عادي
شكاوى بسبب التأخّر في الاستجابة

مدارس خاصة تثير حفيظة الآباء بطرق التواصل مع المعلمين

23:51 مساء
قراءة 6 دقائق

تحقيق: آية الديب
المدرسة مجتمع الطفل الثاني الذي يبذل جهوداً تضاف إلى جهود الآباء، لتنشئة أجيال واعية قادرة على قيادة المجتمعات نحو مستقبل مشرق يحقق الرقي والازدهار، ولتتكامل هذه الجهود بات التواصل بين الطرفين أمراً ضرورياً يصبّ في مصلحة الطلاب.

رصدت «الخليج» شكاوى لأولياء أمور طلاب في مدارس خاصة في أبوظبي، يعانون صعوبة التواصل مع إدارات مدارس أبنائهم، ومعلميها، وأشاروا إلى أن بعض المدارس تلزمهم بالتواصل معهم، عبر رسائل البريد الإلكتروني، والرد عليها، يكون بعد 3 أو 4 أيام عمل، وهو ما يؤثر في مستقبل الطلاب وتحصيلهم الدراسي.

أشار ذوو الطلبة، إلى أن بعض المدارس تستند إلى تطبيقات هواتف نقالة، للتواصل مع الآباء، وبعض هذه التطبيقات يتعطل أحياناً، فضلاً عن التأخر في الرد على تساؤلاتهم، وإخطارهم ببعض الأمور المرتبطة بتعليم أبنائهم، كجداول الامتحانات واحتياجات الطلاب إلى بعض الأنشطة والفعاليات التي تعقد في المدرسة بصورة متأخرة.

ولفتت بعض الأمهات إلى أنهن لجأن إلى إنشاء مجموعات على موقع «واتس آب» تضم أمهات الطلاب في كل صف، حتى يتبادلن التساؤلات والاستفسارات، وأنهن في حال عدم وجود إجابة تبعث أحداهن رسالة إلكترونية إلى المدرسة للتواصل بشأن هذا الأمر. فيما أكد مسؤولو المدارس، أن المدارس لا تستطيع إلزام معلمي مختلف الصفوف الدراسية بتزويد الطلاب بأرقام هواتفهم الشخصية، فتعتمد على رسائل البريد الإلكتروني في إرسال الرسائل الرسمية. وبخصوص شؤون الطلاب الأخرى عبر موقع «تليجرام» أو أحد تطبيقات الهواتف النقالة.

جداول الامتحانات

قالت ميسون عبدالله، (ربة منزل): أبنائي يدرسون في مدارس خاصة والتواصل مع مدارسهم متوافر، إلا أنه دائماً يكون متأخراً؛ فإذا رغبت في التواصل مع معلمة ابنتي، اضطر إلى إرسال رسالة رسمية إلى البريد الإلكتروني حتى تبلغ بأن أحد أولياء الأمور يرغب في التواصل معها، أو أتصل على أحد أرقام المدرسة لإبلاغها بذلك، ثم أنتظر استجابتها لطلبي وغالباً ما يكون الرد بين ثلاثة أو أربعة أيام عمل. وأضافت: هذه الآلية في التواصل غير مريحة، ولكني تعودت عليها، لكن الأمر الذي أثار غضبي وغضب أبنائي، قبل أدائهم امتحانات الفصل الدراسي الأول، تأخر المدرسة في إخطارنا بجداول الامتحانات؛ حيث أبلغنا بها، قبل أسبوع، وهو ما أثر في استعدادنا للامتحانات.

تطبيق للهاتف

هالة محمد قالت: لدي 3 أبناء في مراحل دراسية مختلفة، ونقلت أبنائي من إحدى مدارس أبوظبي الخاصة، إلى مدرسة أخرى، بسبب صعوبة التواصل مع المدرسة والقائمين على العملية التعليمية والتربوية فيها؛ ففي المدرسة الأولى كنا نتواصل مع المدرسة، عبر رسائل البريد الإلكتروني الخاص بالمدرسة، وأحياناً تصل وأخرى لا تصل، وقد يرد علينا الشخص المعني، بعد مرور أيام وقد لا يرد.

