عادي
تحت شعار «صناعة الأثر»

«اجتماعية الشارقة» تنظم ملتقى التطوع الأول

13:39 مساء
قراءة 4 دقائق
9

الشارقة: الخليج

نظم مركز الشارقة للتطوع في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، ملتقى التطوع الأول تحت شعار «صناعة الأثر» والذي يتزامن انعقاده مع اليوم العالمي للتطوع، والذي يصادف تاريخه 5 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، صباح أمس الأول الأحد، في جامعة الشارقة -كليات الطب، وتضمن مشاركات من القيادة العامة لشرطة الشارقة ووزارة الصحة، لكونهما تشكلان خط الدفاع التطوعي الأول في مواجهة جائحة كورونا، إضافة إلى ممثلين من جامعة الشارقة، والجهات والهيئات والدوائر الحكومية والاتحادية.
وفي كلمة الافتتاح هنأت حصة الحمادي، مدير مركز التطوع، دولة الإمارات لمرور خمسون عاماً على تأسيسها، موجّهة التهنئة إلى قيادتنا الرشيدة التي استطاعت الحفاظ على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الاتحاد، طيب الله ثراه، في التقدم والرقي والازدهار لتغدو إماراتنا الحبيبة في مصاف الدول الأولى.
وقالت، قبل خمسة أعوام، وبتوجيهات من سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أطلقت الدائرة «مركز الشارقة للتطوع» بمشاركة مؤسسات عدة، حكومية واتحادية وخاصة ، لبلورة شكل جديد للعمل التطوعي في الإمارة واعطائه طابعاً رسمياً، وتنظيم العمل التطوعي ونشر ثقافته بين أفراد المجتمع ومؤسساته والخروج به من أطر الجهود الفردية إلى العمل الجماعي، والمؤسسي، وكان المركز مظلة للأعمال التطوعية في الإمارة، ووضع له صياغة خاصة بالعمل التطوعي وشروطاً وأسساً وأهدافاً وغايات، لنصل إلى هدفنا وهو المساهمة في تحقيق التكافل الاجتماعي والتلاحم المجتمعي في إمارة الشارقة.
وأضافت، على الرغم من كوننا لا نزال في البداية، إلا أن الكثير من الإنجازات تحققت، وأهمها تأسيس قاعدة عريضة من المتطوعين، بحيث وصل عدد المسجلين في المركز إلى 19008 وها نحن اليوم نحتفي بمؤتمرنا الأول الذي اخترنا أن يكون شعاره «صناعة الأثر»، لتعريف أفراد المجتمع والمؤسسات بأثر التطوع في بناء المجتمعات، من خلال استعراض تجارب حية للتطوع، خاصة لتلك الجهات التي شكلت خط الدفاع الأول لجائحة كورونا والاستفادة من تجربتها.
يهذب الشخصية
وختمت كلمتها بالقول إن التطوع يرتقي بالإنسان ويهذب شخصيته، ويجعله سبّاقاً لمساعدة الغير من دون مقابل، وكما يرقى بالإنسان.. يرقى بالمجتمعات الإنسانية أيضاً، ويجعلها محبة للعطاء والخير، فلنكن جميعنا سباقين لمساعدة الغير للتقدم أكثر وأكثر لمجتمعنا، ولنشكل علامة فارقة مميزة في تاريخ التطوع من خلال غرس هذه القيمة في جيل اليوم وجيل المستقبل.
تخللت المؤتمر جلستان تناولت الأولى محورين، هما دور المؤسسات الحكومية في مجال العمل التطوعي في ظل جائحة كوفيد، وتناول المحور الثاني، دور الجامعات والمعاهد البحثية في طرح البرامج التخصصية في استدامة العمل التطوعي.
تحدث في المحور الأول العقيد علي سيف الذباحي نائب مدير مركز بحوث الشرطة في القيادة العامة لشرطة الشارقة، الذي تناول تجربة الدولة خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الإمارات واجهت كورونا باستراتيجية شاملة وكوادر عاملة ومتطوعة ووعي مجتمعي. مؤكداً أهمية العمل بفريق واحد بين هذه الأطراف لكونها العنصر الأساسي لمواجهة الفيروس.
ونوه بدور القيادة الرشيدة للدولة، خاصة رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلّون هَم» التي كان لها الأثر الكبير في نفوس المواطنين والمقيمين، كما أن تكامل مؤسسات المجتمع، الأهلية والعامة والخاصة، ودور المتطوعين، هو ما جعل الإمارات من أوائل الدول التي استطاعت مواجهة كورونا، وجعلت تجربتها محط إعجاب واهتمام العالم. وعدد الذباحي الحملات والمهام التي كانت منوطة بهم خلال الجائحة والتي تم التعامل معها وفق استراتيجية وطنية مدروسة، كبرنامج التعقيم الوطني، والمحاجر الصحية، وغيرها. منوهاً بأن عدد المتطوعين قد ارتفع خلال الجائحة.
سبب نجاحنا
من جانبها، تناولت الدكتورة أميرة الخاجة، مدير الرعاية الصحية الأولية في الشارقة، تجربة القطاع الصحي مع المتطوعين خلال جائحة كورونا الذي كان كثيفاً على الرغم من خطورة الموقف وصعوبته، حتى من الطاقم الطبي، حيث تطوع المئات منهم في فنادق العزل والحجر أولاً، ولم تكن التجربة سهلة علينا لكوننا لم نمر بمثل هذه التجربة من قبل، وكنا بحاجة إلى طاقم إداري كبير للتسجيل، وأخذ البيانات، وأيضاً في أماكن الفحص، ثم التطعيم، وكان المتطوعون سبباً رئيسياً في نجاحنا وإتمام مهامنا.
وعلى صعيد المراكز الصحية، فعلى سبيل المثال، كنا نستقبل 300 مراجع، أو مريض يومياً، ولكن في الجائحة ارتفع العدد إلى الألف.

