التزام مشترك

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ أيام تعرفنا عن كثب على أحوال التعليم على مستوى العالم في ظل جائحة كورونا؛ أزعجنا ملايين الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحصول على حقهم في التعليم، بسبب تداعيات الفيروس، وتواضع الإمكانيات، وعدم قدرة الحكومات في أوطانهم على بناء جسور تُمكن مسيرة العلم والمعرفة من الاستمرار.
التكنولوجيا كانت سيدة الموقف في زمن الجائحة، إذ إنها بلغت قمة التمكين، وباتت الوسيلة الرسمية والمعتمدة لتشغيل وتفعيل منابر العلم في بعض المجتمعات التي لديها بنية تحتية قوية «تقنياً»، ولكن الإغلاق الكامل للمدارس، وصعوبة وصول الإنترنت في بعض البلدان، عصف بحقوق ملايين الأطفال في التعليم.
في الواقع قدمت قمة «ريوايرد» للعالم وجبة دسمة من التحديات التي يواجهها التعليم بمعلميه ومتعلميه، إذ إن الوقائع والأرقام التي تم طرحها كانت كفيلة بأن تكشف عن مرارة الأزمة التي يعانيها قطاع التعليم على مستوى العالم، ويكفي أن لدينا أكثر من 250 مليون طفل محرومون من التعليم في مختلف الدول، بسبب كورونا وتداعياتها وآثارها التي ابتلعت الأخضر واليابس.
من هنا تأتي أهمية القمة التي انتهزت تجمع دول العالم في «إكسبو2020 دبي»، وجاءت تروي آلام التعليم في مختلف البلدان والمجتمعات، وتبحث في التحديات، وتركز لإيجاد خطط عاجلة للإنقاذ، وابتكار طرائق جديدة لتمويل التعليم العالمي، وفق استراتيجيات وآليات مستحدثة تعزز مستوياته، وتُمكن الدول الفقيرة من تعليم أبنائها.
على الرغم من أن المعطيات التي استحوذت على مشهد التعليم العالمي في ظل جائحة كورونا «مزعجة ومقلقة»، إلا أن مخرجات ومبادرات وتوصيات القمة بعثت فينا الأمل من جديد، إذ تواصلت العقول، واجتمع القادة ورؤساء الدول على الالتزام بتوفير حلول ناجعة لقضايا التعليم، وتحويل تحدياته إلى فرص، من خلال تعهد مشترك من شأنه إحداث تغيير في مجال التعليم، لتمكين الأبناء حول العالم من حقوقهم في العلم والمعرفة.
إن تصديق 19 من قادة الدول والحكومات على بيان القمة، الذي يعدّ تعهداً بتأمين ما يعادل 200 مليار دولار لتمويل التعليم خلال السنوات الخمس المقبلة، يعد مؤشراً إيجابياً يدعو إلى التفاؤل من جديد، إذ يبث في نفوس الأجيال الطمأنينة والأمل، لاسيما الذين حرمتهم كورونا من مواصلة تعليمهم.
نعم، «التمويل الذكي» أيضاً مبادرة جادة جمعت الشراكة العالمية من أجل التعليم والبنك الإسلامي للتنمية، لتوفر نصف مليار دولار لرفع المعاناة عن أكثر من 28 مليون طفل في 37 دولة، تغيبوا عن التعليم خلال الجائحة.
تعليم الأبناء حول العالم مسؤولية مشتركة، تجمع الحكومات والبلدان، ونحن نؤيد بقوة الآراء التي تنادي بتضافر الجهود وتوحيد الرؤى والتخطيط، لإنقاذ الأطفال من براثن الجهل والأمية مهما كانت الظروف والجوائح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"