الخمسون الثقافية في الإمارات (4)

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

تأسس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بموجب القرار الوزاري رقم 137 لسنة 1984، وهي الفترة الثمانينية التي ظهرت فيها أيضاً كيانات ومؤسسات ودوائر ثقافية ستكون على مدار خمسين عاماً روافع ومنصّات مهنية متخصصة للعمل الثقافي المحلي الذي سينمو ويكبر ويتجدد خلال هذه العقود، ويجعل من الإمارات واحدة من دول الطليعة في الثقافة والفنون والآداب، ليس محلياً فقط، بل، وأيضاً على المستويين: العربي، والعالمي.
قبل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات تأسست في العام 1981 دائرة الثقافة في الشارقة، وعرفت آنذاك باسم «الدائرة الثقافية»، وفي بعض محطات تاريخ هذه الدائرة الأم والمرجع والنواة الأولى للثقافة في الإمارات سنلاحظ أنها جمعت بين الثقافة والإعلام. ولكن بعدما توسع عمل الدائرة وكثرت تخصصّاتها وإداراتها من معارض الكتب إلى الإصدارات إلى الفنون التشكيلية إلى المسرح إلى مهرجان الفنون الإسلامية، بات من العملي والمهني فصل الإعلام عن الثقافة في الدائرة لتظل إطاراً إدارياً ومهنياً للعمل الثقافي الذي سيصبح على مدى أكثر من أربعين عاماً منذ قيام الدائرة محلياً، وعربياً، وعالمياً في إطار مشروع أكبر وأشمل هو مشروع الشارقة الثقافي العلامة الأبرز في الخمسين الثقافية في الإمارات.
وفي العام 1981 أيضاً تأسس المجمّع الثقافي في أبوظبي، وسيكون في تلك الفترة، وتالياً، في التسعينات مركزاً مهمّاً في بناء ثقافة إماراتية وطنية، استقطبت في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين بشكل خاص أبرز أعلام ونجوم الثقافة والآداب والفنون في الوطن العربي، وزار الإمارات في تلك العقود الثلاثة الأولى على قيام المؤسسات الثقافية المحلية عشرات كتّاب وأدباء ومفكري وفنّاني العالم، وأبرمت بين المؤسسات والدوائر الإماراتية، اتفاقيات ثقافية متبادلة وثنائية، إماراتية ودولية نشأ بموجب بنودها حراك ثقافي محلي عالمي عنوانه العام الانفتاح الثقافي الإماراتي على ثقافات وحضارات وفنون العالم كله.
في العام 1987 تأسست ندوة الثقافة والعلوم في دبي، من خلال كوكبة ثقافية رصينة لها تراث ثقافي وفني عريق، وحافظت الندوة منذ تأسيسها وإلى اليوم على تبني ثقافة محلية أصيلة توازي وتعادل بين المعاصرة والجديد والتراث والثقافة الشعبية والتراث الشعبي الإماراتي، وتكامل دور الندوة الثقافي والمعرفي والأدبي مع الأدوار الثقافية النبيلة في الإمارات نحو قيام ثقافة إنسانية تدعو إلى العدل والجمال والتسامح، وهي المبادئ والقيم الراسخة والثابتة في روح اتحاد دولة الإمارات، وفي روح الخمسين الثقافية الراهنة.
لقد توقفت عند الأطر الثقافية الإماراتية التي يمكن أن تسمى الأطر الريادية في ثمانينات القرن العشرين، وسوف تتواصل عجلة التنمية الثقافية في التسعينات، وفي الألفية الثانية، وفي العقدين الأولين من الألفية الثالثة من خلال أطر ومؤسسات ثقافية جديدة وفاعلة ظهرت في كل إمارات الدولة، وأوجدت بكل أصالة وجوهرية قطاعاً ثقافياً سمته العامّة النموّ والتجديد ومواكبة تجارب العالم الثقافية والفنية، الأدبية، والمسرحية والموسيقية، والتشكيلية بهوية نصف قرن من الإنسانية والتسامح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"