عادي
شارك في تأليفه أربعة كتّاب

«قصر للكريسماس».. قصة تقليدية تحيّر الجمهور

22:37 مساء
قراءة 4 دقائق
Untitled-1
254874
أجواء تفاهم وتنافر بين البطلين
ملصق الفيلم
إسراف في الزينة والديكور
A-Castle-For-Christmas-1

مارلين سلوم
ديسمبر/ كانون الأول، هو شهر الأفلام العائلية الرومانسية المبهجة، يُعد له صناع السينما باقة من الأعمال المفعمة بالعواطف التي تصلح للمشاهدة من الأعمار كافة، والسبب معروف، حلول عيد الميلاد ورأس السنة واجتماع العائلات والأحبة خلال هذه الفترة، خصوصاً أن الزينة التي تملأ الشوارع والبيوت في الغرب وتنشر البهجة في كل مكان، تشكل ديكوراً رائعاً وعنصراً أساسياً، سواء في الشكل أو في مضمون القصة لمثل هذه النوعية من الأعمال. وفي جعبة «نتفليكس» مجموعة أفلام منها «قصر للكريسماس» الذي أثار تفاعل الجمهور منذ بدء عرضه حديثاً، وعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أما الأسباب فهي متعددة.

لا عبقرية في أي من أفلام الكريسماس الرومانسية، بل معظمها يدور في فلك واحد، وتتوقع سلفاً ما الذي سيحصل ما إن تلتقط أول خيوط القصة، وتكمل المشاهدة رغم يقينك بأن النهاية لا بد أن تكون سعيدة، وتسلك نفس طريق «العقدة الرومانسية» بوقوع مشكلة بين البطلين وانفصالهما، ثم «يفاجئ» أحدهما الآخر بالعودة. ولعل «قصر للكريسماس» يتضمن الكثير من المشاهد واللقطات التي أصبحت تقليدية وأساسية في هذه النوعية من الأعمال، لكنه أيضاً يملك السحر الكافي ليجعلك تشاهده، وتستمتع وتسترخي خصوصاً أنه يدخل عليك البهجة ويحثك على الضحك ببساطة.

ما تستغربه هو وجود هذا العدد من الكُتّاب لفيلم بسيط، كيم باير جونسون، ألي كارتر، نيل إتش دوبروفسكي، وتيبي دوبروفسكي، بينما تولت ماري لامبرت الإخراج، ولم تكن مهمتها صعبة، لأن الفيلم لا يتطلب كثرة التنقل بين أماكن تصوير كثيرة، وأغلبيته محصورة بين قصر«دان دانبار» الذي تم تصميمه خصيصاً للفيلم، وبين التصوير الداخلي في الفندق السكني، ولقطات خارجية في اسكتلندا. دائماً يشكل الثلج خلفية رائعة وديكوراً طبيعياً يريح النظر، وتزيده الإضاءة وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة بريقاً ورونقاً، فما بالك وقد تعمدت ماري لامبرت «البذخ» بشكل لافت في تزيين القصر، سواء من الداخل أو من الخارج، فضلاً طبعاً عن الزينة التي نشرتها في الشوارع وأماكن التصوير الداخلية الأخرى.

تنطلق الأحداث من استعداد الكاتبة الأمريكية المشهورة صوفي براون (بروك شيلدز)، لإجراء مقابلة تلفزيونية حول أحدث رواياتها. مقدمة البرنامج هي ضيفة شرف الفيلم درو باريمور التي تمر مروراً سريعاً في بداية العمل، وفي نهايته فقط؛ تسأل ضيفتها صاحبة الروايات الأكثر مبيعاً، لماذا تخلصت من بطل سلسلتها الرائعة وينستون؟ ما أثار غضب جمهورها، بينما استغربت الكاتبة هذا الاستنكار وانفعلت من دون أي اعتبار إلى أنها ضيفة في برنامج يبث مباشرة على الهواء، ولم تتمكن من السيطرة على أعصابها، خصوصاً حين اتهمتها المذيعة بأنها قتلت البطل انتقاماً من الرجال، وردّاً على طلاقها حديثاً، ومواصلة طليقها حياته وهو على وشك الزواج بامرأة أخرى.

