عادي
مستثمر رائد طور مفهوم تحوّل الشركات العائلية

ماجد الفطيم.. نموذج رجل الأعمال الحالم والمسؤول

01:39 صباحا
قراءة 5 دقائق

دبي: حمدي سعد

رحل رجل الأعمال الإماراتي، ماجد الفطيم، يوم 17 ديسمبر 2021، عن عمر ناهز 86 عاماً، تاركاً إرثاً كبيراً ودروساً لكل رائد أعمال ورجل استثمار حالم في الإمارات والمنطقة عموماً.

إسعاد الناس

حلمُ ماجد الفطيم كان «تحقيق أسعد اللحظات لكل الناس، كل يوم»، وعبر مجموعة شركات «ماجد الفطيم»، حقق رجل الأعمال حلمه، ببناء مؤسسة مهنية رفيعة، تحولت نموذجاً لتطوير الشركات العائلية.

كان رجلاً حالماً بكل ما للكلمة من معنى، تمتع بالجرأة والإقدام وأراد تقديم الأفضل لمجتمعه وللذين يعيشون ويعملون ويستمتعون في الأماكن والمساحات التي تحمل اسمه.

واليوم، تُعدّ علامة «ماجد الفطيم» تراثاً يمثّل ثقافة مؤسس الشركة وإرثه ورؤيته للمستقبل، ومنذ إنشائها شركة مستقلة في 1992، وحتى اليوم تُعدّ رمزاً للشركة العائلية المنفتحة على الاستثمار والتفوق والريادة بمعايير الإبتكار والتميز.

مستثمر لا تاجر

لم يقتنع ماجد الفطيم الشاب الطموح، بالعمل الوظيفي، ولا بالتجارة التقليدية التي يرثها عن أبيه، فسريعاً ترك الوظيفة في «بنك عمان» (بنك المشرق لاحقاً)، ولم يكن يرغب في العمل مع أبيه محمد وعمّه حمد في تجارة الأخشاب والأقمشة واللؤلؤ، فأراد الدخول في مجالات عمل جديدة، كتجارة السيارات التي بدأت تزدهر في الخمسينات، فحصل على توكيل سيارات «تويوتا»، وبدأ عمله بنجاحات متتالية لفتت المحيطين فيه، وكذلك نظر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي اختاره ضمن وفد يمثل دبي في المجلس الوطني الاتحادي، غير أن ريادة الأعمال في ماجد الفطيم كانت الشغف الذي يقود الشاب الذي يتطلع إلى نجاحات أخرى.

مبكراً، التفت ماجد الفطيم إلى قطاع بيع التجزئة، وحتى يستطيع أن يحصل على صفقة جيدة اشترى بعض الأسهم في شركة «كارفور» الفرنسية، ثم حصل على أفضل عقد وقعته «كارفور» مع أي شركة خارج فرنسا، وأسس سلسلة متاجر كارفور في الخليج والمنطقة وحتى آسيا، كما بدأ مسار الاستثمار طويل الأجل، من خلال سلسلة مراكز التسوق «سيتي سنتر».

ومن هنا انطلق ماجد الفطيم بمجموعته الخاصّة، التي تعنى بالتطوير العقاري ومشاريع التجزئة والترفيه.

الفرص الاستثمارية

ترك ماجد الفطيم إرثاً اقتصادياً مشرفاً وكبيراً في دولة الإمارات ودبي والعالم، سيخلده التاريخ بحروف من نور إحياءً لإنجازاته الطويلة في عالم المال والأعمال الذي أسهم بصورة كبيرة في رسم خريطة دبي الاقتصادية على مدار العقود الثلاثة الماضية، ومساهماً كبيراً في تهيئة الفرص الاستثمارية التي كان لها دور كبير في توفير مئات الآلاف من الوظائف.

اشتهر ماجد الفطيم بحسه الوطني الذي عبر عنه خير تعبير في مجال توظيف المواطنين الإماراتيين، وآخر مبادراته في هذا المجال، المساهمة الكبيرة في تحقيق أهداف برنامج «نافس» الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص لتعزيز مساهمتها في دعم برامج التوطين والأجندة الاستراتيجية لدولة الإمارات.

وإيماناً منه بأهمية تحفيز المزيد من مواطني الدولة على العمل في القطاع الخاص وتأكيداً على التزامها بتنفيذ بنود المبادرة التي أعلنت الشركة خلال سبتمبر/ أيلول 2021، أنها تستهدف إنشاء 3 آلاف فرصة وظيفية جديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة للإماراتيين الراغبين في بناء مسارهم المهني في القطاع الخاص.

يومها، وجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الحكومة بمنح مجموعة «ماجد الفطيم» الأولوية والأفضلية في العقود الحكومية، معرباً عن شكره لماجد الفطيم، وقال سموّه: «أعلن الأخ ماجد الفطيم عن توفير 3 آلاف وظيفة للمواطنين، له منا الشكر والتقدير. هناك شركات شريكة في الوطن وشركات تريد فقط الأخذ من الوطن، وجهنا الحكومة بأن تكون لشركات ماجد الفطيم أولوية وأفضلية في العقود الحكومية».