دور الجامعات
وفي المحور الثاني، استعرضت الدكتورة آلاء الطائي أستاذ علم الاجتماع المشارك في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة الدور الريادي لجامعة الشارقة في استدامة العمل التطوعي، نظرة للاستراتيجية والتطبيق، حيث تناولت نماذج من جوانب السلوك التطوعي المستدام بجامعة الشارقة في عدد من النقاط، منها وضع جامعة الشارقة استراتيجية الجامعة 2019-2024 هدفاً أساسياً في دمج الطلبة مع بيئة الجامعة والمجتمع المحلي من خلال عدد من الإجراءات، من أهمها تفعيل الأنشطة اللاصفية ضمن محور التعليم والتعلم، والتي فعّلت العمل التطوعي من خلال حلقاته متنوعة الاهتمامات، من ضمنها دائرة الاستدامة للشراكة المجتمعية التي نفذت عدة مبادرات لترسيخ العمل الاجتماعي التطوعي، منها مبادرة ساعة تطوع استهدفت طلبة جامعة الشارقة وأعضاء الهيئة التدريسية بها.
كما كرست الجامعة جهودها لاستدامة العمل التطوعي من خلال مراكزها البحثية، بما يؤكد دور الجامعة في الشراكات البحثية للمجتمع المحلي التي تستهدف تفعيل سياسات التنمية من خلال تنشيط مفهوم المسؤولية الاجتماعية عن طريق تعزيز التعاون بين كل من المنظمات العامة والجامعة.

الجلسة الثانية
وطرحت الجلسة الثانية محورين، استعرض الأول أفضل الممارسات والتجارب في العمل التطوعي، وتناول المحور الثاني، أثر العمل التطوعي في بناء المجتمعات، وشارك في المحور الأول الدكتور جاسم الحمادي الأمين العام لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، مستعرضاً تجربة جائزة الشارقة للتطوع، وقال: إن التطوع سمة يفخر بها كل إنسان متطوع، لكوننا مجتمعاً مسلماً ومترابطاً، ولدينا العادات والتقاليد التي تجعل التطوع فينا. ولكن في عصرنا دخل عليه التطوير والتنظيم والهيكلة للعملية التطوعية.

رسالة سماوية
كما شارك عبدالعزيز السندي رئيس جمعية البحرين للعمل التطوعي في فعاليات الملتقى، عبر رسالة إلكترونية للمشاركين في الملتقى، متوجهاً بداية بالتهنئة لكل المتطوعين بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، واصفاً التطوع بكونه رسالة سماوية للتكافل الاجتماعي، وصفة يسود بها العالم بالحب والود والصفاء، كما أنه يثري ويساهم في بناء المجتمعات وتقدمها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"