سنوات دول التعاون

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

باستثناء الدولة الخليجية الأم، المملكة العربية السعودية، التي احتفلت بيومها الوطني ال 91 والذي تحييه في 23 سبتمبر من كل عام، بكل عافيتها ونضجها السياسي ونهضتها المتعددة الأوجه والجوانب، مع استمراريتها في المسير نحو إكمال الحقبة الزمنية الماسية في «23 سبتمبر 2030»؛ فإن بقية ركب مجلس التعاون الخليجي على السطر الأول من الخمسين عاماً الثانية القادمة على بساط التحدي والتنافس مع الذات أولاً، ومع أقرانها من دول المنطقة ودول العالم ثانياً وثالثاً ورابعاً؛ تتقدمهم في ذلك دولة الكويت (60 عاماً) في عُرف الاستقلال الخليجي «19 يونيو 1961»، ناهيك عن موعد الاحتفال السنوي الجديد انطلاقاً في «25 فبراير 1965»، تزامناً ودمجاً مع عيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، ثم سلطنة عمان (51 عاماً) التي يتواكب يومها الوطني «18 نوفمبر 1970» مع يوم ميلاد مؤسس نهضة الدولة العُمانية الحديثة، السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، رحمه الله، حيث «18 نوفمبر 1940»؛ ثم تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة (50 عاماً) التي احتفلت «بعيد الاتحاد الخمسين» مطلع هذا الشهر، فمملكة البحرين (50 عاماً)، حيث تاريخ الاستقلال الفعلي «15 أغسطس 1971»، فيما الاحتفال السنوي في«16 ديسمبر 1971»، يوم تتويج الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، ودولة قطر (50 عاماً) حيث «18 ديسمبر 1971»، إحياءً لذكرى مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد – رحمه الله، في «18 ديسمبر 1878».
إذاً؛ ست دول خليجية، يجمعها مجلس تعاوني واحد، انطلقت مسيرته في عام 1981، تتطلع قيادته إلى مزيد من التعاون والتآزر، ويصبو شعبه إلى تحقيق المجلس للأهداف المرسومة له عبر نظامه الأساسي: {(1) تحقيق التعاون والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولاً إلى وحدتها (2) توثيق الروابط بين الشعوب (3) وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية، والمالية، والتجارية والجمارك، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة (4) دفع عملية التقدم العلمي والتقني في مجالات الاقتصاد المختلفة عن طريق إنشاء مراكز بحوث علمية (5) إقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص}؛ إضافة إلى أحلام وطموحات وآمال أخرى، كتبت بأحلام الأمس وماء المستقبل المأمول من شعب يصبو إلى بطاقة هوية واحدة، تدل على المشترك الخليجي (الدين، اللغة، التاريخ، العادات، التقاليد)، وجواز سفر واحد، يطير به من دولة، إلى دولة، إلى دولة، دون عائق ودون فروقات في التعامل وفي المعاملات وفي الاحتمالات. وعملة واحدة، لا تحتمل التعطيل أو التشكيك بمدى صلاحيتها أو قوتها الشرائية؛ فالخليج واحد، والمصير واحد، والأحلام واحدة لا تحدها حدود جغرافية، ولا يعرقلها تاريخ مريض.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"