عادي
تنطلق اليوم وتستهدف الصفوف 4-12

الامتحانات التعويضية..انتعاشة جديدة لبورصة الدروس الخصوصية

00:03 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
مع انتهاء إجازة عيد الاتحاد الخمسين، يتأهب طلبة وطالبات الصفوف من 4-12، لخوض الامتحانات التعويضية للفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2021-2022، التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 9 ديسمبر الجاري.

تربويون ومعلمون أكدوا أن الامتحانات التعويضية سبب رئيسي في انتعاشه جديدة للدروس الخصوصية، وفي رواج غير مسبوق في الميدان التربوي، لاسيما لدى المتعلمين في المرحلة الثانوية، فضلا عن وجود أساليب جديدة مبتكرة في التدريس وطرق طرح الأسئلة.

معلمون أكدوا أن انتعاشه الدروس الخصوصية مع الامتحانات التعويضية تعد أمراً طبيعياً، إذ إنها تساعد الطلبة المستهدفين في اجتياز تلك الاختبارات، بصفتها وسيلة فاعلة تساعدهم في الارتقاء بمستوياتهم العلمية والتعليمية، وتمكنهم من التعامل مع الأسئلة الامتحانية بمختلف أنواعها، موضحين أنها تنفع الطلبة ولا تضر بأحد.

أولياء أمور اعتبروا دور معلمي «التقوية» فاعلاً ومؤثراً، إذ يساعد أبناءهم في فهم سيناريوهات الأسئلة الامتحانات، فضلاً عن تقديم طرائق تدريسية مبسطة ترفع من مستوياتهم التعليمية، لاسيما أن أسعارهم مناسبة مقارنة بما سبقها في السنوات السابقة.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بمختلف فئاته، أسرار انتعاشة الدروس الخصوصية في تلك الفترة، وآثارها في ظل الانماط الجديدة لأسئلة الامتحانات التي تركز على المهارات، وكيف يتقبلها أولياء الامور من دون تحفظات.

حركة نشطة

البداية كانت مع رصد «الخليج» الحركة النشطة في بورصة الدروس الخصوصية، تزامناً مع انطلاقة الامتحانات التعويضية، إذ جاء الاقبال عليها كبيراً من طلبة المرحلة الثانوية، فضلا عن تركيز المعلمين على اتباع استراتيجيات جديدة في طرائق إعطاء الدروس، تستند في مضمونها إلى التكنولوجيا والشرح «افتراضياً ومباشرة»، وبأسعار متفاوتة، لكنها الأقل مقارنة بالسابق، مع زيادة عدد الطلبة في المجموعة الواحدة، حيث لعبت تطبيقات زووم واسكايب والتيمز دوراً كبيراً في تنظيم المحاضرات والحصص للمتعلمين.

في وقفة معهم أكد أولياء الأمور سهام محمد، وإيهاب طه، وعصام مزيون، وعلياء موهوب، وميثاء آل علي، حاجة أبنائهم إلى دروس التقوية في بعض المواد لتهيئتهم إلى الامتحانات التعويضية، موضحين أنها أسهمت في رفع مستوياتهم ومهاراتهم في المواد الاساسية، وساعدتهم على فهم ماهية والتعامل مع الأسئلة في مختلف الامتحانات.

وفي تعقيبهم على أسعار دروس التقوية، أفادوا بأن استخدام التقنيات، وإجراء المحاضرات افتراضياً، أسهم في تراجع أسعار الدروس الخصوصية، وخلق نوعاً جديداً من المنافسة بين المعلمين، فضلاً عن الرواج الدائم لبعض المعلمين، موضحين أن ثمن الحصة يتراوح بين 100و300 درهم، بحسب المادة الدراسية، وعدد الطلبة في المجموعة الواحدة.

حاجة المتعلمين

الطلبة والطالبات محمد خالد، وليلى وائل، وشيماء صابر، وذينه محمد، أكدوا أن أنماط التعليم المتنوعة أسهمت في الارتقاء بمهاراتهم في مختلف المواد الدراسية، وباتت دروس التقوية متاحة باستمرار، لتسد حاجة المتعلمين في خمس مواد دراسية تضم الرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء والعلوم العامة، التي تشكل تحدياً لدى الكثير من الطلبة في المرحلة الثانوية.

