عادي
بحضور مكتوم بن محمد وصناع القرار والمستثمرين

الإمارات تفتح الطريق للتكامل الاقتصادي الخليجي مع الآسيان

17:49 مساء
قراءة 4 دقائق
الإمارات تفتح الطريق للتكامل الاقتصادي
دبي: «الخليج»

شهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، جانباً من فعاليات النسخة الأولى من المنتدى العالمي للأعمال لدول «الآسيان» الذي تنظمه غرفة تجارة دبي، بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، تحت شعار «شراكات اقتصادية عابرة للحدود».
وقد حضر سموه، جلسة بعنوان «تحول جذري.. من بناء التكتلات الاقتصادية إلى تنمية الروابط العالمية»، تحدث خلالها الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وداتو ليم جوك هوي، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، حول سلسلة التحولات والتغيرات العميقة التي شهدتها الرابطة والإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية.
وقد تطرق الدكتور ثاني الزيودي، إلى أهمية انعقاد إكسبو 2020 دبي في هذا الوقت تحديداً الذي يشهد استعادة الاقتصادات لعافيتها، والبدء في الخروج من أزمة الجائحة، مؤكداً أن هذا الحدث العالمي يمنحنا فرصة تعزيز الشراكات والعلاقات مع مختلف الدول، لاسيما أنه يشهد مشاركة نحو 192 دولة.
وشدد الزيودي على أهمية منطقة دول «الآسيان»، نظراً لعدد سكانها الكبير وإجمالي ناتجها المحلي الضخم؛ الأمر الذي يوفر فرصاً هائلة للتعاون مع دولها لتطوير سلاسل التوريد وإبرام الشراكات. ونوّه بأن دولة الإمارات تنظر بإيجابية إلى هذه المنطقة التي تتمتع دولها باقتصاد يبلغ حجمه نحو 3 تريليونات دولار، مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي البالغ حجم اقتصادها تريليون دولار، الأمر الذي يجعل التكامل بين اقتصادات دول المنطقتين أمراً حيوياً ومثمراً لمختلف الأطراف.
وأشار إلى النموذج اللوجستي المتطور في منطقة دول «الآسيان»، وفرص الاستثمار الأجنبي الكبيرة التي تقدمها، مشيداً بجهود غرفة دبي لتعزيز شراكة دولة الإمارات معها والتي جعلت الدولة من بين أهم المستثمرين فيها، لاسيما مع الإعلان مؤخراً عن حزمة من المشاريع والشراكات والاتفاقيات المخطط لها للعام المقبل.

«الآسيان»: الإمارات رائدة في التمويل المستدام والاقتصاد الأخضر والطاقة والتنمية والابتكار

 وخلال الجلسة، أكد داتو ليم جوك هوي، الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، أهمية دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي على وجه الخصوص، بالنسبة لدول «الآسيان»، مشدداً على أن هذه الأخيرة تعتبر مكاناً مميزاً للاستثمار في العديد من المجالات، ومنها الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، بفضل عدد سكانها الكبير الذي يناهز 660 مليون نسمة.
واختتم داتو حديثه بالإشارة إلى الفرص الواعدة التي يمكن لدولة الإمارات ودول «الآسيان» التعاون لاغتنامها، وذلك في قطاعات التكنولوجيا الخضراء، والبنية التحتية الخضراء، والطاقة، وربط سلاسل التوريد، لاسيما أن دولة الإمارات تتمتع بمقومات رائدة في مجالات مثل التمويل المستدام والاقتصاد الأخضر والطاقة والتنمية والابتكار.

