«أمازون» خارج فوضى سلاسل التوريد

21:24 مساء
قراءة 3 دقائق
1

كاتي سكولوف *
لسنوات مضت، انتهجت شركة «أمازون» سياسة استئجار سفن حاويات شحن وطائرات خاصة بها لتتحكم بشكل أفضل في الرحلة المعقدة للطلب عبر الإنترنت. واليوم، ومع الذعر الذي ينتاب تجار التجزئة جراء فوضى سلاسل التوريد، تجنب عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، بفضل تحركاته المبكرة تلك، طوابير الانتظار الطويلة على أرصفة أكثر موانئ البلاد ازدحاماً في لونج بيتش ولوس أنجلوس، وبات بإمكانه التحكم في المكان الذي تذهب إليه البضائع.
وقال محلل الشحن البحري ستيف فيريرا: «هناك 79 سفينة انتظرت 45 يوماً لإفراغ حمولتها في ميناء لوس أنجلوس، في حين انتظرت سفن أمازون يومين فقط. لقد استفادت الشركة حقاً من بعض الاستراتيجيات المتخصصة التي يحتاج السوق إلى توظيفها».
ومع ذلك، شهدت «أمازون» ارتفاعاً بنسبة 14% في السلع غير المتوفرة في المخازن، ومتوسط زيادة في الأسعار بنسبة 25% منذ يناير/ كانون الثاني 2021، وفقاً لمنصة إدارة التجارة الإلكترونية «كوميرس آي كيو». ففي النهاية عندما تكون هناك زيادة في كلفة النقل، يتم تمريرها إلى المستهلك.
وسعت «أمازون» بقوة للسيطرة على عمليات الشحن المرتبطة بها، وأنفقت من أجل هذه الغاية أكثر من 61 مليار دولار في عام 2020، ارتفاعاً من 38 مليار دولار في العام الذي قبله. واليوم، تشحن الشركة 72% من منتجاتها الخاصة، مقابل نحو 47% في عام 2019. حتى تولت زمام الأمور بالكامل للمرة الأولى عبر صنع حاويات شحن خاصة بها يبلغ طولها 53 قدماً في الصين. في وقت يشهد نقصاً في الحاويات بسبب فترات الانتظار الطويلة، وما رافقها من ارتفاع في أجور النقل من أقل من 2000 دولار قبل الوباء، إلى 20 ألفاً في بعض الحالات مؤخراً.
وقال فيريرا: «امتلكت أمازون ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف حاوية على مدار العامين الماضيين، فقد كنت أتتبعها. وعندما تصل هذه الحاويات إلى الأراضي الأمريكية، وبمجرد تفريغها، يتم استخدامها في النظام المحلي ونظام السكك الحديدية. وليس على أمازون إعادتها إلى آسيا كما تجري العادة». ورست بالفعل سفينة شحن تدعى «Star Lygra» في ميناء هيوستن في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مملوءة بحاويات «أمازون».
من الواضح أن «أمازون» بدأت استكشاف أعمال الشحن البحري الخاصة بها منذ عام 2015 عندما سجلت أوراق اعتمادها لأول مرة لدى اللجنة البحرية الفيدرالية. ثم في عام 2017، بدأت العمل بهدوء كوحدة شحن عالمية بالتعاون مع شركة صينية، ما ساعد على نقل البضائع عبر المحيط لبائعيها الآسيويين الذين يدفعون ليكونوا جزءاً من برنامج «Fulfilled by Amazon» أو مشروع «Dragon Boat».
وعلى غرار أمازون، استأجر هذا الموسم عدد قليل من بائعي التجزئة الرئيسيين الآخرين أمثال «وولمارت»، و«كوستكو»، و«هوم ديبوت»، و«تارجيت» سفن شحن خاصة بهم لتجاوز أزمة ازدحام الموانئ وتفريغ بضائعهم في وقت أقرب. وللمفارقة، لم يكن الغرض الحقيقي من أغلبية هذه السفن عند بنائها هو نقل الحاويات، لقد كانت في الحقيقة مخصصة لنقل الأخشاب والمواد الكيميائية والحبوب والمنتجات الزراعية. ولكن نظراً للفكر الإبداعي والبراعة، فضلاً عن نقص المساحة، حوّلت «أمازون» وغيرها من الشركات الذكية بعض هذه السفن متعددة الأغراض إلى مستوعبات للحاويات الفولاذية.
وبالنسبة إلى بعض السلع ذات الهامش الأعلى، تتجنب أمازون الموانئ تماماً من خلال استئجار ما لا يقل عن عشر طائرات تشق المسافات البعيدة لنقل كميات أقل من البضائع مباشرة من الصين إلى الولايات المتحدة بسرعة أكبر. إذ يمكن أن تحمل إحدى طائرات «بوينج 777» نحو 220 ألف رطل من البضائع.
وفي ظل الاستقالات والتعيينات الكثيرة التي حصلت مؤخراً، تتطلع الشركات إلى الإبداع في آلية جذب العمالة، ومن السبل المتاحة لذلك مكافآت التوقيع، وهي مبالغ مالية تقدمها الشركة إلى الموظفين المحتملين كحوافز للانضمام، إضافة إلى زيادة الأجور.
ولمحاربة نقص العمالة وتحسين سمعة أعباء العمل، قدمت أمازون مكافآت انضمام بنحو 3000 دولار لجميع العمال الموسميين الذين يقومون بأعمال التفريغ والتحميل والفرز والتعبئة ممن وظفتهم الشركة هذا العام وعددهم 150 ألفاً في أكثر من 250 منشأة جديدة في الولايات المتحدة فقط، مقابل 100 ألف عامل العام الماضي. وهو مؤشر واضح على أن أمازون خططت مسبقاً للخروج من عنق زجاجة سلسلة التوريد بيسر وسهولة.

* منتجة وكاتبة حول الاتجاهات الكبرى في صناعة التكنولوجيا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"