عادي
مارفيك بعد الخسارة الكارثية: لعبنا جيداً

«الأبيض» يودع كأس العرب ب «صدمة خماسية»

23:53 مساء
قراءة 5 دقائق
مشهد الفرحة القطرية وحسرة لاعبينا تكرر 5 مرات

متابعة: علي نجم
تلقى منتخب الإمارات الوطني صفعة في مشاركته في بطولة كأس العرب لكرة القدم التي تقام في الدوحة، حين ودع منافسات المسابقة من الدور ربع النهائي بالسقوط بخماسية نظيفة أمام المنتخب القطري المستضيف. لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع سيناريو الوداع بالصورة والأداء المتواضع لمنتخبنا، بل لم يكن أكثر المتفائلين من عشاق «العنابي» يتوقع أن يفوز منتخب بلاده على «الأبيض» في 45 دقيقة بخماسية، قبل أن يتوقف الاستعراض في الشوط الثاني بعدما تكفلت العارضة وعلي خصيف ومن ثم علي مبخوت في إيقاف العداد التهديفي.

انتهت الرحلة العربية ب«صدمة» جديدة وبخسارة تمثل زلزالاً قياساً إلى مراراتها التي كشفت مرة جديدة أن كرة الإمارات ليست بخير، بل إنها دخلت «العناية المركزة» دون أن تجد من يمدها بأكسير الحياة.

ماذا بعد؟

عقب السقوط في التصفيات المونديالية، وتعثر منتخبنا بالتعادل مع لبنان وسوريا والعراق، والخسارة من كوريا الجنوبية وإيران، وفي ظل كل الغضب الجماهيري والذهول من ضياع الأمل مبكراً بالوصول إلى العرس الكروي العالمي، خرج اتحاد اللعبة ليعلن التمسك بالمدير الفني.

خبرة المدرب، التاريخ، التجارب الناجحة، الهدوء، علاقته باللاعبين، كل تلك الأمور صبت في صالح بقاء مدرب أثبت للمرة المليون أنه يجيد «فن التلاعب» على الشارع الكروي، وعلى اللاعبين، والإعلام، بل وحتى المسؤولين الذين سبحوا مع المدرب في نفس التيار، سواء من خرج إعلامياً للدفاع عنه أو من عمل من خلف الستار بصمت ودون ضوضاء.

أثبتت الخماسية في استاد البيت القطري، أن البيت الكروي الإماراتي ليس بخير، وأنه آن الأوان لإيقاف ما يحصل من هدم البيت الكروي الذي تثبت الاستحقاقات أنه مجرد بناء من رمل، وأن كل ما يبنى من أحلام ومن خطط ومن إستراتيجيات ليس سوى مجرد أوهام تمر على الشارع الرياضي لأيام ويحلم بها لأسابيع، قبل أن يستيقظ على صدمة وصفعة كروية جديدة والواقع المر.

بين الأمس واليوم

في نهائيات أمم آسيا 2015 في أستراليا دك منتخبنا الوطني مرمى نظيره القطري في دور المجموعات برباعية، ليتأهل وصيفاً لمجموعته خلف المنتخب الإيراني، في حقبة كان يتولى بها المدرب المواطن مهدي علي قيادة «الأبيض».

وبعد تلك البطولة الأفضل للمنتخب، تحولت كل الأحلام إلى سراب، وأصبحت مواجهة «العنابي» كابوساً بعدما مالت الكفة لصالحه.

في نصف نهائي كأس آسيا 2019 ومع المدرب الإيطالي زاكيروني سقط منتخبنا بالأربعة، وهي النتيجة التي تكررت في كأس الخليج في الدوحة، قبل خماسية أمس الأول.

تصريحات وتناقضات

خرج المدرب الهولندي بتصريحات قمة في التناقضات، حين أشار إلى أنها المباراة «الأغرب والأصعب» في رحلته التدريبية، وكأنه شاهد عيان ومراقب لا يتحمل المسؤولية عن سوء ما وصل إليه حال منتخبنا الوطني، أو أنه ليس المسؤول الفني عن خيارات يبدو أنها «لا تركب على قوس قزح»، ولا تدخل عقل مشجع صغير السن! ولعل كلام المدرب بأننا «لعبنا جيداً لكننا ارتكبنا أخطاء» تأكيد على أن المدرب يمتلك خبرة «ذر الرماد في العيون»، فإذا كان اللعب الجيد يؤدي إلى خسارة بالخمسة، فهل نحتاج إلى خسارة بدرزن من الأهداف حتى يعترف المدرب القدير بأننا خضنا مباراة سيئة؟

الرحلة بالأرقام

وإذا كان الشارع يأمل أن يسارع اتحاد الكرة إلى التغيير أملاً في تعديل المسار وإنقاذ وضع الأبيض قبل الغرق في المزيد من الهزائم وسوء النتائج، فإن الأرقام تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرهان على المدرب الهولندي لن يكون صائباً، بل ولن يكون مقبولاً. وفي استعراض لحقبتي المدرب الهولندي الأولى والثانية، يتضح أن المدرب تولى قيادة منتخبنا الوطني في 21 مباراة رسمية بين تصفيات مونديالية وكأس الخليج وكأس العرب.

