عادي
تسهم في زيادة مؤشرات النجاح

عطلة نهاية الأسبوع.. استرخاء لعقول الطلبة

23:52 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: أمير السني
القرارات الأخيرة التي صدرت بشأن العطلة الأسبوعية كان لها الأثر الواضح في نفوس الطلاب وأولياء أمورهم، وستؤدي إلى تغيير كبير في مسار العملية التعليمية المتميزة بازدحام الواجبات والمهام لدى الطلاب خلال فترة الدارسة طوال أيام الأسبوع، إضافة إلى الواجبات المنزلية والمذاكرة التي زاحمت وقت العطلة في آخر الأسبوع، وصار العديد من الطلاب يؤدون واجباتهم وتضيع عليهم بهجة العطلة والخروج مع الأسرة، بينما يهرب الآخرون إلى النوم والكسل وعدم أداء الواجب.

1

خبراء في مجال التربية أكدوا أن القرار الأخير بشأن العطلة التي أصبحت يومين ونصف اليوم وفي الشارقة 3 أيام، سيحدث تغييراً إيجابياً في الأداء الأكاديمي، وبالتالي ستتحسن المؤشرات التعليمية وستظهر نتائج أفضل بكثير من السابق.

يقول الدكتور محمد المجذوب الطاهر نائب عميد كلية الإنسانيات والعلوم في جامعة عجمان، إن قرار حكومة دولة الإمارات للنظام الجديد لأيام العمل والعطلة الأسبوعية بُني على فهم واضح لحاجات النفس البشرية، لما له من مردود كبير على الإنتاج البشري، فالعطلة الأسبوعية هي الطريقة المثلى لتحسين الأداء الإدراكي للإنسان، وليست مجرد وقت يقضيه الإنسان متوقفاً عن أداء ما اعتاد فعله بشكل عام؛ بل إنها ذات تأثير كبير ومهم في الصحة النفسية والعقلية والجسدية للإنسان، فالعديد من الدراسات النفسية والتربوية تؤكد أهمية العطلة الأسبوعية بالنسبة للطلبة والمعلمين على حد سواء، لما لها من تأثير إيجابي في أدائهم خلال فترة الدراسة؛ إذ تساعد في تحسين الانتباه وتعمل على تنمية الخيال والإبداع والتخلص من القلق والتوتر، ويكون الطالب قادراً على اتخاذ قرارات أفضل، وتكون رؤيته وتقييمه للأشياء أوضح، خاصة مع تمديد عطلة نهاية الأسبوع لتكون يومين ونصف اليوم.

1

وأضاف أن الجوانب التي ينبغي أن نهتم بتنميتها لدى الطالب متعددة، ولا تقتصر فقط على الجانب المعرفي، فالأسرة ينبغي أن تشارك بكفاءة في تنمية الجوانب الأخرى من شخصية الطالب، والتي لا تقل أهمية عن الجانب المعرفي مثل الجوانب الوجدانية والاجتماعية والشخصية والحركية، وتأتي العطلة الأسبوعية فرصة جيدة للوالدين للمساعدة في تنمية هذه الجوانب.

ولو نظرنا للتجربة الفنلندية، فإن عدد الساعات التي يدرسها الطلبة في الأسبوع تعادل عشرين ساعة فقط، ويعد نظام التعليم في فنلندا من أفضل نظم التعليم في العالم حسب تقارير التنافسية العالمية.

وفي دراسة حديثة أجريت في جامعات، أكدت أن الأسبوع المدرسي المؤلف من أربعة أيام فقط، يعزز التعلم وأن طلاب المرحلة الابتدائية الذين لم يذهبوا إلى المدرسة سوى أربعة أيام في الأسبوع، حققوا معدلات أفضل في مادة الرياضيات من الآخرين.

تحسين الأداء

1

ويوضح الدكتور وليد مقابلة، الخبير التربوي، أن تمديد الإجازة الأسبوعية لتصبح يومين ونصف اليوم، وفي الشارقة 3 أيام، يبعث الكثير من المؤشرات الإيجابية لدى الطلاب الذين يستقبلون يومهم الدراسي بنشاط وحماسة، وتختفي ظواهر الروتين والتكرار الممل يومياً، بسبب ركوب الحافلة والحصص الدراسية المتتالية والمشاكل الدراسية والإرهاق الذهني والنفسي، وتجدد الحيوية وتبعث على الإقبال على الحصص المقبلة، وبالتأكيد هناك واقعية وتجديد وبعث الهمم والإقبال على الدراسة برغبة وقبول، وتُضعف احتمالات الكسل والخمول في بداية الحصص الأولى، بسبب الراحة والمتعة التي يشهدها الطلبة في العطلة الأسبوعية الطويلة، والإقبال مباشرة على الدراسة والمذاكرة بعد عدة ساعات، وأهمية الإجازات الرسمية ومدلولاتها التربوية الإيجابية.

