عادي
«للأطفال فقط».. أول عرض قدمه لجمهور «أبو الفنون»

عبد الله المهيري: لا يوجد مسرح نخبوي وآخر شعبي

23:52 مساء
قراءة 4 دقائق
DSC_0554
عبد الله المهيري

الشارقة: علاء الدين محمود

المخرج عبد الله المهيري، أحد المبدعين الذين صعدوا بقوة مؤخراً، حيث فاز عرضه «في فمي ماء» بجائزة التحكيم الخاصة، في النسخة الأخيرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، وفي هذه المساحة يراجع المهيري العديد من المواقف والمنعطفات المتعلقة بمسيرته الإبداعية في رحاب «أبو الفنون»، ويتوقف عند بعض المحطات التي تشكل عبرها وجدانه الفني والثقافي.

في البدء يعود المهيري بذاكرته إلى 2011، وهو التاريخ الذي شهد أول عرض من إخراجه، بعنوان «للأطفال فقط»، والمفارقة أن العرض لم يكن أبدا للصغار، بل جاء محتشداً بالأسئلة الكبرى حول الموت والحياة، وتحدث عن شابين في مدرسة يموت كل رفاقهما ولم يبق سواهما، ليواجها معاً الكثير من المواقف الغريبة والعجيبة حول العيش والموت، فكان العرض في تفاصيله صادم للصغار والكبار معاً، وقدم العمل في ختام فعاليات «دبي لمسرح الشباب»، في نسخته الخامسة، وكانت المفارقة، أن عدداً من الأسر ظن بالفعل أن ختام المهرجان سيكون بعرض مخصص «للأطفال»، فحظيت الصالة بعدد كبير من الأطفال!

أسرة مبدعة

ويشير المهيري، إلى أن علاقته بالإبداع خلال المراحل الابتدائية والثانوية، كانت بعيدة عن المسرح، نحو الإذاعة والموسيقى والتربية الفنية والقراءة بنهم كبير، موضحاً أن بداية تعرفه بالمسرح كانت باكرة نسبة للأجواء المحيطة به، ويقول: «أنا من أسرة مهتمة بالأدب، ومتابعة جيدا للمسرح، فخالي هو المسرحي الإماراتي المعروف عادل إبراهيم، وكنت أشاهد أعماله»، ويلفت المهيري إلى أن تلك المناخات جعلت قلبه يتعلق بالأدب والمسرح.

وحول المسرحيين الإماراتيين الذين تأثر بهم، يذكر أنه عمل مع عدد من الممثلين والمخرجين منهم أساتذة كبار في مجالاتهم، وقد تعلم منهم الكثير من الأشياء فلكل واحد منهم أسلوبية مغايرة عن الآخر، وأنه أخذ الكثير من المخرج حسن رجب فهو صاحب تجربة مختلفة، وكذلك تعلم أشياء كثيرة من عبد الله صالح، ومروان عبد الله وغيرهم من المبدعين الذين عمل معهم، فكل واحد منهم كان مميزاً في تخصصه، ويقول: «استفدت وتعلمت الكثير في مجالات التمثيل والإخراج والرؤى المسرحية الأخرى من هؤلاء الفنانين الكبار».

ورش

ويشير المهيري إلى أنه قد دخل إلى رحاب المسرح في مجالات التمثيل والإخراج عبر الورش التي أشرف عليها فنانون إماراتيون وعرب من ذوي الخبرة، مؤكداً أن تلك الورش قد أسهمت بصورة أساسية في إعداده وتأهيله.

وفي سياق حديثه عن التجارب المسرحية خارج الإمارات، أوضح المهيري أن هناك العديد من المبدعين العرب الذين كان لهم بصمة مميزة، وكذلك الأعمال العربية في مجال «أبو الفنون»، فيما كان المسرح العالمي يمثل القواعد الأساسية التي سار عليها المبدعون العرب فنهلوا من تياراته ومدارسه المختلفة.

تواصل أجيال

ولفت المهيري، إلى أن المسرح الإماراتي شهد انطلاقة جيدة منذ بداياته، وقدم كثيراً من المبدعين والأعمال المميزة، ونجح في مراحل باكرة في التعبير عن البيئة والثقافة المحلية، كما رصد التحولات المجتمعية، ثم تطور بعدها، وصار هنالك تنوع في مواضيعه، مؤكداً أن الجيل الحالي من المسرحيين، لديهم وعي كبير بقضايا المجتمع والتعبير عنها برؤى فنية مختلفة، خاصة أنهم يستندون إلى تجارب عظيمة قدمها جيل الرواد الإماراتيين.

وحول تجربته الشخصية مع الاطلاع والثقافة، يؤكد المهيري أنه يقبل على أنواع مختلفة من المؤلفات، مشدداً على أهمية القراءة في رفع مستوى المبدعين المسرحيين، فكل مفردات وتخصصات المسرح ترتقي بالاطلاع والتثقيف، موضحاً أن التطور التفني يسر في تلقي المعلومة، وعملية البحث.

وحول التكنولوجيا وأثرها في المسرح، أوضح المهيري أن المسرح هو فن يكمن تفرده في كونه يقدم للجمهور مباشرة، وينشأ من خلال العرض علاقة خاصة بين الممثل والمتلقي تسهم بشكل إيجابي في عملية الفرجة، فالممثلون يشعرون بحماس الجمهور ما يزيد من تألقهم على الخشبة، وأن انتفاء تلك العلاقة يجعل المسرح لا يختلف عن الدراما التلفزيونية أو السينما، ويشدد المهيري على أهمية التكنولوجيا ومواقع التواصل في خدمة المسرح، وإثارة النقاشات الفكرية حولها.

ويتحدث المهيري عن عودة المسرح بعد «كورونا» مشيراً إلى الحماس الكبير عند المخرجين لتقديم الأفضل مؤكداً أن هنالك أكثر من 14 فرقة مسرحية كانت ترغب في المشاركة في فعاليات النسخة 12 من «دبي لمسرح الشباب»، وذلك يؤكد مدى الحنين والشوق الذي يداعب أهل الدراما وكذلك الجمهور المحب للمسرح، وأن التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الذكية جعلت المتلقي يحجم نوعاً ما عن المسرح، مؤكداً على ضرورة أن يهتم المسرحيون بتقديم أعمال جاذبة.

ولفت المهيري إلى أنه يقف ضد التصنيف الذي يقسم العروض إلى نخبوية وشعبية، فالمسرح هو المسرح، وإذا تم تناول أي موضوع ببراعة فهو سيجد إقبالاً من المتلقين، موضحاً أن فنانين كباراً في العالم العربي قد نجحوا في تقديم أعمال راقية وهادفة وتربوية ولقيت في ذات الوقت صدىً كبيراً من قبل الجمهور، مشدداً على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في التثقيف المسرحي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"