خمسون قادمة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

خمسون مضت.. الخمسون الأولى كانت تحديات، وصعوبات، وتجاوزناها بقلوب البشر التي أيقنت في حقيقة الاتحاد، وأنه مصير مشترك، وحلم واحد.. حلم رسخه المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والمؤسسون، طيب الله ثراهم، ثقة منهم بأن هذه الوحدة هي الطريق الصحيح لبناء دولة، وإرساء دعائمها وتقوية أوصالها وحضورها. فكان الاتحاد رمزاً لنوايا قلوبهم، وندعو الله أن يتغمدهم برحمته، وأن يكون الفردوس مستقرهم، بما قدموه لنا ولا يزال خيرهم مستمراً وعميقاً.
«خمسون قادمة، عامرة بالخير، عميقة في التأثير وأمل للمنطقة والعالم»، قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في شهر مايو/أيار، في إعلانه عن عام الخمسين، ورؤية قادة الوطن القادمة نحو المئوية، رؤية شاملة واعية للوطن والجار والعالم، رؤية مبنية على الأمل وقيم التسامح والعطاء والانتماء للإنسان وخيره.. خمسون تحمل في طياتها الحلم بأن نكون أفضل ونستمر في أن نجرب ونحلم بالمستقبل الذي لا حدود له.
احتفلنا بالخمسين التي مضت وكانت قلوبنا ملأى بالاعتزاز والفخر والسعادة، عيوننا تبرق فرحاً وتدعو الله بأن يبقى هذا الوطن في أمن وآمان، شهدنا الاحتفالات العامة والخاصة، وما أجمل أن يشاركك المقيم، والمستثمر وأصحاب الشركات من مختلف الجنسيات هذا الحب والفخر، هذا الوفاء للأرض التي استضافتهم، وفتحت لهم أبواب الأمل وكانت محضناً خصباً لأحلامهم ومستقبلهم، فصاروا جزءاً من منظومة الوطن، لا يتوانون عن الإخلاص والتفاني في ازدهار الإمارات.
لا يزال أمامنا الكثير، نقدمه لهذه الأرض التي تحتضننا.. لأحلامنا، لحياتنا، وللأجيال القادمة، لا يزال لدينا الكثير لنقدمه نموذجاً للبشر في كل مكان، كلنا اليوم وغداً نتطلع للمستقبل في يقين بأنه أجمل، وسيحمل الكثير لشعوب العالم، غداً نحلم ونسعى بأن يكون مستقراً.. الأمان يعمّ العالم، والسلام يسوده، التسامح يقوده، والحب يظلله، في توليفة إنسانية لا ترى الحياة مادة بل مشاعر وقيماً، لا ترى الحياة وقتية بل مستمرة بنظرة متفائلة.
ولا يزال الكثير لنقوله ونسطره، ليس حلماً عادياً وتحقق، وليست فقط دولة، هي الأم والأب، السند والعالم في وطن، ندعو الله أن تبقى الإمارات موطناً للجميع، موطن خير، وأن نسعى جاهدين لحمل أمانة الأجداد، وتسليم راية المستقبل لجيل مستعد، جيل متسلح بالأخلاق والقيم والإمكانيات، ليقدم ويبهر العالم بما صنعته الإمارات.. صنعت قوى بشرية، وإنسانية تعرف كيف تكون صورة حقيقية لحلم أي إنسان وصورته، صورة لا تخالف الضمير أو الحقوق أو تشوّه، بل هي الصورة الباسمة، التي تؤكد أننا جميعاً ننتمي لبعضنا، وأن الإنسان يستحق الكرامة والحياة الكريمة، كل عام والإمارات بخير.. و50 قادمة نتطلع لها بكل حب بإذن الله.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"