عادي

«إن إف تي».. أصول رقمية ثورية لا تخلو من المجازفة

20:00 مساء
قراءة 3 دقائق

أدخلت تكنولوجيا «إن إف تي» للتوثيق الرقمي تغييرات عميقة في سوق الفنون والثقافة، واستحالت محركاً رئيسياً في عالم المزادات، لكن استخدامها يبقى معقداً لغير الضليعين في هذا المجال.

وفي ما يلي جولة أفق على هذه «المقتنيات الرقمية» في وقت تباع الثلاثاء في مزاد فرنسي أول رسالة نصية قصيرة في التاريخ، على شكل «إن إف تي».

تسمية «إن إف تي» هي اختصار للعبارة الإنجليزية «Non-Fungible Token»، ومعناها «الرموز غير القابلة للاستبدال» وترمز إلى عدم القدرة على استبدال أي قطعة بأخرى موازية لها (على سبيل المثال استبدال ورقة نقدية بقيمة 5 دولارات بأخرى من الفئة عينها).

ويمكن تعريف ال«إن إف تي» بأنها «مقتنيات رقمية» يمكن تعقب مصدرها. وبصورة ملموسة، هي عبارة عن عقد يتم تحديد بنوده من خلال شفرة معلوماتية لسلعة افتراضية أو حقيقية.

وباتت «إن إف تي» نوعاً جديداً من الأصول الرقمية، على غرار العملات المشفرة مثل «بيتكوين»، التي تستعين بتكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوك تشين)، أي مرجع توثيقي يتشاركه عدد كبير من الأفراد من دون سلطة مركزية.

من يشتريها؟

الشراة هم خصوصاً هواة جمع أو مضاربون يأملون تحقيق أرباح من خلال إعادة بيعها لاحقاً بسعر أعلى.

وقد شكّلت ال«إن إف تي» محور مزادات كثيرة أحدثت ضجة عالمية، بينها على سبيل المثال بيع أول تغريدة لمؤسس «تويتر» جاك دورسي في مقابل 2,9 مليون دولار.

كما تُستخدم في ألعاب الفيديو والسينما والموسيقى، كذلك شكّلت محور مبادرات غير اعتيادية، بما يشمل مثلاً شراء أرض افتراضية أو تربية خيول سباقات افتراضية.

ما هي طريقة استخدامها؟

كما هو الحال مع العملات المشفرة، من الممكن شراء وبيع ال«إن إف تي» على منصات متخصصة.

وخلال العملية، لا يحصل الشاري بالضرورة على القطعة المحددة، بل يُمنح فقط شهادة أصالة مسجلة بتقنية «بلوك تشين» لتغيير الملكية.

للحفاظ على الحقوق في هذه الشهادة، تُعد المحفظة الرقمية ضرورية، سواء كانت برنامجاً في شكل امتداد لمتصفح إنترنت أو قطعة متصلة آمنة على شكل ناقل «يو إس بي».

قبل الشراء، يجب أن يتم الدفع بعملة مشفرة لكن من الممكن أيضاً «إنشاء» قطعة «إن إف تي» بصورة ذاتية، بالاعتماد على بعض المهارات في مجال المعلوماتية.

أي مخاطر تترتب عنها؟

لا يزال شراء وبيع واستخدام «إن إف تي» أمراً تقنياً وأحياناً غير مفهوم بصورة جيدة، ما قد يعرض المستثمرين للخطر.

لكل تفاعل مع ال«بلوك تشين»، ثمة حاجة لدفع نفقات للأشخاص الذين يهتمون بالتحقق من المعاملات.

وأوضح تقرير حديث نشرته منصة «تشين أناليسس» المتخصصة أن شراء «إن إف تي» تم إنشاؤها حديثاً من مجموعة منتظرة للغاية، هي عملية تنافسية للغاية، إذ يأمل آلاف المستخدمين في الشراء في الوقت نفسه.

في هذه الحالة، تبوء معاملات كثيرة بالفشل، لكن تظل الرسوم مستحقة، وتكون مرتفعة في بعض الأحيان، اعتماداً على سعر العملات المشفرة التي غالباً ما تُستخدم لدفعها.

لكنّ بعض المشترين يبدون تصميماً على النجاح، وقد يستخدمون روبوتات (برمجيات قوية لتقديم الطلبات)، ما يجعل المعاملة أكثر غموضاً بالنسبة للمستثمر المبتدئ.

وخلصت الدراسة إلى أنه في عام 2021، «استحوذت مجموعة صغيرة جداً من المستثمرين ذوي الخبرة على الجزء الأكبر من أرباح مجموعات إن إف تي».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"