وأفادوا بأن الأدوات المستخدمة في تقديم الدروس الخصوصية، مطورة وطرائق الحصول على العلوم والمعارف سهلة ومرنة، إذ إن معظم الدروس عن بعد، باستخدام وسائل رقمية جديدة مثل زووم، واسكايب، ومنصات رقمية وقنوات مختلفة، لشرح المواد، موضحين أن الحصة تصل مع طلبة الثانوية إلى ساعتين، والدفع مقدم.

ليست جريمة

دروس التقوية ليست جريمة، كما ينظر إليها البعض، بل وسيلة للارتقاء بمستويات الطلبة في مختلف المواد الدراسية لاسيما الاساسية، كما أنها تخضع للعرض والطلب، وليست إجبارية على أي طالب، هذا ما وصل إليه عدد من المعلمين.. مها.ج، سهام.م، علياء.ج، علي.م، عصام.أ، مؤكدين أن التطورات المشهودة في نظم التعليم أتاحت للطالب حق اختيار معلمه ومكان تعليمه وطرائق تدريسه.

وأوضحوا أن دروس التقوية تركز على تحقيق الاستفادة القصوى للطلبة وليس التربح، لاسيما أن أسعار الحصص تناسب جميع الفئات، وباتت أقل بكثير مما سبق، إذ يصحبها المزيد من التنظيم، والمرونة وجودة الاسعار، لاسيما في المواد العلمية والرياضيات التي تتصدر قائمة الرواج وإقبال الطلبة.

وأكدوا أن دروس التقوية أخذت اتجاهاً جديداً مطوراً، يستند إلى التكنولوجيا وتوظيف التقنيات الحديثة، ومواكبة المتغيرات والمستجدات، الامر الذي أسهم في إيجاد مرونة في العملية التعليمية، وشغف من الطالب، ودافعية نحو التعليم، فضلاً عن التركيز على المادة العلمية والتفاعل الايجابي من الطلبة، معتبرين أن الانتعاشة التي تسبق الامتحانات التعويضية، نتيجة طبيعية لحرص الطلبة وأولياء أمورهم على تحقيق استفادة قصوى من تلك الاختبارات لتسهم في تحقيق معدلات مرضية.

تغير المفاهيم

في المقابل أكد المعلمون والمعلمات.. ريبال غسان عطا، إبراهيم القباني، عاطف حسن، وبدوي إبراهيم، التزامهم بتوجيهات إدارات المدارس بعدم إعطاء دروس تقوية، سواء لطلبة المدرسة أو خارجها، موضحين أن أنماط التعليم المتنوعة أسهمت في تغير مفهوم الدروس الخصوصية من حيث طرائق التدريس، وأسعار الحصص، إذ باتت تعتمد على التكنولوجيا وإجراء المحاضرات عن بعد أكثر، معتبرين أنها خطوة مهمة في الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين، لمواكبة المتغيرات وتوظيف التقنية في العملية التعليمية بحرفية ومهارة فائقة.

تواصلنا مع مديري عدد من مراكز التقوية في مختلف إمارات الدولة (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) إذ أكدوا وجود رواج وانتعاشه كبيرة في إقبال الطلبة على دروس التقوية، لاسيما الطلبة في المرحلة الثانوية، مع الالتزام بإجراءات التباعد، للحد من انتشار العدوى، والبروتوكولات الصحية المعتمدة، سواء كانت الدروس حضورية أو افتراضية.

وفي ردهم على سؤال حول عدم استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، للتواصل مع الطلبة وإعطائهم دروس التقوية، أفادوا بأن إعداد تلك المنصات والقنوات يشكل تحدياً كبيراً، نظراً لارتفاع التكلفة في تأسيسها لتكون معتمدة من قبل الجهات المعنية، مؤكدين أن الدروس المباشرة الحضورية تحمل تأثيراً إيجابياً للمعلم والطالب.

