عادي
بمشاركة أحمد أبو الغيط ونورة الكعبي

«إكسبو 2020 دبي» يحتفي باليوم العالمي للغة العربية

01:23 صباحا
قراءة 5 دقائق

احتفل جناح الاستدامة في «إكسبو 2020 دبي» باليوم العالمي للغة العربية بعنوان: «اللغة العربية: جسر للتواصل الحضاري» بحضور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومشاركة نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، والدكتور علي بن موسى، الأمين العام، للمجلس الدولي للغة العربية، والدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم«الألكسوا».

ولد أعمر: ممكنات كثيرة وفرص غنية للمساهمة في الإنتاج المعرفي

أعرب أبو الغيط في كلمة افتتاحية، عن امتنانه العميق لحكومة دولة الإمارات التي لم تدخر جهداً لدعم جامعة الدول العربية، وتيسير مشاركتها في «إكسبو 2020» بالمتميز الذي نراه اليوم، وقال: إننا نحتفل اليوم باللغة العربية في يومها العالمي بعنوان: «اللغة العربية: جسر للتواصل الحضاري» وهو شعار ينسجم مع رسالة «إكسبو 2020 دبي» «تواصل العقول وصنع المستقبل»؛ فالتواصل غاية اللغة ووظيفتها ويرتبط مستوى التواصل، الحضاري والفكري، بمدى قدرة اللغة على تحقيقه، وبما تتيحه من إمكانيات للتكيف مع نظم ثقافية مختلفة.

1

وأكد أن العربية كانت أداة رئيسية لصناعة واحدة من كبرى شبكات التواصل التي عرفها التاريخ البشري.

وقال إن هذه الاحتفالية تسبق حدثاً آخر سيطلق غداً «وأعني هنا قمة اللغة العربية التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب، بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، وهي أول قمة تنظم على مستوى حكومي رفيع نسعد بالمشاركة فيها».

واستعرض فصولاً من الحضارة العربية في عصرها الذهبي منذ القرن الثامن الميلادي قائلاً: نتحدث عن شبكة واسعة من حدود المحيط الأطلسي، وحتى حدود الصين، هذه الشبكة احتضنت ثقافات شتى، وأدياناً وأعراقاً متنوعة، غير أن العنصر الرئيسي فيها كان العربية، هذه اللغة هي التي جعلت الخوارزمي، المولود في خوارزم، وعاش في القرن الثامن الميلادي، وابن سينا، المولود في بخارى (أوزباكستان حالياً)، وعاش في القرن الحادي عشر الميلادي، وابن رشد، المولود في قرطبة، وعاش في القرن الثالث عشر الميلادي.. جزءاً من «عالم عقلي» واحد، ومشاركين في ثقافة واحدة تمثل اللغة العربية نواتها الأساسية، والرابط الجامع بين أوصالها.

ولفت إلى أن اللبنة الأولى في صرح الثقافة العربية في عصرها الذهبي هي الترجمة، والمرء يُدهش للمدى الذي ذهب إليه العرب في الترجمة. وقال «لغتنا تزدهر بالتواصل مع الآخر، أخذاً وعطاءً وتنحسر وتتجمد بالانغلاق على الذات والخوف من الوافد، وليس مصادفة أن عصر انزواء الحضارة العربية كان عصر انحدار اللغة العربية أيضاً، ليس لعيبٍ فيها، وإنما لتحجر عقول من ينطقون بها.. حتى وجدنا لغتنا البديعة المتجددة تقع أسيرة لبلاغة مكررة وتراكيب محفوظة معلبة».

وأشاد أبو الغيط بالمبادرات التي أطلقت لدعم الترجمة من العربية وإليها، ومنها على سبيل المثال: مشروع «كلمة» لمركز أبوظبي للغة العربية، وجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، وبرنامج «ترجم» لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم... وغيرها من المبادرات التي نفتخر بها ونتطلع إلى المزيد منها.

وأوضح أنه يصعب الحديث عن نهضة جديدة للغة العربية دون معالجة مشكلة الإنتاج العلمي والإبداع والابتكار العربي. لافتاً إلى أن العربية لديها من الإمكانات وسعة الألفاظ والاشتقاقات، ما يجعلها لغة علمٍ بامتياز إلى جوار كونها لغة شاعرة أيضاً. وثمة جهد مطلوب لتعزيز حضور العربية وسيطاً لنقل العلوم والتكنولوجيا وتلقيها، وهو جهد يتعين أن تضطلع به الحكومات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، وكذا المثقفون العرب المهتمون بقضية اللغة ومستقبلها.

شهر العربية

وقال أبو الغيط: إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ستطلق «شهر اللغة العربية» ليستمر حتى 22 مارس، تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية، بالتعاون مع المجلس الدولي للغة العربية الذي نتشرف برئاسة أمانته العامة.

وأكد أن العربية بخير ما دام الناطقون بها يعرفون فضلها وإمكاناتها حافظين لتراثها ورسالتها، مؤمنين بدورها ومكانتها، مقتنعين بأهمية تجديدها وتعزيز انفتاحها على الثقافة العالمية.

