، وبصفة عامة يفضل الابتعاد عن كل أنواع التدخين.

الطعام الصحي

يجب الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه التي تحتوي على فيتامين سي، مثل الفلفل الملون والبرتقال والليمون، وكذلك تناول المشروبات الساخنة كاليانسون والزنجبيل القرفة والنعناع، وأنواع الحساء المختلفة، والإكثار من شرب الماء والعصائر الطبيعية للمساعدة على تنشيط الدورة الدموية، مع تجنب المشروبات الباردة والمثلجة.

ينبغي أيضاً الحفاظ على وزن الجسم، وذلك بتناول طعام صحي كالخضراوات والفواكه والمكسرات، والابتعاد عن الأطعمة الضارة كالوجبات السريعة.

ينصح كذلك بأداء بعض التمارين الخفيفة، كالمشي مثلاً نصف ساعة يومياً، وتجنب الجلوس لساعات طوال أمام التلفاز أو الحاسب الآلي، ويفيد المشي في تنشيط الدورة الدموية.

هضمي وتنفسي

تنتشر الأمراض الهضمية والتنفسية في فصل الصيف، وفي حين أن الأولى ترتبط بالطعام الذي يتناوله الشخص، فإن الثانية ترجع إلى تعرض المصاب لبعض الفيروسات أو تغير في درجة حرارة الجسم.

يعد التسمم الغذائي أبرز أمراض الجهاز الهضمي التي يصاب بها أي شخص، والتي تعود إلى تناول طعام غير مطهي بشكل جيد أو تعرض للفساد بسبب حرارة الجو.

تعد أبرز أعراض التسمم الغذائي الإصابة بالإسهال، والذي يترتب عليه فقد جسم المصاب للسوائل، كما يعاني التقيؤ وارتفاع درجة الحرارة، وربما وصل إلى حد الحمى، والتعرق الزائد.

تتكاثر في جو الصيف- وبسبب ارتفاع درجة الحرارة - العديد من الكائنات الحية الدقيقة، ومن أكثرها خطور السالمونيلا، والتي تتكاثر في الطعام مسببة لمن يتناوله في الإصابة بالتسمم الغذائي.

يشكو المصاب بهذه الحالة من تقلصات في المعدة وقيء وغثيان، ومن الممكن أن يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بالحمى.

ضربة شمس

تنتشر أمراض الجهاز التنفسي في الصيف، ولعل أبرزها الزكام والإنفلونزا وحمى القش، وذلك بسبب تأثر الأنف من تغير درجة الحرارة بصورة مفاجئة، كما يمكن أن يكون السبب أحد الفيروسات.

تعد حمى القش - والتي ترتبط بتفتح الأزهار في أوائل فصل الصيف وملامسة حبوب اللقاح لمن يصاب بها - أحد أنواع الحساسية.

تشمل أعراض هذه الحساسية احتقان الأنف ودموع العين، كما يشكو من السعال والعطس، مع الشعور بالتعب، وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى الإصابة بالحمى.

يعد من أخطر الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الفرد في فصل الصيف ضربة الشمس، والتي تحدث عندما تزيد درجة حرارة الجسم على 40 درجة مئوية، وهذه الحالة تعد حالة طوارئ صحية.

يؤدي التعرض للشمس فترة طويلة مع عدم قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة إلى الإصابة بهذه الحالة، وتعد خطورتها أنه ممكن تدمر خلايا الدماغ.

يمكن أن تشير بعض الأعراض إلى الإصابة بضربة الشمس، ومن ذلك الشعور بالدوخة وتشنج العضلات وارتفاع معدل ضربات القلب.

يصاب البعض بسبب البقاء طويلاً في أشعة الشمس بالجفاف والتعرق الشديد، ويعد أبرز أعراض هذه الحالة الشعور بالعطش طوال الوقت، وكثرة التبول، والصداع وشعور المصاب بالارتباك.

أساليب للوقاية

يوصي الباحثون باتباع بعض الأساليب للوقاية من بعض أمراض التغييرات المناخية، تعد أبرز النصائح التي يوجهها الأطباء بهدف تجنب الإصابة بأحد أمراض الصيف الاهتمام بنظافة الطعام، وذلك من خلال غسله جيداً، وبخاصة الخضراوات والفواكه، مع الإقلال من الوجبات السريعة.

ينصح كذلك بتجنب اللحوم والأسماك غير جيدة الطهي، أو التي تطهى في درجة حرارة منخفضة، والخضراوات النيئة، مع ضرورة غسل اليدين قبل الطهي والأكل.

ينبغي للوقاية من الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا في فصل الصيف عدم التعرض بشكل مباشر لأجهزة التكييف أو المراوح، مع عدم الخروج في الأجواء المغبرة بالنسبة لمن يعانون الحساسية.

يمكن الوقاية من الإصابة بضربة الشمس، بتجنب التعرض لأشعتها بشكل مباشر أو لفترة طويلة، وذلك بارتداء غطاء للرأس أو مظلة، مع تجنب الخروج في الفترة بين الثانية عشرة ظهراً والثالثة عصراً.

ويجب شرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم لتجنب الإصابة بالجفاف، مع تناول الفاكهة الغنية بالماء في أوقات الحرارة المرتفعة كالبطيخ والعنب، لأنها تمد الجسم بما يحتاج إليه من ماء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"