فقط.. من يَقرأ؟.. ومن يَكتب؟

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

مرحلة السبعينات الأدبية، وبخاصة الشعرية والقصصية في الإمارات، لم تُقرأ بمستوى مهني متخصص لا من جانب نقاد إماراتيين ظهروا بعد السبعينات، ولا من جانب نقاد عرب أو نقاد عرب مقيمين في الدولة.
في هذه النقطة، نأخذ في الاعتبار أن الكتّاب الإماراتيين الذين صدرت لهم مؤلفات شعرية وقصصية في أوائل ثمانينات القرن العشرين؛ هم في الواقع كتّاب سبعينيون كانوا قد كتبوا شعراً وقصة ورواية في السبعينات أو بأواخرها، لكن جرى نشر هذا الأدب وطباعته في كتب بداية الثمانينات، وبهذا التوصيف، فإن جزءاً من الكتابات الأدبية الصادرة في أوائل الثمانينات في حقيقته أدب سبعيني، وإن كان قد صدر في الثمانينات.
هذه المرحلة الأدبية المتداخلة في ما بين السبعينات ونهاياتها، وما بين الثمانين وأوائلها لم تُقرأ جيداً، على الرغم من وجود ظاهرة أدبية إماراتية مُتعيّنة في تلك المرحلة المتداخلة، والشواهد البرهانية على هذا الرأي كثيرة، أولها ما هو موثّق في كتاب «كلنا، كلنا، كلنا نحب البحر» الصادر عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وهو إصدار للاتحاد يضم باقة من الكتابات القصصية للعديد من الأسماء القصصية النسائية بشكل خاص. هناك قصص نشرت في هذا الكتاب التوثيقي القصصي الثمانيني كانت قد كتبت في السبعينات، بعضها في 1972، و1974، و1979، إن لم تخن الذاكرة، ولكن لكي لا تخون الذاكرة، فالكتاب موجود في مكتبة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وأصدر الاتحاد منه طبعة ثانية. ومرة ثانية، يستطيع كل من يريد قراءة أدب السبعينات الإماراتي القصصي تحديداً، أن يعود إلى هذا الكتاب، ويقرأ فيه مضامين إنسانية، حياتية، مبكرة، تستحق التوقف عندها.
لماذا أكتب كل هذه المعلومات، ولماذا أؤكد ضرورة قراءة تلك المرحلة السبعينية والثمانينية؟. 
ببساطة لأن تلك المرحلة هي حجر أساس لمن يريد كتابة التاريخ الثقافي للأدب في الإمارات، وسوف يشير هذا التاريخ بكل حقيقية وواقعية إلى أن الشعر والقصة القصيرة في الإمارات، من حيث البدايات تتوازى تماماً مع بدايات هذا الأدب في الكثير من البلدان العربية، فما كان يُكتب من قصة قصيرة في الإمارات في السبعينات؛ لا يختلف في قيمته التاريخية والفنية والأدبية عما كان يُكتب في الكثير من البلدان العربية.
مرة ثانية أعود إلى التاريخ، وإلى السبعينات. صدرت مجموعة «أشرعة وأمواج» للشاعر الإماراتي د. أحمد أمين المدني في 1973، وهي المجموعة الثانية له، أما مجموعته الأولى (حصاد السنين)، فقد صدرت عام 1968.
صدرت المجموعة الشعرية الأولى لحبيب الصايغ عام 1980، لكن قصائد هذه المجموعة كتبها الصايغ في السبعينات. أصدر القاص والشاعر عبدالله صقر مجموعته القصصية «الخشبة» عام 1975، وفي العام نفسه صدر له ديوان شعر بعنوان «اغتراب في زمن مسلوب»، والكتابان صدرا قبل أكثر من 46 عاماً عن مطبعة «بن دسمال» في دبي.
أصدر راشد عبدالله النعيمي روايته «شاهنده» في عام 1971.. تاريخ ثقافي إماراتي موثّق، فقط.. مَن يَقرأ؟.. ومن يَكتب؟.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"