عادي

نيكاراغوا تقطع علاقاتها الدبلوماسية بتايوان وتعترف ب«صين واحدة»

19:52 مساء
قراءة 3 دقائق
دينيس مونكادا وزير خارجية نيكاراغوا

ماناغوا - أ ف ب

أعلنت نيكاراغوا قطع علاقاتها الدبلوماسية بتايوان واعترافها ب«صين واحدة» تمثلها حكومة بكين، في قرار سارعت تايبيه إلى وصفه بأنه «مؤلم ومؤسف» لينخفض عدد البلدان التي تعترف بالجزيرة إلى 14 دولة.

وبينما تمر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بتوتر شديد، ردت واشنطن على هذه القطيعة بدعوة جميع الدول الديمقراطية إلى زيادة علاقاتها مع تايوان.

وقال دينيس مونكادا وزير خارجية نيكاراغوا: إن «جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأسرها، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية».

وأضاف: «إن حكومة الرئيس دانيال أورتيغا، تقطع اعتباراً من اليوم علاقاتها الدبلوماسية بتايوان وتوقف كل أنواع الاتصالات أو العلاقات الرسمية مع الجزيرة».

وسارعت وزارة الخارجية التايوانية إلى إصدار بيان قالت فيه: «أعربنا عن ألمنا الشديد وأسفنا لقرار نيكاراغوا الأحادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلدنا».

من جهتها، أكدت الوزارة الصينية إقامة علاقات دبلوماسية مع نيكاراغوا خلال اجتماع بين وفدي البلدين في تيانجين (شمال شرق).

وقالت الوزارة: إن «هذا اختيار جيد يتماشى مع التوجهات العامة وتطلعات الشعب، والصين ترحب به ترحيباً حاراً».

ويأتي هذا القرار المفاجئ في وقت شددت فيه الولايات المتحدة عقوباتها على رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا إثر الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفاز فيها بولاية رابعة على التوالي، بعد أن اعتقل جميع منافسيه.

وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان عن أسفها لهذا الانقسام الذي «يحرم شعب نيكاراغوا من شريك مخلص لنموه الديمقراطي والاقتصادي».

وأضاف البيان: «نشجع جميع الدول التي تولي أهمية للمؤسسات الديمقراطية والشفافية وسيادة القانون وتعزيز الرخاء الاقتصادي لمواطنيها، على تعزيز روابطها مع تايوان».

وكان التعاون بين تايوان ونيكاراغوا يشمل خصوصاً مجالات الصحة والزراعة والإسكان الاجتماعي. وقد تم تأسيس العديد من الشركات التايوانية في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى منذ تسعينات القرن الماضي.

دعم سياسي

وعند وصوله إلى السلطة في 2007، أعرب رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا وهو متمرد ماركسي سابق من جبهة التحرير الوطني الساندينية عن أمله في إقامة روابط مع الصين وتايوان في وقت واحد، لكن بكين ترفض هذه الفكرة.

وأقامت نيكاراغوا علاقات مع بكين خلال حكم الحكومة الساندينية الأولى (1979-1990)، لكن حكومة فيوليتا تشامورو (1990-1997) قطعتها لصالح تايوان، الوضع الذي استمر حتى الخميس.

ويرى أوسكار رينيه فارغاس مؤسس مركز دراسات الواقع القومي في ماناغوا أن هذا التغيير قد يكون نجم عن العقوبات الأمريكية، موضحاً أن أورتيغا قد يكون يسعى للحصول على «دعم سياسي من الصين» خوفاً من عزلة.

وتعترف 14 دولة فقط الآن بتايوان، حيث لجأت القوات القومية الصينية عام 1949 بعد هزيمتها على يد الشيوعيين.

وتعتبر بكين الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها ولا بد في نهاية المطاف من إعادة توحيدها مع البر الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر.

وتدهورت العلاقات بين بكين وتايبيه منذ 2016 حين فازت في الانتخابات الرئاسية في الجزيرة تساي إنغ ون التي تنتمي إلى حزب يؤيد استقلال الجزيرة.

ومنذ ذلك الحين انتزعت بكين من تايبيه الاعتراف الدبلوماسي من قبل ثماني دول، نصفها في أمريكا اللاتينية هي بنما والسلفادور وجمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا.

ولم يعد لتايوان في أمريكا اللاتينية سوى ثلاث دول تعترف بها هي هندوراس وغواتيمالا وبيليز.

وقال تيموثي ريتش الخبير في شؤون تايوان في جامعة كنتاكي الغربية إن خسارة نيكاراغوا كحليف رسمي لن يكون لها تأثير يذكر على تايبيه.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"