التدخل المبكر

1

وأكدت نورة الكعبي، أن ما يجب القيام به هو استشعار اللغة والتدخل المبكر عند الصغار للحفاظ على اللغة العربية لديهم.

وأضافت: على أرض الإمارات وتحديداً في «إكسبو»، تتواصل العقولُ، وتتلاقى الثقافات ونتشارك التجاربَ الناجحة. هنا نعمل معاً من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لنا، وللأجيال المقبلة، نلتقي هنا اليوم، في هذا المكان الذي يجمع مشاركين من 190 دولة، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، لنضيءَ على مكانة لغة الضاد، ونقول للعالم إن لغتَنا حية وحاضرة، نريد أن نقدّمَها لغةً متجددةً ومرنةً وعابرةً للأزمنة والحدود. نريد أن ننهضَ بجهود ترسيخ العربية، لتظل لغةَ علوم وثقافة ومحبة وسلام، وهوية تعكس قيمنا وإرثنا وجسرَ تواصل وتلاق مع الثقافات حولنا.

وتابعت: لطالما كانت دولة الإمارات وجهةً لتلاقي الثقافات، ومنصةً للفكر والمعرفة، وحاضنة للإبداع والابتكار.. وتولي قيادة دولة الإمارات اهتماماً كبيراً باللغة العربية، حيث أطلقت عشراتِ المبادراتِ الهادفةَ إلى دعم اللغة العربية، ونشرها وصون كنوزها وتطوير مساراتها فكراً وعلماً، محلياً وعالمياً.

ولفتت إلى أن من أبرز تلك المبادرات جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وتحدي القراءة العربي، وتأسيس مركز أبوظبي للغة العربية، ومجمع اللغة العربية في الشارقة.

وقالت: شهدنا قبل شهر صدور الأجزاء الخمسة الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية الذي جاء ثمرة جهد استمر لأربعين عاماً من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. إضافة نوعية للمكتبة العربية، يؤرخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر ال17 قرناً الماضية.

داعية اللغويين والباحثين والعلماء إلى دراسته والاستفادة منه في مؤلفاتهم وأبحاثهم.

ولفتت إلى أن لغتنا اليوم تواجه تحديات، ولكن الحلول متاحة، وتحتاج إلى تضافر جهودنا فقط، حكومات ومجتمعات، لاستعادة أمجادها. وقالت «وفي إطار التزام دولة الإمارات بالنهوض بلغتنا العربية وتعزيز مكانتها عالمياً، أصدرنا بالشراكة مع جهات متخصصة، تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها، وهو تقرير بحثي يرصد واقعَها والتحدياتِ التي تواجهها. وللبناء على نتائج التقرير ومناقشة توصياته، تنظّم وزارة الثقافة والشباب، بالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية الأحد في مركز أبوظبي للمعارض «قمة اللغة العربية» التي تعدّ أول حدث حكومي رسمي بهذا المستوى، لمناقشة جملة من الموضوعات، وبحث سبل التعاون لإطلاق مشاريع جديدة في اللغة العربية.

كما ستناقش القمة أهمَّ قضايا اللغة العربية في مجالاتها وموضوعاتها المختلفة، كالتعليم، والسياسات الوطنية، والتكنولوجيا، وعلاقة الشباب العرب بلغتهم، والمحتوى الرقمي، والعربية في العوالم الجديدة.

فروع للجامعات العربية

وقال الدكتور علي بن موسى: إننا اليوم مع صاحبة الجلالة اللغة العربية، وحاضر العربية يحدد مستقبلها ولا يمكن أن ننجح عالمياً ونحن نتراجع داخلياً مع لغتنا العربية. مشيراً إلى أن العربية تحولت لغة كونية عندما صارت لغة القرآن الكريم.

وطالب بضرورة مواجهة التمرد على العربية بحزم ووعي، محذراً من خطورة إغلاق أقسام اللغة العربية بالجامعات العربية بحجة سوق العمل، مطالباً بفتح فروع للجامعات العربية في دول العالم.

وتقدم باقتراح تأسيس منظمة الترجمة العربية، وتتولى الدولة المستضيفة تقديم كل أشكال الدعم لهذه المنظمة وتكون هذه المنظمة إحدى إنجازات «إكسبو 2020 دبي» في دعمه للغة العربية وتكون المنظمة أساسا لتوطين العلوم والمعارف العالمية والمجالات العلمية وجسراً لتواصل الحضارات.

توسع في اللغة

واستعرض الدكتور محمد ولد أعمر، دور اللغة العربية وفضلها على الإنسانية كلها، وطالب بالتوسع في اللغة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. لافتاً إلى العمل على إطلاق الإطار المرجعي المشترك للغة العربية قريباً، مشيداً بمبادرة تقرير حالة اللغة العربية الذي أصدرته وزارة الثقافة والشباب في الإمارات، واصفاً التقرير بالنوعي والمساهمة في تطوير الأعمال والمبادرات ل«اللغة العربية».

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"