عادي
توفر البيئة المناسبة للمواهب لتطوير مشاريعهم في الإمارات

نورة الكعبي: الصناعات الإبداعية تعزز التنمية المستدامة

22:12 مساء
قراءة 4 دقائق
نورة الكعبي

دبي: «الخليج»

أكدت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، أن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، تؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل الاقتصاد الإبداعي، وترسخ أسساً قوية لتعزيز مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز حضور ومكانة الإمارات كوجهة عالمية تستقطب الخبرات والمواهب الإبداعية، وتمكنها من إنتاج محتوى إبداعي في بيئة داعمة ومتميزة، تضمن الاستدامة والكفاءة والجودة.

كشفت الكعبي خلال المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي نظمته الوزارة، أمس الأحد،، أن الاستراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمبادئ العشرة التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، وتبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتُسهم في أن تكون الإمارات الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما توفر البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.

وتابعت قائلة: «وضعنا مؤشرات استراتيجية نطمح إلى تحقيقها في السنوات العشر المقبلة؛ إذ سننهض بالصناعات الثقافية والإبداعية، ونزيد من حجمها وإمكانياتها، لتكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، كما سنعمل على زيادة نسبة مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، ورفع متوسط دخل العاملين في هذا القطاع، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، وسنضاعف عدد المنشآت العاملة في تلك الصناعات، وعدد الوظائف التي توفّرها، وسنعمل على زيادة حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية».

عناصر الفكر والابتكار

واعتمدت وزارة الثقافة والشباب تعريفاً للصناعات الثقافية والإبداعية، يفيد بأنها «الصناعات التي تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار والإنتاج، والتوزيع، والنشر والترويج للمنتجات والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي وحفظ الإرث الثقافي، والتي يؤثر نموها وانتشارها إيجاباً على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وهي مكونة من ستة قطاعات رئيسية، هي: «التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، وكذلك التصميم والخدمات الإبداعية». وتضم تلك القطاعات أكثر من 25 صناعة اقتصادية».

وتقوم الاستراتيجية على رؤية واضحة، هدفها زيادة الأثر والقيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، ويشمل هذا معايير عديدة، منها نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي، وعدد المنشآت وتصنيفها من حيث الحجم، وعدد فرص العمل التي يوفرها القطاع قياساً على إجمالي فرص العمل في الدولة.

كما حددت الاستراتيجية 40 مبادرة، توزع على ثلاثة محاور رئيسية، هي: محور الموهوبين والمبدعين، ومحور المهنيين وبيئة الأعمال، وممكنات بيئة الأعمال. بواقع 16 مبادرة في محور الموهوبين والمبدعين، و10 مبادرات في محور المهنيين وبيئة الأعمال، و14 مبادرة في محور تمكين بيئة الأعمال.

مؤتمر عالمي

يتزامن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية مع السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 2021، حيث تنظم الوزارة خلالها المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي «WCCE 2021»، خلال الفترة ما بين ال 7 و9 من ديسمبر/كانون الأول 2021 في مركز دبي للمعارض – إكسبو، تحت شعار «إبداع متكامل.. يصنع المستقبل». وتستضيف وزارة الثقافة والشباب خلاله نخبة من قادة الفكر، والمُبدعين، والمُبتكرين حول العالم.

ويركز المؤتمر على سته محاور أساسية تُسهم في رسم خريطة مستقبل الاقتصاد الإبداعي عالمياً، والمحاور هي إطلاق قدرات التعليم، إعادة ابتكار العمل، التحول التكنولوجي، تعزيز المشهد الإعلامي وقنوات التواصل، المستقبل المستدام، وأخيراً التنوع والشمول.

ويستضيف المؤتمر عدداً من الشخصيات المحلية والإقليمية والعالمية المؤثرة، منهم سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، التي تناقش سبل توسيع نطاق الوصول إلى الاقتصاد الإبداعي محلياً وإقليمياً، والشيخة بدور القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين في كلمة افتتاحية حول تعزيز الإنسانية من خلال الكتب، فيما ستناقش الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، دور السياحة المستدامة في دعم الازدهار البيئي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.

كما تتحدث الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة الوطنية للصناعات الإبداعية حول دعم صناع الأفلام على المستوى الإقليمي، فيما تتناول أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، في كلمة افتتاحية لها، الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي في تحقيق أهداف اليونيسكو للتنمية المستدامة. كما يطرح كلٌّ من عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، والدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رؤيتهما حول أهمية الاقتصاد الإبداعي والدعم الحكومي للشركات الصغيرة والمتوسطة..

رأس المال البشري

ترتبط الاستراتيجية ارتباطاً وثيقاً بالمبادئ العشرة لدولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة، والتي ترسم المسار الاستراتيجي للدولة، ومن خلال المساهمة في بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط بالعالم، والاستثمار في رأس المال البشري واستقطاب المواهب، إضافة لمبدأ ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، إلى جانب مبدأ تعزيز منظومة القيم والانفتاح والتسامح والهوية الوطنية.

وتعزز الاستراتيجية، التي تُعدّ الأولى من نوعها في المنطقة العربية والخليجية، مكانة الدولة على خريطة الإبداع الثقافي العالمي ومؤشرات التنافسية العالمية، وتُبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتُسهم في أن تكون الإمارات الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما تمكّن من توفير البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين، لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"