الثروة والمسؤولية

تمتع ماجد الفطيم بعقلية اقتصادية بعيدة النظر، جعلته يؤسس كيانات اقتصادية كبيرة داخل وخارج دولة الإمارات يشار إليها بالبنان، من حيث ضخامة الاستثمارات وحجم المشروعات التي تستشرف المستقبل وتسهم في تطور مناطق سكنية وتنعش عشرات القطاعات الموازية في عشرات المواقع في دولة الإمارات وخارجها.

اسم ماجد الفطيم يرتبط بكثير من المشروعات التجارية والاستثمارية التي جعلته يحتل مكانة بارزة كأحد أثرياء العالم والمنطقة، فيما سيذكر له تاريخ اقتصاد الإمارات أنه المساهم الأكبر في تغيير مفهوم قطاع التجزئة والتسوق في دولة الإمارات والمنطقة، عبر سلسلة من مراكز التسوق والترفيه متعددة الأحجام التي تنتشر في العالم.

ولمع اسم شركة «ماجد الفطيم»، في قطاعات تطوير وإدارة مراكز التسوق والمدن المتكاملة ومنشآت التجزئة والترفيه في المنطقة وإفريقيا ووسط آسيا، حيث تأسست شركة «ماجد الفطيم» كمجموعة مستقلة تحت قيادة ماجد الفطيم في العام 1992.

وصنفت مجلة «فوربس» ماجد الفطيم في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2021، بثروة تصل إلى 3.6 مليار دولار، لم تمنع صاحبها من أن يكون نموذجاً لرجل الأعمال المسؤول تجاه المجتمع، وهذا ما جعل من مجموعة «ماجد الفطيم» أن تكون من الشركات الرائدة في مجال الاستدامة.

ساهم ماجد الفطيم في رسم قصة نجاح المجموعة التي يعمل بها 43 ألف موظف من عشرات الجنسيات، وفق رؤية تجسّدت عبر كثير من مراكز التسوّق الحديثة والمبتكرة التي انطلقت من دولة الإمارات، لتتوسّع بعدها عبر 17 سوقاً منها: مصر، والمملكة العربية السعودية وعمان والبحرين والكويت وقطر والأردن ولبنان والعراق وباكستان وأرمينيا وجورجيا.

تمتلك مجموعة ماجد الفطيم، اليوم وتدير 28 مركز تسوّق و13 فندقاً أهمها «كمبينسكي مول الإمارات» في دبي، و4 مشاريع مدن متكاملة فضلاً عن كثير من المشاريع قيد الإنشاء وتتضمّن مراكز التسوّق التابعة، «مول الإمارات»، و«مول مصر»، ومراكز «سيتي سنتر»، ومراكز التسوق المجتمعية «ماي سيتي سنتر»، و 5 مجمّعات تسوّق بالشراكة مع حكومة الشارقة.

تجارة التجزئة

تتمتع مجموعة ماجد الفطيم بامتياز الاستخدام الحصري لاسم «كارفور» في أكثر من 30 سوقاً في المنطقة وإفريقيا وآسيا، وقد وصل عدد متاجر «كارفور» إلى 300، بينما يجري التوسع الجغرافي إلى 16 دولة مع دخول سوق أوغندا.

كما تدير 350 علامة تجارية، وصالات «فوكس سينما» ومراكز ترفيه عالمية من بينها «ماجيك بلانيت» و«سكي دبي» و«آي فلاي دبي» و«دريم سكيب» و«سكي مصر»، وغيرها.

سياسة التنويع

مجموعة «ماجد الفطيم» هي الشركة الأم لشركة متخصصة في الأزياء والتجزئة والمفروشات المنزلية والديكورات الداخلية، وتدير عدداً من أبرز الأسماء والعلامات التجارية في عالم الأزياء والمنزل. كذلك، تشغّل «ماجد الفطيم» شركة إدارة المرافق «إنوفا» عبر مشروع مشترك مع شركة «فيوليا»، العالمية الرائدة في إدارة الموارد البيئية.

اكتسب ماجد الفطيم أهمية عالمية بارزة وانتقلت مفاهيمه في قطاع التسوق إلى المنطقة وأسهمت في تطور المجتمعات العمرانية المدن داخل الإمارات وخارجها ولديه الكثير من النشاطات الخيرية. وتعد مجموعة ماجد الفطيم الشركة الأم لعددٍ من الأعمال التجارية الرائدة، بوصفها شركة تمويل متخصصة بإصدار عدد من البطاقات الائتمانية الاستهلاكية مثل «نجم» و«فوياجر». كما تعدّ المجموعة الشركة الأم لوحدة أعمال خاصة بالعناية والرعاية الصحية تضمّ شبكة مراكز «سيتي سنتر كلينيك».

وتمتلك المجموعة حقوق عشرات المتاجر العالمية ومن بينها «ليجو»، و«أميريكان جيرل» في منطقة الشرق الأوسط كما أنها تعمل في قطاع الأطعمة والمشروبات عبر شراكة استثنائية مع شركة «جورميه جلف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"