وأضافت: نتيجة للشكاوى المتكررة من صعوبة التواصل، أخطرنا بتوفير آلية جديدة تمكننا من التواصل معهم، وهي تطبيقات الهواتف النقالة. وفي بداية الأمر كان التواصل فعالاً مع القائمين على العملية التعليمية بهذا التطبيق.. وبعد مرور أشهر قليلة بدأت المشكلات في عدم الرد على تساؤلات أولياء الأمور وكانت تعزو إدارة المدرسة ذلك، إلى مشكلات في الإنترنت. ثم بدأت الأعطال في التطبيق نفسه، فأفقدتنا التواصل.

تواصل متأخر

فيما قالت أم راشد: يدرس ولداي في الحلقة الأولى بإحدى مدارس أبوظبي الخاصة وآلية التواصل مع المعلمين والتربويين في المدرسة متوافرة، لكن المشكلة تكمن في تأخّر التواصل؛ حيث تطلب معلمة ابني إحضاره بملابس معينة يوم الخميس، وتخطرني بذلك مساء يوم الأربعاء. وتطلب معلمة أخرى تجهيزه لنشاط معين، على أن يحضره معه في المدرسة في اليوم التالي، ولا تمنحني الوقت الكافي لتجهيز الخامات الخاصة بتنفيذ هذا النشاط. وأضافت: بعض المعلمين منحوني أرقام هواتفهم، للتواصل معهم في حال الحاجة إلى التساؤل عن أمر محدد، لكنهم لا يردون أحياناً، ونلتمس للمعلمين العذر في هذا الأمر، لانشغالهم في حياتهم الشخصية بعد مواعيد عملهم، ولعدد الطلاب الكبير الذي يتابعه كل معلم. واقترحت إلزام المدارس الخاصة بتحديد مواعيد لقاءات مع أولياء الأمور، على أن تعقد هذه اللقاءات دورياً، سواء كانت أسبوعية أو شهرية، وتكون عبر وسائل الاتصال المرئي، تطبيقاً للإجراءات الوقائية، وحتى تتناسب كذلك مع أحوال أولياء الأمور العاملين في مختلف القطاعات.

عمر الطالب

وقالت جيهان مصطفى: تختلف مشكلات التواصل بين ولي الأمر والمعلمين وفقاً لعمر الطالب، فطلاب الحلقة الأولى عادة ما يحتاج أولياؤهم إلى التواصل دائماً مع المعلمين، لأن الأطفال في هذه المرحلة لا يعبرون عن أنفسهم وما دار خلال يومهم في المدرسة واحتياجاتهم الدراسية بالصورة الكافية، أما طلاب الحلقة الثانية والثالثة فلا يحتاج أولياؤهم إلى التواصل مع المعلمين بصورة كبيرة، لقدرتهم على التعبير عن أنفسهم وإبلاغ أولياء أمورهم بمستجدات مجتمعهم المدرسي.

وأضافت: يلتحق أبنائي بإحدى مدارس أبوظبي الخاصة، والآلية المتبعة للتواصل ثابتة مع كل الطلاب. وفي حالة طلب ولي الأمر التواصل مع المعلم يحدد موعداً بين الطرفين ويجتمعان، وتراوح مدة الاجتماع بين 5 و 10 دقائق.

مجموعات للأمهات

وقالت رشا محمد: نظراً لأن التواصل مع المدرسة التي تلتحق بها ابنتي ذو إجراءات طويلة، عملت ولية أمر طفلة تدرس مع ابنتي في الصف نفسه، على إنشاء مجموعة على موقع «واتس آب» وأصبحت معظم الأمهات أعضاء المجموعة يتبادلن التساؤلات والاستفسارات. وفي حال عدم وجود إجابة تبعث إحداهن رسالة إلكترونية إلى المدرسة للتواصل بشأن الأمر.

وأضافت: فكرة هذه المجموعة كانت مميزة؛ حيث تساعد الأمهات مستهدفات على رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، لكننا في هذه المجموعات يواجهنا عائقان: أولهما أن إحدى الأمهات قد تقدم معلومة مغلوطة – دون قصد - لولية الأمر الأخرى، والعائق الثاني هو الإزعاج، لاسيما للأمهات العاملات، نظراً لتبادل الرسائل بين عدد كبير من الأمهات في مجموعة واحدة.

اجتماعات دورية

ومن الجانب الآخر قال خالد الحوسني، مدير إحدى مدارس أبوظبي الحكومية: هناك آليات متعددة للتواصل بين أولياء الأمور والمعلمين، وهي عبر البريد الإلكتروني، أو رقم الهاتف الخاص بالمدرسة، أو أحد تطبيقات الهواتف المحمولة المعنية بهذا الأمر.