لم تتمكن صوفي من السيطرة على أعصابها فصرخت في وجه الجمهور لأنه لم يقدّر أنها اختارت ميتة سهلة للبطل ولم تدعه يتعذب بوسائل، عدة مثل التسمم بالزئبق، أو أن يكون طعاماً لأسماك القرش.. بعد هذه الحلقة «الفضيحة» التي صارت على كل لسان وانتشر الفيديو على كل المواقع الاجتماعية، تقرر صوفي السفر إلى اسكتلندا للإقامة في قصر دان دانبار، واستلهام قصة جديدة بأجواء مختلفة خلال إجازة الكريسماس. خاصة أنها سبق وزارت القصر في طفولتها لأن والدها كان وأسرته يعملون فيه ولسنوات طويلة.

أساطير الطفولة

طالما هناك فيلم رومانسي، وقصر، وحكايات مثل أساطير الطفولة، لا بد أن يكون هناك أحد أفراد السلالة المالكة للقصر، ولا بد أن يكون رجل جذاب ومميز، مثل كاري إليوس، الذي يجسد دور مايلز دوق دان دانبار. الدوق ليس لطيفاً بل متعجرف، مغرور، يعمل في كل شيء حتى في تنظيف القصر، كي يتمكن من تسديد ديونه المتراكمة التي ورثها عن أبيه، وكي ينقذ أهل قريته من التشرد. وكالعادة، يأتي اللقاء الأول بين صوفي ومايلز مفاجئاً، يليه تنافر وتحديات متتالية ومحاولات مستميتة من قبل الدوق لإبعاد الكاتبة المشهورة عن القصر، طمعاً في الحصول منها على الأموال من دون التزام الدوق بالتخلي عنه ومغادرته.

وعلى عكس الدوق، يرحب سكان القرية بالكاتبة التي يحبون رواياتها، ويحاولون مساعدتها بشتى الطرق، خصوصاً أنها جميلة وطيبة، وتمد يد العون للجميع، وأدخلت البهجة إلى قلوب الجميع، وأحيت الغناء والرقص من جديد في القرية.

تقرر صوفي شراء القصر بعد علمها برغبة الدوق في بيعه لتسديد الديون، وبسبب شدة احتياجه للمال، يوافق على مضض، ويعمل ما بوسعه كي يجعلها تترك القصر هرباً من اهتراء جدرانه، وانقطاع الكهرباء وشدة البرودة.

تؤدي الأدوار الثانوية مجموعة من الممثلين الذين يمنحون العمل لمسة كوميدية محببة، خصوصاً آندي أوشو في دور مايسي التي تدير الفندق وتصبح صديقة لصوفي، ولي روس الذي يؤدي دور توماس خادم مايلز ورفيقه الدائم، وهو حبيب مايسي السابق، ونستكمل قصتهما التي تتطور خلال الفيلم.

ساعة و38 دقيقة لا ملل فيها، كثير من اللقطات نتوقعها قبل حدوثها ورغم ذلك نستمتع بالمشاهدة، كما نستمتع بأداء الثنائي بروك شيلدز وكاري إلويس. شيلدز (56 عاماً) نجمة الثمانينات والتسعينات والتي كانت عارضة أزياء منذ طفولتها، تحتفظ بجمالها الطبيعي، واللافت أنها تظهر على الشاشة بكل تجاعيد وجهها ورقبتها، ولم تجر أي عمليات تجميل، أو شد، أو حقن، لا فيلر ولا بوتوكس، أو غيرهما. الأداء ما زال سلساً وحضورها محبباً.

الفيلم منعش ومريح، والغريب أن الجمهور انقسم في التعبير عن رأيه فيه، والأغلبية علقت على تقييم الفيلم بأنه محيّر، لا يمكن القول إنه ممتاز، ولا يمكن القول أيضاً إنه سيئ، تحب مشاهدته ولكن لن يفوتك شيء إن لم تشاهده. من المؤكد أن الهدف من الفيلم هو التسلية لا الدخول في منافسة في حلبة الأوسكار، أو أي من المهرجانات السينمائية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"