الشجاعة والإقدام

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن الانتماء وتعزيز الروح الوطنية لا يكتسبان من الالتحاق بالخدمة العسكرية أو بالمراكز ذات الشأن القتالي فحسب، بل إن المشاعر الوطنية تمر بعدد من المراحل، كونها تولد بالفطرة مع الإنسان، وهنا يأتي دور البيئة المحيطة لبناء هذا الهرم من المشاعر منذ أن يعي الطفل محيطه، حيث البداية تتأتى من الأسرة التي تشرع في تعزيز الوازع الوطني، وترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء لتراب الوطن وقيادته الرشيدة، قبل أن تشارك المدرسة في هذا الدور، وصولاً إلى الجامعة، قبل وضع الرحال في مدرسة الجيش العسكرية التي تصقل تلك المشاعر وتعززها وترفع من كفاءة أفرادها القتالية.
ولعل الكثير من الناس تابعوا قبل أيام أو شاركوا في التغريدات التي تجاوزت 41 مليون تغريدة حول الفيلم الإماراتي «الكمين»، المأخوذ عن قصة حقيقية، تتحدث عن وقوع جنود إماراتيين في كمين نصبته لهم عناصر متمردة في واد جبلي، وكيف خاطروا بحياتهم في سبيل وطنهم وشعبهم.
وفي اعتقادي أن هذا الفيلم يأخذ منحى شديد الأهمية، ويقود إلى دور البيئة المحيطة بالأفراد منذ ولادتهم، فجنود الكمين الأبطال، تجرعوا حب هذا الوطن منذ الطفولة، وسطروا صورة بطولية ستكون حافزاً لكل فرد منا، لنحذو حذوهم في مختلف المجالات وليس فقط في حالات الحرب، التي أثبت أبطالنا خلالها أنهم على قدر الثقة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة فيهم.
وجدير بالمدارس والمؤسسات التعليمية أخذ هذا الفيلم وإطلاع الطلبة عليه، ومناقشة تفاصيله نظراً لأهمية الأعمال السينمائية المصورة في تحفيز الطلبة، بل ويجب أن يكون حافزاً للانتقال بالثقافة الوطنية خطوة أكثر تقدماً من خلال منهاج واضح ومدروس، يعزز القيم الإماراتية الأصيلة، ويرسخ روح الولاء والانتماء للهوية والتراب الإماراتي، ويجذر الولاء لقيادته التي تسير بهذا الوطن من نجاح إلى آخر، ويعرف الطلبة بحياة أفراد الخدمة العسكرية.
كما أجزم كغيري من أبناء الوطن أن من حق الجنود علينا أن يعرف الطلبة حكاياتهم البطولية، وأن تروى قصصهم الملهمة حتى نرسخ لدى أبنائنا في المدارس أهمية العمل الجماعي، والقدرة على التصرف في المواقف الطارئة، وإطلاعهم على الخطوات الذكية التي تعلموها في المدرسة العسكرية، وطبقوها في أكثر الظروف قسوة ليكونوا نموذجاً مشرفاً ومشرقاً من نماذج الشجاعة والإقدام الإماراتية، فشكراً من أعماق قلوبنا لجنودنا البواسل.
ولا يفوتني أن أرفع القبعة شكراً للقائمين على هذا العمل الإبداعي، إذ يعتبر تكريماً لأبطالنا، واعترافاً بصنيعهم، وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم، كما أنه يؤسس لنوع آخر من الأعمال السينمائية المذهلة، التي أتمنى أن يكون لمدارسنا ومؤسساتنا التعليمية دور بارز فيها، وأؤكد أن الجميع في هذا الوطن الغالي هم جنوده يخدمونه كل في مجاله، ويبدعون من أجل رفعته وعزته، ويقدمون الغالي والنفيس في خدمته وخدمة قيادته الرشيدة.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"