عادي
مراقبون يصفون مبادرة الغنوشي محاولة للهروب من المحاكمات

«الشغل» التونسي يحذر من انفجار اجتماعي ويدعو إلى انتخابات مبكرة

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، أمس السبت، إن اليأس بلغ مداه في تونس، محذراً من مظاهر العصيان التي بدأت تهدد بانفجار اجتماعي خطِر، فيما اعتبر تونسيون أن المبادرة التي أطلقها زعيم حركة «النهضة الإخوانية»، راشد الغنوشي،لإجراء انتخابات مبكرة، ليست سوى مناورة للهروب من المحاكمات الخاصة بالفساد وتمويل الإرهاب التي تلاحق عناصر الحركة.

وشدد الطبوبي، على أن الاتحاد أصبح يخشى على مكاسب التونسيين الديمقراطية؛ بسبب تردد الرئيس المبالغ فيه في إعلان خارطة طريق بخصوص إصلاحات سياسية تؤدي إلى انتخابات مبكرة.

وأضاف الطبوبي، في كلمة ألقاها بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة والستين لاغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد: «إن تونس في منعرج لا أحد يعلم مآلاته، وأنها تعيش حالة من الضبابية السياسية والتعطل الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي».

ولفت إلى أن لغة الحوار تعطلت وتراجع منسوب الثقة إلى أدنى مستوياته، داعياً إلى ضرورة وضع خارطة طريق لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة.

وحث الطبوبي الرئيس قيس سعيد على الدعوة إلى حوار سريع يضم كل الأطراف الوطنية المؤمنة بالحرية والسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية، للاتفاق حول الإصلاحات، بما في ذلك مراجعة قانون الانتخابات والاتفاق على انتخابات مبكرة وتتسم بالشفافية.

وشدد على أن الإدارة التونسية نخرها الفساد وتم الزج بها في مستنقع السياسة، وأن العشر سنوات الأخيرة، كان الحكم فيها فاشلاً وغلبت المحاصصة الحزبية على إدارة الشأن العام.

وأردف الطبوبي: «استبشرنا خيراً بالتدابير الاستثنائية من تجميد أشغال البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وكان لنا أمل في رئيس الجمهورية لكبح جماح الطبقة السياسية، وكنا على يقين بأن التدابير ستعيد الاعتبار لأهداف ثورة 17 ديسمبر، لكننا مصرون على ضرورة وضع خارطة طريق».

وأشار إلى أن التناقض أضحى سيد الموقف، وأن الشعب التونسي يواجه احتقاراً اجتماعياً مع خدمات متردية وبطالة مستفحلة وانتشار الجريمة والإدمان وقوارب الموت، بحثاً عن الكرامة.

وعن الحكومة، أفاد الطبوبي بأن حكومة نجلاء بودن تحتاج إلى رؤية وبرنامج واضح حتى لا تقع في أخطاء سابقاتها، مؤكدا أن لا أحد بإمكانه الإصلاح بمفرده، وأنه طالب بودن، في الاجتماع الأخير الذي جمعهما، بضرورة مصارحة الشعب بحقيقة الوضع. وشدد على أن الوضع السياسي هو مفتاح الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية.

من جهة أخرى، طالب زعيم حركة «النهضة الإخوانية»، راشد الغنوشي، بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في تونس، للخروج مما وصفها ب«الأزمة السياسية»، إثر الإجراءات الاستثنائية للرئيس سعيّد.

لكن ناشطين ومراقبين اعتبروا أن الدعوة لا تعدو كونها محاولة للهروب من المحاكمات الخاصة بالفساد وتمويل الإرهاب، خاصة بعد تسريب معلومات تؤكد تورط «النهضة» وبعض الأحزاب الأخرى في ملفات فساد، تتعلق بتلقي تمويلات أجنبية ونشر أجندات مشبوهة.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"