الالتزام بالإجراءات

حظرت الجهات المسؤولة عن التعليم، في وقت سابق جميع أشكال دروس التقوية، التي تقدم للطلبة والطالبات باللقاء المباشر، إذ تضع المعلم والطلبة تحت طائلة اللائحة المحدثة لضبط المخالفات والجزاءات الإدارية الصادر بها قرار مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس كورونا، ولكن مع تخفيف الإجراءات والقيود وعودة التعليم الحضوري، توافد العديد من الطلبة على الدروس الخصوصية حضورياً مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وفي وقت سابق أطلقت وزارة التربية والتعليم استفتاء استهدف المعلمين في الميدان التربوي، للتعرف على مدى جودة الدروس الخصوصية كوسيلة جيدة لكسب دخل إضافي، واهتمامات المعلم قبل المشاركة في تلك الدروس، ورغبته في تدريس طالب واحد أو مجموعة في حال مشاركته في مبادرة لمشروعية الدروس الخصوصية، ونوعية التعليم خلال الدروس، مباشر وجهاً لوجه، أونلاين، ممزوج، والاجهزة التي يفضل تقديم الدروس عبرها.. الهاتف الذكي-الجهاز اللوحي- جهاز الحاسوب.

ثلاث فئات

أكدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي أن الامتحان التعويضي يطبق على ثلاث فئات طلابية، تضم الطلبة المتغيبين بعذر مقبول عن امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول، ومن صادفتهم مشاكل تقنية خلال فترة الامتحان في الجولة الأولى، والذين تمت إضافة بياناتهم في رابط الحصر من قبل إدارة المدرسة. وأوضحت أن الامتحان يطبق الكترونياً «حضورياً»، لطلبة الصفوف من الخامس حتى الثاني عشر من خلال الحضور الواقعي في المدرسة، مشيرة إلى أن طلبة الصف الرابع يتقدمون للامتحان التعويضي ورقياً، ويؤدي طلبة الصف الثاني عشر المسجلون في المدارس الخاصة التي تطبق المنهاج الوزاري امتحاناتهم في اللجان الامتحانية بمدارس التعليم العام الحكومية التي تم توزيعهم فيها خلال امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول.

زمن الامتحان

وأكدت أن الزمن الكلي للامتحان الإلكتروني «ساعة ونصف»، وفقرة السؤال غير مقيدة بزمن، وعلى الطلبة الالتزام بالزي المدرسي الرسمي، كما تطبق كافة الإجراءات الواردة في دليل استعدادات المدارس لامتحان نهاية الفصل الدراسي الأول.

وشددت على ضرورة التزام جميع الطلبة بإحضار أجهزة الحاسوب الخاصة بهم للمدرسة خلال فترة أداء الامتحان، مع مراعاة حظر استخدام الآلة الحاسبة لطلبة صفوف الحلقتين الأولى والثانية، وطلبة صفوف مسار النخبة، فيما يستطيع طلبة صفوف الحلقة الثالثة استخدام الآلة الحاسبة.

اللغة العربية

من المقرر أن يستهل طلبة الثاني عشر بمساراته العام والمتقدم والنخبة، سباق الامتحانات التعويضية بمادة اللغة العربية اليوم 5 ديسمبر، يليها غداً الامتحان في مادتي الكيمياء أو الأحياء خلال الفترة الأولى التي تبدأ الساعة 8:30 - 10 صباحاً، يليها العلوم الصحية في الفترة الثانية من الساعة 10:30-12، فيما يؤدي طلبة المتقدم الامتحان في مادة الكيمياء فقط، وطلبة مسار النخبة في الاحياء فقط.

ويؤدي الطلبة الامتحان في مادة الفيزياء يوم 7 منه «الفترة الصباحية»، يليه الدراسات الاجتماعية في الفترة الثانية، وفي يوم 8 ديسمبر يؤدون الامتحان في مادة اللغة الإنجليزية، ويختتمون سباق الامتحان التعويضي يوم 9 منه بمادتي الرياضيات والتربية الإسلامية، إذ يؤدون فيهما الامتحان على فترتين بالتوالي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"