عادي

«أوميكرون»..وجه جديد «ضعيف» للوباء

20:25 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

في 24 نوفمبر الماضي تم الإبلاغ الأول عن ظهور متغير جديد من فيروس كورونا، والذي أُطلق عليه اسم أوميكرون، من دولة جنوب إفريقيا إلى منظمة الصحة العالمية؛ لينضم هذا المتغير إلى سابقيه من المتحورات الأخرى من الفئة المثيرة للقلق. يعني هذا أن السلالة مرتبطة بزيادة في قابلية الانتقال والحمل الفيروسي.ورغم التأكيدات المتتالية حول ضعف «أوميكرون» مقارنة بالمتحور «دلتا» إلا أن الأمر يحتم علينا جميعاً الانتباه لتجاوز أي تأثيرات ضارة لمتحورات «كورونا».

بعد الإعلان عن ظهور المتغير فرضت عدة دول حظراً على السفر على أمل احتواء الفيروس، ولكن لا يزال غير مؤكد ما إذا كان هذا الحظر سيؤدي إلى إبطاء الانتشار بشكل فعال. في هذا السياق، وفي تصريحات تناولتها مواقع عدة، تقول تارا سميث عالمة الأوبئة بجامعة ولاية كينت: «بما أن الحصان قد خرج بالفعل من الحظيرة فإن منع السفر لن يساعد؛ وهذا ما رأيناه من قبل ونراه الآن».

الجدول الزمني

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد كانت أول إصابة مؤكدة بالمتغير أوميكرون من عينة تم جمعها في 9 نوفمبر 2021، وخلال الأسابيع العديدة السابقة لهذا الإبلاغ ارتفعت أعداد الإصابة بكوفيد-19 في جنوب إفريقيا بشكل حاد مع ارتفاع عدد الحالات التي أثبتت نتائج إيجابية للمتغير الجديد.

على الرغم من أن العدد اليومي للحالات في تلك الدولة لا يزال منخفضاً، حيث تم الإبلاغ عن 2828 حالة يوم الجمعة 26 نوفمبر 2021، فإن السرعة التي يصيب بها هذا المتغير الشباب هنالك قد زادت من القلق بين المتخصصين في الرعاية الصحية، حيث شكلت الفئات العمرية من العشرينات والثلاثينات شريحة كبيرة من الحالات الشديدة التي تطلبت دخول المستشفى وأقسام العناية المركزة.

بعيداً عن جنوب إفريقيا اكتشف الباحثون أيضاً متغير أوميكرون في بوتسوانا وهونغ كونغ وبلجيكا وإسرائيل وألمانيا وبريطانيا وجمهورية التشيك والنمسا وإيطاليا، ونظراً لانتشاره السريع في جميع أنحاء العالم فقد تم اكتشاف 13 حالة إضافية في هولندا واثنتين في أستراليا واثنتين في الدنمارك. الجدير بالذكر أن الحالات ال 13 التي تم رصدها في أمستردام بهولندا تم العثور عليها بين أشخاص على متن رحلتين من جنوب إفريقيا يوم الجمعة 26 نوفمبر، وكانت هذه هي الحال أيضاً بالنسبة للحالات التي تم اكتشافها في كلٍ من الدنمارك وأستراليا لدى القادمين من جنوب إفريقيا.

دور اللقاح

ما زال الحديث عن دولة جنوب إفريقيا بسبب ظهور المتغير بها، ومما يجب الإشارة إليه أن حوالي 36٪ فقط من السكان البالغين في تلك الدولة قد تم تطعيمهم. لم يتم تطعيم حوالي 65٪ من المرضى الذين تم إدخالهم مؤخراً المستشفيات، ومعظم البقية قد تلقوا جرعة واحدة فقط من اللقاح.

منذ بداية هذا المتغير وجد الباحثون أنه يحتوي على عدد كبير من الطفرات؛ أكثر من 30 طفرة منها في النتوءات البروتينية الموجودة على سطحه والتي تعتبر الهدف الأساسي لمعظم اللقاحات، وتلعب دوراً أساسياً في كيفية التعرف إلى الفيروس ودخوله إلى خلايا الجسم.