21 مباراة لعبها منتخبنا في حقبة الهولندي، حقق الفوز في 10 مباريات منها، بنسبة 49%، بينما مني بالخسارة في 8 مباريات مقابل التعادل في 3 مباريات.

ولأن الأرقام لا تكذب، فقد اثبت منتخبنا أنه لا يعرف الفوز على كبار القارة الصفراء في الحقبة الهولندية، وذلك بالدليل والأرقام التي نستعرض فيها الهزائم التي مني بها منتخبنا مع مارفيك والتي جاءت على الشكل التالي في المباريات الرسمية:

تصفيات آسيا والمونديال:

تايلاند- الإمارات: 2-1.

فيتنام- الإمارات: 1-صفر.

الإمارات- إيران: صفر-1.

كوريا الجنوبية- الإمارات: 1-صفر.

كأس العرب:

الإمارات- تونس: صفر-1.

الإمارات- قطر: صفر5.

خليجي 24:

الإمارات- العراق: صفر-2.

الإمارات- قطر: 2- 4.

المدرب الهولندي شاهد مباراة أخرى

أجمعت الآراء على أن الهولندي فان مارفيك مدرب الأبيض لم يشاهد مباراة الإمارات وقطر أو شاهد مباراة أخرى، وذلك بعد تصريحاته بأن منتخبنا لعب جيداً في الشوط الأول، وهو الشوط الذي شهد الأهداف الخمسة.

وقال المدرب فان مارفيك: أعتقد أنها التجربة الأولى الغريبة والصعبة التي أمر بها طوال حياتي في ملاعب كرة القدم، بعد خسارتنا بهذه النتيجة الثقيلة، رغم أننا بدأنا بشكل جيد».

وأوضح فان مارفيك: في الشوط الأول، لعبنا كرة جيدة، لكننا نحن من صنع هذه الأهداف للمنافس بما ارتكبناه من أخطاء ساذجة، وعندما أقول ذلك يبدو نوعًا من الجنون.

وأكمل: نحن فريق جيد، ولعبنا بثقة منذ البداية أمام قطر، وكنا الأفضل، ويبدو جنونًا عندما تقول ذلك، لكنني أكرر، نحن من سمح للمنتخب المنافس بالتسجيل والفوز، بمثل تلك الأخطاء الساذجة.

غضب في الشارع الرياضي: هذا المنتخب لايمثلنا

عاش الشارع الرياضي الإماراتي حالة غضب عارمة وهو يرى «الأبيض» في المباراة أمام قطر مثل ملاكم يخوض نزالاً ويتلقى اللكمات ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، وكان المشهد صادماً بالخسارة التاريخية الأقسى رسمياً على مر حقب المنتخب.

وكات لافتاً أن التعليقات خلال مجريات المباراة وبعدها جاءت أيضاً من ناشطين غير رياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد هالهم مشهد الأهداف الخمسة، وحالة الخضوع الفنية للاعبينا دون أي ردة فعل.

وكتب الكثيرون أن هذا المنتخب لا يمثلهم وأن من تواجد في مباراة قطر كتب على نفسه نقطة سوداء في سجله بالمشاركة في مهزلة خلاصتها تلقي المنتخب لأول مرة في التاريخ خمسة أهداف في شوط واحد.

وكتب الصحفي والكاتب محمد يوسف عبر «تويتر»: «ليلة سوداء بلا قمر أو بصيص أمل.. تحلوا بالشجاعة وارحلوا».

وقال المعلق عامر المري: «مهزلة كروية وكارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى».

وكتب الإعلامي موسى البلوشي: «الوجع ليس في خماسية في مباراة بكرة القدم، لكن المؤلم أن هناك من لا يخجلون من الفشل ولا يتوقفون عن بيع الأوهام للجماهير التي باتت أكثر وعياً وفهماً من باعة الأوهام ومحترفي المؤتمرات الكلامية».

وتابع «خسرنا عندما حولنا الكرة إلى مؤتمرات وخطط هي مجرد حبر على ورق».

وأراد البعض تجاوز الخسارة القاسية بتعليقات طريفة ممزوجة بالألم، ولاسيما بعد التأكيد من قبل مدرب ولاعبي المنتخب قبل اللقاء بأنهم درسوا المنتخب القطري جيداً، ليتم الرد من قبل المغردين «هذه نهاية الدراسة عن بعد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"