كلنا متساوون

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

«حقوق الإنسان تتبع لكل شخص منا ولنا جميعاً بالتساوي»، جملة بسيطة تحمل كل معاني وحدود وطبيعة علاقاتنا ببعضنا البعض كبشر على وجه الأرض، وهي الجواب الأول والمختصر لأي سؤال عن «حقوق الإنسان» وماذا تتضمن؟ 
غداً هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، هناك من يحتفل به وهناك من لم يسمع به، هناك من يردد الكلمات وكأنها شعار فارغ من أي مضمون، مجرد سلاح يلوح به ويشهره في وجه من يضايقه دون أن يفهم معنى هذا القانون ومن أين جاء وأين ومتى يتم تطبيقه. فكم واحد أخذه حب المعرفة والاطلاع إلى قراءة بنود «قانون حقوق الإنسان»؟ وحين نقول «حقوق» لا بد أن يكون مقابلها واجبات، فكم إنسان يعرف ما له وما عليه؟ 
ما من عام مر منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام ١٩٤٨، كأول وثيقة قانونية تحدد حقوق الإنسان الأساسية، إلا والحقوق تنتهك في أكثر من بقعة على وجه الأرض، وتتدخل السياسة أحياناً في غير محلها لتغض الطرف عن جرائم ترتكب بحق شعوب ومستضعفين، والجرائم ليست محصورة بالحروب والقتل فقط، فالمجاعة جريمة ترتكب بحق ٤٥ مليون إنسان في ٤٣ دولة حول العالم، وسرقة الأعضاء والاتجار بالبشر وعمالة الأطفال والتمييز العنصري بين الشعوب.. كلها جرائم و«حقوق الإنسان» عاجزة عن الحد منها. 
هناك دول تتشدق بقانون حقوق الإنسان، وتستخدمه كالعصا التي تهدد بها الآخرين، بينما في الحقيقة ما زالت مجتمعاتها تعاني أقله من عنصرية التمييز بين أبنائها، بحسب اللون أو الإثنيات أو العرق والدين واللغة والرأي.. ودول أخرى تتمسك بالأخوة والإنسانية مثل الإمارات، وتطبقها فعلياً على أرضها، وفي كل تعاملاتها مع مختلف الدول والشعوب، وهي التي تستضيف على أرضها أكثر من ٢٠٠ جنسية، يمارس كل إنسان حقوقه ومعتقداته شرط أن يقوم بواجباته ويحترم بدوره حقوق الآخرين وحقوق هذه الدولة. 
من بنود قانون حقوق الإنسان أن «ثمة مسؤوليات على الأفراد أيضاً: فمن خلال استخدامهم لحقوقهم الإنسانية، يجب عليهم أن يحترموا حقوق الآخرين. ولا يحق لأي حكومة أو جماعة أو فرد القيام بأي شيء ينتهك حقوق الآخرين» ومن النقاط المهمة التي من واجب كل إنسان الاطلاع عليها ومعرفتها، «إن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة. وسواء أكانت حقوقاً مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي جميعاً حقوق متأصلة في كرامة كل كائن إنساني. وتبعاً لذلك، فإنها جميعاً تتمتع بوضع متساوٍ كحقوق. وليس ثمة شيء يدعى حقاً «صغيراً»، وليس ثمة تراتبية في حقوق الإنسان».
كلنا متساوون، وليس هناك أفضلية ولا تراتبية في بنود هذه الحقوق، وكلما تطور الإنسان وزاد فهماً وعلماً وابتكاراً، كلما توهمنا أننا سنحقق هذه العدالة والمساواة وننشر السلام بين البشر جميعاً. كلنا متساوون، هكذا يقول القانون، لكن ما تعيشه في الواقع كثير من الشعوب مختلف تماماً، وكأن البشرية تزداد أنانية وقسوة وتمييزاً وخلق حروب وصراعات وتشريد وتهجير وترهيب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"