القائد القدوة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

نعيش في زمن يحتاج فيه شبابنا وأطفالنا إلى الكثير من الجهد، لإيجاد قدوة ونموذج مشرّف يسيرون على نهجه لبناء مستقبل مشرق وناجح، ليس لقلة النماذج الإيجابية؛ بل لكثرة السلبيات الطاغية، والآتية من كل اتجاهات العالم، وتفرض نفسها على الأبناء، وتحاول بطرق شتى، جرفهم نحو تيارات، منها ما يهدم كل القيم، ومنها ما يحرّض على التمرد، ومنها ما يحثّ على الإرهاب، ومنها ما يدفعهم نحو «وهم تغيير» هو في الحقيقة هدم لكل المبادئ والأخلاقيات والعادات وتفتيت المجتمعات. 
القدوة، مسؤولية يتحمّلها من يمتلك الوعي بأهمية الرسالة التي يحملها، ومدى تأثيره في كل إنسان، وأنه سيكون مصدر إلهام لأي طفل ومراهق وشاب، هو من يفكر في كل خطوة وكل كلمة وكل تصرف نابع منه، ومدى انعكاسه على الأفراد، وانتقال هذا الانعكاس من الأفراد إلى المجتمع ومنه إلى المستقبل. 
ليس كل زعيم أو مسؤول أو قائد في العالم قدوة صالحة، وليس كل أب أو أم، النموذج الصالح الذي يقود صغاره في الاتجاه الصحيح. وتيارات الانحدار في السلوك عالية عالمياً؛ لذا نتمسك اليوم بالقائد الحقيقي الذي يمتلك الحكمة والوعي، ويكون خير أمين على الأجيال الجديدة ونطمئن إلى أنه يقودها بلا شك إلى بر الأمان. 
في تطوع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاصطحاب مجموعة من طلبة المدارس خلال زيارته إلى «إكسبو 2020 دبي» ليشرح لهم ما يتضمنه جناح الاستدامة، وما هو «إكسبو» ومدى أهميته، مشاركة من سموّه بمناسبة اليوم العالمي للتطوع.
بغض النظر عن أهمية هذا اليوم، وأهمية التطوع نفسه الذي يمنح المتطوع راحة نفسية لا مثيل لها، ويغذّي لديه روح الشراكة والتعاون والأخوة، وينمّي مفهوم العمل الجماعي من أجل الإنسانية ومن أجل الحصول على مجتمعات صحية وسليمة، فإن مبادرة الشيخ محمد بن زايد، هي المثال الواضح لمواصفات «القائد القدوة» الساعي إلى أن يكون المثال الإيجابي الذي يترك بصمة واضحة وإيجابية في نفوس الناس، لا سيما الصغار. 
كيف نظر الطلاب إلى الشيخ محمد بن زايد وهو يسير معهم ويتجول ويتحدث ويشرح؟ هم يعلمون جيداً أنها ليست من مهامه، إنما تطوع ليجسد خير مثال للمسؤول وخير قدوة للأجيال الجديدة، وليؤكد أنه لا حدود لعمل الخير، وأن الصورة الإيجابية التي قدمها للطلاب ستبقى محفورة في أذهانهم، ولن ينسوا أبداً كيف يكون القائد قدوة وخير نموذج يُحتذى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"