عادي

لغة الضاد تتألق في بيت الشعر بالشارقة

22:13 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة أمسية شعرية شارك فيها كل من د. عائشة الشامسي من دولة الإمارات، وحسن المطروشي من سلطنة عُمان، ود. بهيجة إدلبي من سوريا، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وعدد من محبي الشعر والثقافة، وقدمها الشاعر الإعلامي علي العامري.

حضرت اللغة العربية ببهاء في قصائد الشعراء المشاركين الذين تجلوا بحبهم لها وللجمال الذي تلبسه حروفهم، فيتيهون محبة وعشقاً في تجلياتها.

استهلت الشاعرة عائشة الشامسي قراءاتها بقصيدة ، تقول فيها:

ألف تميلُ وميلها إقواءُ

أقوَتْ فلا باءٌ لها أو ياءُ

قد جئتُ من سري لكُنْهِ وصالها

فوصلتُ لا همزٌ ولا استعلاءُ

فكأنّ قلبي طائرٌ قد حط في

سر الكلام ظلامُهُ أضواءُ

وسألتُ عن نفسي أشاهدُ محوها

فوجدت ذاتي والبقاءُ فناءُ

كل البلاد قصائدٌ في مقلتي

هل للعيون ضمائرٌ وسماءُ

الشاعر حسن المطروشي أسرت به لغة الخلود إلى سماءٍ بعيدة وهو يسرد حكاياته مع أبيه ومعها، ومع الطيور التي علمته التغريد فطاف بها الآفاق وهو يتلو للدهشة «أنثى الضياء».

يقول المطروشي:

هي أمُّنا الأولى وتُنْجِبُ إخْوَةً

لي، كلَّ يومٍ يعبُرون هوائي

مِنْ قِمَّةِ الأوراسِ تَفْتَحُ قلْبَها

وتمدُّه حضْناً إلى صنعاءِ

عذراءُ، سيدةُ اللغاتِ، تُعِدُّني

كيما أفسِّرَ للطلولِ بكائي

أُحْصي مفاتنَها لأكْمِلَ سيرتي

وأُتِمَّ مثل العاشقين غنائي

أحببْتُها وطنًا وأمًّا، وحْدَها

مَنْ تجْمعُ التاريخَ تحت ردائي

وللغياب والحلول والاشتعال قرأ المطروشي:

تأمَّلوا غابةً نامت على شفتي

حتى وطأتُ حدودَ الموتِ فاشتعلتْ

حمَلْتُها باتجاهِ الماءِ كامرأةٍ

باتت تَعُبُّ فراغَ الليلِ فانتقلتْ

وحينما ورِثَتْ ما قاله جسدي

تَوَسَّدَتْ جثتي في الريحِ وابتهلتْ!

اختتمت القراءات الشاعرة بهيجة إدلبي وافتتحت قراءاتها بتغنيها بالعربية وهي تتأمل نون البداية والقول، تتأمل فتنة الأسرار ودهشة الإبحار في اللغة، ومن قصيدة «فيض النون»:

عتيقةٌ شافهت بدء الوجود رؤى

كأنها فوق أسرار الوجود فمُ

إذا بصرتُ فمن مرآتها بصري

كينونتي لغتي في الروح ترتسمُ

موشومة في ظلالي وشمها صفتي

هويتي أنني بالحرف أعتصمُ

في ختام الأمسية كرم محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"