ريم الهاشمي: 70% من الاستثمارات الخليجية في دول «الآسيان» إماراتية

وأكدت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المديرة العامة لإكسبو 2020 دبي، في كلمة لها خلال المنتدى حملت عنوان «دعوة إلى التعاون»، مضي دولة الإمارات قدماً في تعزيز استثماراتها ضمن دول «الآسيان»، ومواصلة تفوقها في هذا المضمار، مشيرة إلى أن الإمارات تستحوذ على نحو 70% من الاستثمارات الخليجية في هذه الدول.
وشددت على أهمية انعقاد المنتدى لبحث آفاق تعزيز التعاون بين دولة الإمارات ودول «الآسيان»، لاسيما أنه يتزامن مع لحظة تاريخية فارقة للدولة تتمثل في انعقاد إكسبو 2020 دبي. كما نوهت بأن دول الخليج العربي عموماً تتصدر جهود الاستثمار في دول «الآسيان» التي تضيف بدورها، قيمة يبلغ حجمها نحو مليار دولار على الاقتصاد العالمي.
وتطرقت إلى العلاقات الوثيقة التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي بدول «الآسيان»، مستشهدة باتفاقية التجارة الحرة للمنتجات الغذائية مع سنغافورة، والعديد من الاتفاقيات الأخرى التي وقعتها شركات في دولة الإمارات مع دول «الآسيان» في مختلف المجالات الصحية والمالية واللوجستية والغذائية وغيرها.

عمر العلماء: البنية التحتية الرقمية للإمارات قوية وتتميز بالسرعة والأمان 

وفي جلسة بعنوان تسخير التكنولوجيا من أجل المستقبل، تحدث عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عن إمكانية توظيف وتسخير التكنولوجيا والابتكار في تطوير اقتصادات قائمة على المعرفة.
وأكد أن دولة الإمارات متفائلة بنمو الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة مع منطقة «آسيان» خلال المرحلة المقبلة، حيث تمتلك رابطة دول جنوب شرق آسيا، إمكانات قوية وهي شريك رئيسي لدولة الإمارات.
وأوضح أن مجتمع الأعمال والشركات في الدولة يدرك التقدم التكنولوجي الكبير للإمارات والذي جعل منها مركز أعمال جاذباً في المنطقة، حيث أثبتت الإمارات بفضل رؤية قيادتها الثاقبة، قدراتها المتطورة في هذا المجال وخاصة خلال فترة الجائحة، مع التحول السريع والمباشر لقطاعات التعليم والخدمات الحكومية إلى رقمية بالكامل.
وأفاد بأن الإمارات تستقطب أكثر من 62% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في شركات الاقتصاد الرقمي في المنطقة، نظراً لتوفيرها بنية تحتية رقمية قوية، تتميز بالسرعة والأمان، والقدرة على التأقلم السريع مع مختلف المتغيرات بالاعتماد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، من خدمات الجيل الخامس، ونظام البلوك تشين، والبيانات الضخمة وغيرها.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه استقطاب الاستثمارات في مجال التكنولوجيا في المنطقة، تكمن في عدم الفهم الكافي لدى المستثمرين حول أهمية التكنولوجيات المتقدمة وقدراتها الكامنة التي تدعم سهولة الحياة وتعزيز بيئة الأعمال، مشيراً إلى دور غرفة دبي في تسريع وتيرة تبني التكنولوجيا لدعم التجارة الرقمية في إمارة دبي، كما أن هناك تنسيقاً وتعاوناً كبيرين جداً ضمن نفس الإطار على المستويات المحلية والاتحادية في دولة الإمارات.

الغرير: 3300 شركة من دول «الآسيان» في دبي بنمو 35.5% مقارنة بعام 2018

وفي كلمة له خلال المنتدى، قال عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي: «تخطى عدد شركات دول منطقة الآسيان المسجلة في عضوية غرفة دبي، والعاملة في الإمارة 3300 شركة، بنمو نسبته 35.5%، مقارنة بعام 2018، وهو ما يعد دلالة قوية على أهمية سوق دبي وجاذبيتها للشركات من منطقة «الآسيان» التي تجد في الإمارة سوقاً واعداً بالفرص المتميزة لأنشطتها، ومركزاً استراتيجياً للتوسع وإدارة عملياتها في المنطقة».
وأضاف: «بلغ حجم التجارة غير النفطية بين دبي والآسيان في السنوات الخمس الماضية، قرابة 110 مليارات دولار (404 مليارات درهم). ومع ذلك، فهناك إمكانات هائلة لتوسيع التجارة الثنائية بشكل أكبر، والاستفادة من أوجه التعاون الحالية».
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"