إن استمرارية ستة أيام متتالية للدراسة والتعليم في نفس النمط والروتين المدرسي شيء يبعث على الملل والخمول، ولذلك تكون هناك لهفة وتشوق للعطلة الأسبوعية، بهدف الاستمتاع والراحة النفسية والذهنية. وأشير إلى أهمية العادة في استقرار السلوك والقيم، والعمل المتواصل دون ملل أو سلبية، أما اتساع مساحة الإجازة فقد يدفع بالطالبة إلى ممارسات وسلوكيات جديدة تبعدها عن هذه العادات التي تعودت عليها.

ويؤكد عبد الرؤوف الجابري المرشد الأكاديمي، أهمية المتابعة والإرشاد والتوجيه من جانب الأسرة للطلاب في العطلة الأسبوعية، لما لها من مردودات ونتائج سلبية على العملية التعليمية مثل الكسل والخمول وعدم الإقدام والرغبة في نشاط آخر غير الذي تعود عليه الطالب، وهو في حالة استرخاء وترفيه، وتوجيه اهتمامات الطالب نحو الدراسة والتعلم والتثقف إلى جانب الترفيه والنشاط الهادف، ولكي يستفيد الفرد من الإجازة على أفضل حال.

وعلى الطالب أن ينظم الوقت، حيث يكون هناك وقت محدد للراحة، ووقت آخر لأداء هواية أو نشاط محبب له، وبذلك يمكن العودة إلى النشاط والمدرسة بشهية مفتوحة وطاقة فعالة جبارة، ويجب استغلال كل دقيقة في الإجازة بما لا يتعارض مع الأسرة، كما يجب على الآباء مشاركة الأبناء في تنظيم وقت الإجازة، بأن تكون هناك فترة للعب على الكمبيوتر والإنترنت، ووقت للقرآن وللصلاة، ووقت لتنمية مهارات جديدة أو تقوية بعض نقاط الضعف بأخذ بعض الدورات التدريبية التي لا يمكن الالتحاق بها أثناء وقت العمل وعدم جعل وقت الإجازة بدون استغلال.

والطلبة الذين يذهبون إلى المدرسة 4 أيام في الأسبوع أكثر سعادة، ويظلون سعداء طوال العام الدراسي، ويتطلعون إلى الذهاب إلى المدرسة كل يوم، وعادة ما يكون هناك إرهاق أقل من السابق، ما يسمح لهم بالتركيز أكثر على عملية التعلم.

راحة نفسية

ويشير عبيد اليماحي التربوي، إلى أن الإجازة الأسبوعية في فترة الدراسة هي أكثر وقت حماسي للعائلة والطلاب خصوصاً، فهو وقت الانطلاق والخروج على الروتين الأسبوعي والبعد عن المذاكرة والاستيقاظ باكراً. وتنظيم الوقت خلال الأسبوع هو ما يجعل الإجازة رائعة، فإذا وضعت الأم جدولاً زمنياً لإنهاء المذاكرة والواجبات المدرسية قبل نهاية الأسبوع، سيكون هذا أفضل بكثير من تخصيص وقت الإجازة في الذهاب إلى دروس التقوية أو في أداء الواجبات المدرسية، فهذا يقلل كثيراً من طاقة الطفل ويجعله في حالة ملل مستمر.

ومن الجيد أن نرسخ في أذهان الطلبة أن أيام الإجازة هي أيام العائلة، ولكي يحدث ذلك يجب أن تبذل العائلة مجهوداً كي يحب الأطفال هذا الوقت، ويرغبون في المزيد منه، من خلال القيام بأنشطة وألعاب مختلفة، والخروج معهم أو السفر في بعض الأحيان، وأخذ كثير من الصور وصنع الذكريات، كل هذا يجعل الطفل في حماس دائم لقضاء الإجازة مع العائلة.

وتشير دراسة علمية حديثة إلى أن الإجازة هي الطريقة المثلى لتحسين الأداء الإدراكي للإنسان، فهي ليست مجرد وقت يقضيه الإنسان متوقفاً عن أداء ما اعتاد على فعله بشكل عام؛ بل إنها ذات تأثير كبير ومهم على الصحة النفسية والعقلية والجسدية للإنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"