اقتناص الفرصة العلمية

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

هل العلم متقدم جدّاً، أم لا يزال يحبو؟ جواب كلا السؤالين البصم بالعشر تحقيقاً وتصديقاً. التسارُع خارق. بين أرسطو، ونظرته إلى العالم، وبين جاليليو ألفا سنة. بعد إسحق نيوتن بثلاثة قرون بزغت النسبية العامة وفيزياء الكم وتوسّع الكون. في النصف الأخير من القرن العشرين، تألقت المعلوماتية، اكتشاف الحمض النووي، غزو الفضاء، العلوم العصبية، الشبكة العنكبوتية، تطوير الذكاء الاصطناعي. صار العقد أو الخمس سنوات أو حتى العام، كفيلًا بإحداث تحولات كبيرة. الجيل الخامس للاتصالات مثلاً، سيتسنى به ربط مليون جهاز في الكيلومتر المربع.
اليوم يوجد عشرات الملايين من العلماء والخبراء في شتى ميادين العلوم، لكنهم لا يعرفون شيئاً عن أمور في غاية الأهمية. مثلاً: 95% من مادة الكون و(طاقته) لا يعرفون عنها مثقال ذرة. النسبة مضحكة. بعبارة أدق، لو انكشف المحجوب، لصار لزاماً أن نمحو جل العلوم والكثير من المعارف ونعيد كل شيء على نحو مختلف. ما أروع تلك المقولة الفرنسية الساخرة: «جهل الناس موسوعي». الدماغ الذي في جماجم العلماء، لا يعرفون شيئاً يذكر عن أهم المهم فيه: أين توجد الذاكرة؟ بعضهم تصور أن تكون في المشابك العصبية، ولكن هذه ليس فيها خزائن ولا مخازن، حتى تضع فيها آلاف الكتب التي قرأها العقاد أو ويل ديورانت. قال القلم بدعابة: هل فكر العلماء في احتمال أن تكون مخزنة في مكان أو زمكان ما على طريقة سحابيّة (كلاود)؟ فالحوسبة السحابية تيسر على مستخدم الشبكة أن يحفظ ملفاته على الخوادم (السرفرات) فتخف الوطأة على قرصه الصلب.
هكذا انتهت المباراة بالتعادل، واحد، واحد، فالعلم متقدّم جدّاً، ولا يزال في الخطوة الأولى. هذه فرصة رائعة. بتفاؤل حذر، حين ينعتق العقل العلمي العربي، ويقتحم آفاق البحث العلميّ وإنتاج العلوم، ستكون الدول الرائدة علميّاً، قد سبقته في «التسخين»، لأن العوالم العلمية التي على الإنسان ارتيادها تشكل البحر الذي أخذ منه قطرة أو قدر كشتبان. تخيّل أن العلماء في نهاية القرن التاسع عشر، كانوا يتصورون أن الفيزياء لم يعد فيها شيء قابل للاكتشاف. بعد هنيهة فوجئوا بسلسلة من القوانين والنظريات الفيزيائية، التي غيّرت مفهوم الكون والحياة والإنسان. أليس هذا هو الزمن الأنسب لاقتناص الفرصة العلمية؟.
لزوم ما يلزم: النتيجة القلميّة: التربية المتخلفة تضع العلوم في دماغ الطفل. التربية الرائعة تعدّ دماغ الطفل لإنتاج العلوم. افهموها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"