عادي

موسكو تعرض شروطها للحد من نفوذ «الناتو».. وواشنطن ترد

19:00 مساء
قراءة 3 دقائق
جين ساكي

موسكو - أ ف ب
عرضت روسيا، الجمعة، مقترحات للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأبدت واشنطن استعدادها لمناقشة المقترحات بالتشاور مع الأوروبيين.
ويأتي نشر هذه الوثائق على خلفية التشنجات المتعاظمة بين موسكو والدول الغربية، بشأن أوكرانيا المجاورة لروسيا. ويتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا.
وتعليقاً على هذه الاقتراحات، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه «لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين».
وصرح مسؤول أمريكي كبير بأن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة هذه الوثائق حتى لو تضمنت أموراً معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «إذا شنّ عدوان آخر على أوكرانيا، فستكون له عواقب وخيمة، وسيكون مكلفاً للغاية».
وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما «معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية» و«اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء» في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفييتية السابقة.
ومن غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علناً وثائق عمل كهذه؛ إذ إن التكتم يسمح عموماً بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدماً للصحافة هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية، إنه من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون.
واقترح بدء مفاوضات اعتبار من السبت 18 ديسمبر/كانون الأول، موضحاً أن موسكو عرضت على الأمريكيين عقدها في جنيف.
صفحة بيضاء
من جهته، وقال المسؤول الأمريكي الكبير: «نحن مستعدون لمناقشة هذه الوثائق حتى لو تضمنت أشياء معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقدم الأسبوع المقبل اقتراحاً ملموساً في شكل أكبر بشأن صيغة النقاشات بعد التشاور مع حلفائها الأوروبيين.
وتقع كل من الوثيقتين في أربع صفحات وتتضمنان تسعة وثمانية بنود على التوالي.
وقال ريابكوف إن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي- الغربي في الغياب التام للثقة المتبادلة، مع الأخذ في الاعتبار السياسة العدائية لحلف شمال الأطلسي في جوار روسيا.
واعتبر المسؤول أن الأمر هو لاستئناف العلاقة استناداً إلى صفحة بيضاء.
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن دعا الثلاثاء، إلى مفاوضات فورية حول الضمانات التي ينبغي أن تقدم لأمن روسيا.
وفي محادثات عبر الإنترنت مطلع ديسمبر، طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن، ضمانات قانونية كهذه.
ومن بين التزامات أخرى، تحظر هذه المعاهدات على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفييتي السابق ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، من دون أيضاَ استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي معها.
ويتعهد بموجب الالتزامات كل أعضاء حلف شمال الأطلسي عدم الاستمرار في توسيع الناتو وعدم القيام بأي نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى.
وقالت ساكي، الجمعة: «لن نساوم إطلاقاً على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصاً حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي».
غير واقعية
ويشكل توسع حلف شمال الأطلسي ليشمل جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفييتي خطاً أحمر بالنسبة لموسكو، بيد أن أوكرانيا وجورجيا مرشحتان للانضمام إلى الحلف.
بدوره، قال الخبير الروسي كونستنتان كالاتشيف إن الاقتراحات التي عرضت الجمعة: «غير واقعية. وسينظر إليها الأمريكيون على أنها جولة دعاية لتحويل الأنظار عن تصرفات موسكو وتسليط الضوء على سلوك حلف شمال الأطلسي».
وأضاف أنه من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر أن التهديد لا يأتي منها وأنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا أو بدء حرب على الولايات المتحدة.
وتتهم واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، موسكو بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تحضيراً لغزو محتمل وتهدد روسيا بعقوبات غير مسبوقة.
وينفي الكرملين تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من حلف شمال الأطلسي الذي يسلح كييف ويزيد من انتشاره العسكري في منطقة البحر الأسود.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"