من بين هذه الطفرات ال30 تم تحديد 10 منها على «مستقبل الأنزيم المحول للأنجيوتنسين 2»، وهذا مشابه لعدد الطفرات التي تم العثور عليها على هذا البروتين في متغيرات أخرى من فيروس كورونا كالمتغيرات دلتا الذي يحتوي على طفرتين، وبيتا الذي يحتوي على 3 طفرات. على الرغم من وجود معلومات محدودة حول أهمية هذه الطفرات إلا أن جميع ما تم تحديده منها كمؤثر في قابلية انتقال الفيروس قد تم رصده في جينوم أميكرون.

على الرغم من أن التقارير الحالية حول هذا المتغير قد أثارت مخاوف كبيرة بشأن فاعلية اللقاحات الحالية على الحماية من الإصابة مرة أخرى تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات محدودة للغاية نتيجة لحداثة هذه السلالة الجديدة؛ لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يتضح مدى تأثيرها في مسار الجائحة.

استنتاجات الانتشار

على الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين على وجه التحديد من المكان الذي ظهر فيه أوميكرون لأول مرة، إلا أنه كان على الأرجح في دولة جنوب إفريقيا. يقول الخبراء إن انخفاض معدلات تلقي اللقاح في هذا الجزء من العالم ربما لعب دوراً في خلق بيئة مواتية للطفرات التي أنتجت هذا المتحور وأضافته لقائمة المتحورات المثيرة للقلق. شعوب العديد من البلدان في إفريقيا ليست لديها المناعة الكافية (تطعيم حوالي 30٪ في جنوب إفريقيا)، وفي مجتمع غير محصن بهذا الشكل يمكن للفيروس أن ينتشر بسرعة، وكل مصاب جديد يُعد فرصة للفيروس ليتحور.

ينبع القلق من نطاق وطبيعة طفرات المتغير الجديد، وأفادت مجلة نيويورك بأن مسؤولي الصحة في جنوب إفريقيا لاحظوا 50 طفرة ملحوظة؛ 30 منها على بروتين سطحه وهذا أكثر من المتغيرات السابقة. مع ذلك، وما هو غير مؤكد في هذه المرحلة، مدى عمل هذه الطفرات معاً في إنشاء متغير يمكنه باستمرار التفوق على دلتا. يقول العلماء إنهم لن يصابوا بالصدمة إذا أصبح أوميكرون قابلاً للانتقال بسهولة مثل دلتا، وفيما يتعلق بمدى خطره فإن الإجابة غير مؤكدة حتى الآن ولكن يبدو أنه سوف يكون شديد العدوى مثل دلتا؛ لكن ربما ليس بخطورته.. وهذا على أقل تقدير.
تحور بمرور الوقت

المتغير من الفيروس هو السلالة التي تحورت بطريقة تعزز انتشار الفيروس وشدته مقارنة بالسلالة الأصلية التي ظهرت في ووهان بالصين؛ ويمكن لفيروسات الحمض النووي الريبي (مثل فيروس كورونا) أن تتغير عندما تتكاثر خاصة عند الانتشار بمعدلات عالية. لا تتحور فيروسات كورونا بسهولة مثل فيروسات الإنفلونزا بل يكون ذلك بمرور الوقت. تنتج المتغيرات عموماً نفس نطاق الأعراض مثل السلالة الأصلية لفيروس كورونا لكن الطفرات قد تساعد الفيروس على الانتشار بشكل أكثر سهولة من شخص لآخر، أو يكون لها ميزة في التسلل إلى الجسم بعد المناعة الطبيعية أو المناعة بعد اللقاح. ظهر أوميكرون، والمعروف رسمياً باسم B.1.1.529، وتبع ذلك إطلاق أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم عندما اتضح أنه قد تفوق على المتحور السائد السابق دلتا، وهذا يشير إلى أنه يمكن أن ينتشر على نطاق واسع فيما بعد. يرى العلماء بأن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان سوف يثبت خطره مثل دلتا لأن المتغيرات الأخرى التي بدت في البداية مثيرة للقلق قد تلاشت بعد ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"