وأضاف: ندرك رغبة أولياء الأمور في التواصل مع المعلمين والقائمين على العملية التعليمية، لكن لا نستطيع إلزام معلم بتزويد أولياء الأمور برقم هاتفه الشخصي، حفاظاً على خصوصيته واحتراماً لحياته الشخصية بعد انتهاء عمله، فإذا تطوع المعلم بتزويد ولي الأمر برقمه، فهذا يرجع إليه، وإذا لم يتطوع بذلك، فهناك خيارات أخرى تتيح لولي الأمر التواصل مع المدرسة وطرح جميع تساؤلاته.

وتابع: تعتمد المدارس على البريد الإلكتروني في إيصال الرسائل الرسمية الخاصة بجداول الامتحانات أو التعميمات الرسمية التي تصل إلى المدرسة، والتواصل في شؤون الطلاب الأخرى، بموقع «تليجرام» عبر مجموعات كل مجموعة تختص بصف دراسي أو عبر أحد تطبيقات الهاتف المحمول.

وأردف: بشكل عام تعقد المدرسة اجتماعات دورية مختلفة مع أولياء أمور الطلاب، ففي كل فصل يعقد اجتماعان مع ولي الأمر، أحدهما في بدايته والآخر في نهايته، فضلاً عن الحفلات واللقاءات الأخرى التي يستلزم عقدها خلال أيام الدراسة.

تطبيقات سهلة

إلى ذلك رأت نوال الرواشدة، مساعدة مدير إحدى المدارس الخاصة في أبوظبي، أن التواصل بالتزامن مع الوسائل التكنولوجية وتطبيقات الهواتف النقالة المختلفة بات أسهل وأسرع بين المعلمين والآباء، وأن طبيعة الرسائل التي يرغب المعلم في إيصالها إلى الطالب هي التي تحدد خصوصية الرسائل، ففي بعض الأحيان يحتاج المعلم إلى إرسال رسالة لجميع أولياء الأمور، فيضعها على شكل منشور في التطبيق الذي يتواصل مع أولياء الأمور عبره، حتى يتمكن الجميع من قراءته.

وقالت: في بعض الحالات يحتاج المعلم إلى التواصل مع ولي أمر طفل محدد، وهنا يلجأ إلى مراسلته عبر الرسائل الخاصة «Chating» في التطبيق نفسه، وأهم ما يميز التواصل بهذه التطبيقات، وصول الرسائل إلى الطرف الآخر في اللحظة نفسها، واختيار كل طرف الوقت المناسب له للرد عليها.

حالات طارئة

وقال أحمد حسن الحوسني، أخصائي اجتماعي في إحدى مدارس أبوظبي: يكون تواصل المدرسة مع ولي الأمر، وفقاً للحالة واحتياجاتها فإذا كانت طارئة نتواصل مع ولي الأمر هاتفياً، وفيما يتعلق بالشؤون التعليمية خلال فترة التعليم عن بعد كان يتم التواصل مع أولياء الأمور عبر موقع التواصل الاجتماعي «تليجرام».

وبعد عودة التعليم الصفي نتواصل مع أولياء الأمور في الشؤون المتعلقة بكل طلاب الصف عبر «تليجرام» ورسائل البريد الإلكتروني. وخلال الفصل الدراسي الأول عقدت مدرستنا مع أولياء الأمور 3 اجتماعات أحدها مباشر والآخران عبر أحد برامج التواصل المرئي.

وتابع: أغلب أعضاء هيئة التدريس يوافقون على منح ولي الأمر أرقام هواتفهم، وأولياء الأمور لا يتصلون على المعلمين بتكرار كما كان الوضع في سنوات سابقة، فالطرفان يفضلان التواصل عبر الرسائل، حتى يختار كل منهم الوقت المناسب له للرد عليها.

وبين أنه في حال اكتشاف حالة نفسية أو اجتماعية أو مادية لأحد الطلاب يتواصل مربو الصف مع الأخصائيين المعنيين، حتى يقدموا له الدعم المناسب، وفي بعض الأحيان يستوجب ذلك التواصل مع ولي الأمر للوقوف على احتياجات الطالب ومتطلباته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"