التحول الإماراتي العميق

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

يواصل مؤشر المعرفة العالمي في نسخته الخامسة، دوره الجوهري في رصد التحولات المعرفية في 154 دولة، من بينها 16 دولة عربية، مع انضمام العراق السودان وفلسطين للقائمة. إذ أسفرت جهود فريق العمل المتواصلة تحت مظلة الشراكة الدولية بين مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عن نتائج مهمة في قطاعات رئيسية شملت التعليم، والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، بناء على 232 مؤشراً فرعياً، بغرض توجيه صناع السياسات والباحثين ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لتكوين مجتمعات أساسها المعرفة.
لقد تصدرت سويسرا قائمة الدولة العالمية للمرة الخامسة على التوالي في المؤشر، وحسب المقاييس فهي تمكنت من الحفاظ على مكانتها في جودة التعليم وضمانه للجميع، ومستوى الإنفاق عليه في المراحل ما قبل الجامعية وما بعدها، بالإضافة إلى التعليم التقني والتدريب المهني. كذلك تقدمت في المؤشرات الأخرى، وأهمها البحث والتطوير والابتكار، على مستويات قطاع الأعمال، القطاع الحكومي والمؤسسات غير الربحية. أما في مؤشر الاقتصاد فهناك جوانب مرتبطة بالتنافسية، الانفتاح الاقتصادي والتمويل.
«التنمية في تغير دائم كما الأولويات والقيم» ما يتطلب تغييراً على مستوى التفكير المستقبلي، وتحليل البيئات والاستثمار في الممكنات. وتضرب دولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجاً عربياً رائداً بتقدمها في المؤشر العالمي حيث حلت في المرتبة الحادية عشرة، وتصدرها قائمة الدول العربية في مجالات المؤشر كافة، ومن بينها البيئة التمكينية التي تشمل محاور مثل الحوكمة، والبيئة الاجتماعية والاقتصادية، والصحة والبيئة. كما أن أهم أسباب هذا التحول الإماراتي العميق كامنة في الفكر القيادي، الذي يقود سعياً شاملاً لبناء مستقبل أفضل، لكل مقيم على هذه الأرض وأبنائه من بعده، فهناك توظيف جيد للبنية التحتية المعرفية، واتخاذ حازم لإجراءات من شأنها أن تحمي حقوق الإنسان والأرض، إضافة إلى التخطيط بعيد المدى لوضع الاستثمارات البشرية والمادية والمعنوية في أماكنها الصحيحة.
إن نتائج هذا المؤشر تؤكد الحاجة الماسة إلى تعاون استراتيجي بين دول العالم، لتضييق الفجوة خصوصاً في القطاعات المعرفية، حيث تشير إلى أن هناك أكثر من 3 مليارات شخص غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت أو المشاركة الحقيقية في بناء المجتمع العالمي، ما يعزز الدعوة إلى توجيه مصبات الاستثمار العالمي لصالح دعم هذه الفئة، ما يجمع القوة الكامنة في «الذكاء الجمعي العالمي» لمواجهة التحديات المستمرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"