عادي

أسبن.. جبال الروكي تحتضن الطبيعة الخلابة

21:14 مساء
قراءة 5 دقائق
منظر بانورامي لمدينة أسبن في الشتاء
كولورادو
مدينة كولورادو تعانقها الجبال من كل مكان
مناظر الطبيعة الخلابة في جبال روكي

إعداد: أحمد البشير
تقع مدينة أسبن في الطرف الأعلى من وادي «رورينج فورك»، حيث يشق نهر رورينج فورك سريع الجريان المدينة التي تقدم تاريخاً مثيراً للاهتمام، وفرصاً للاستجمام في الهواء الطلق، ووفرة من النشاطات الثقافية، مع المناخ اللطيف والمناظر الطبيعية الجذابة.

وتعد أسبن التي تقع في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة هي المكان الذي يقدم إليه أصحاب الملايين ونجوم السينما لكي يحظوا بأوقات من الترفيه وسباقات التعرج على الجليد في المنحدرات الجبلية في أشهر الشتاء، لكنها إحدى الوجهات السياحية المفضلة على مدار العام وفي كل الفصول.

وموسم الصيف في أسبن هو الوقت المناسب للاستمتاع بأشعة شمس كولورادو الوفيرة والهواء الجبلي النقي في البرية بأحضان جبال الروكي، وتشمل الأنشطة الصيفية في المكان ركوب الدراجات الهوائية والعربات المعلقة والمشي وركوب الخيل وصيد الأسماك إلى جانب مخيمات الأطفال وغيرها من المتع الأخرى في الهواء الطلق.

قسط كبير من مساحة الأراضي المحيطة بمدينة أسبن هي أراضٍ عامة تقع ضمن منطقة غابات «وايت ريفر» الوطنية، وترتفع جبال «إيلك» المذهلة إلى الجنوب والغرب من المدينة، مع جبال «وليامز» وسلسلة «سواتش» إلى الشرق، وهناك العديد من الوديان مثل «مارون كريك» و «كاسل كريك» و«هنتر كريك» يمكن الوصول إليها من المدينة بسهولة.

ويمكنك الاستمتاع برحلة عجائب لا تصدق في جولة ركوب منطاد الهواء الساخن فوق الجبال، التي هي كذلك من الرحلات الأكثر إثارة في أمريكا الشمالية في الوقت الذي تتمتع فيه بهواء الصباح النقي والإطلالات من على المنطاد الفائقة الروعة.

وتعد أسبن جنة لعشاق الطعام، وخصوصاً لمحبي وجبات جبال الألب بما فيها طبق «راكليتي» أو اللحم السويسري المصنوع من الجبن واللحوم المعالجة بالهواء والبصل وشرائح البطاطس، بالإضافة إلى الدجاج المقلي وعصائر الشيك والمشاوي والشوكولاتة الساخنة والكوكيز.

مراقبة تساقط أوراق الخريف

وفي الفترة بين منتصف سبتمبر وأوائل أكتوبر من كل عام، يتغيّر لون أوراق أشجار الحور في «سنوماس» من الأخضر إلى الذهبي والبرتقالي، وتعتبر هذه الأسابيع القليلة فرصة لا تعوض لاستعراض المناظر الخلابة التي لا تصدق لأوراق الأشجار المتساقطة في فصل الخريف عبر جولات المشي لمسافات طويلة. وكذلك فإن موسم الخريف يعتبر فرصة للممارسة العديد من الهوايات والأنشطة الممتعة في الهواء الطلق من ركوب الدراجات الهوائية وإلى ممارسة لعبة الجولف أو صيد الأسماك بالصنارة.

وترجع الروح الريادية لقرية «سنوماس» إلى أوائل القرن العشرين، عندما رأى مربو الماشية وعداً في هذا الوادي الجبلي الصغير مع الجداول النابضة بالحياة ووفرة الأنهار والأراضي الخصبة والخلفيات التي لا تصدق.

وعلى مدار ال 100 عام الماضية توافد الرياضيون والفنانون والمغامرون والمتحمسون للحياة في الهواء الطلق إلى قرية «سنوماس» لتجربة نموذج الحياة الكاملة في أحضان الجبال، واختار الكثيرون من بين أولئك البقاء في المكان لعلمهم بصعوبة الحصول على مثل تلك التجربة للحياة المسالمة في أي مكان آخر سوى «سنوماس».

ولن تكتمل تجربة أسبن من دون إمضاء بعض الوقت في منطقة البراري المحيطة بهذا المكان السحري، وتوفر لك نزهات ركوب الخيل فرصة للاستمتاع الكامل بالمكان الذي تحيط به الغابات الجميلة والقمم الجبلية المثيرة بعيداً عن الحشود وأجواء المدينة.

ينابيع «كونوندروم» الساخنة

تقع هذه الينابيع الطبيعية الساخنة في منطقة «مارون بيلز سنوماس» البرية، وهي عبارة عن سلسلة من حمامات ساخنة طبيعية تقع على ارتفاع 11200 قدم فوق سطح البحر، ويمكن الوصول إليها فقط عبر تسلق مسار جبلي لمسافة تزيد على 13 كيلومتراً، لكنها تجربة تستحق عناء الوصول إليها، حيث تعطيك الفرصة للانغماس في المياه المشبعة بالبخار وسط إطلالات واسعة من المناظر الطبيعية الرائعة لجبل كولورادو.

التجديف في نهر «رورينج فورك»

يتميز الجزء الأعلى من نهر «رورينج فورك» بإطلالة جميلة على جبل «سوبريس» بطوبوغرافيته ومشاهده المثيرة للاهتمام، ويوفر بعض الفرص الكبيرة لممارسة التجديف. وتبدأ الرحلة نحو الأسفل من «كاربونديل» القريبة من أسبن بعد قيادة السيارة لمسافة قصيرة عبر الوادي إلى مكان البداية، ويلزمك المضي لمسافة 19 كيلومتراً تقريباً أسفل النهر إذا كنت ترغب في عبور شلالات «سيميتري رابيدز» ضمن جولة التجديف التي تنتهي في نهر كولورادو عند مكان يقع تماماً أسفل «جلينوود سبرينجز»، وهي رحلة رائعة للمبتدئين.

أما جولات التجديف أعلى نهر «رورينج فورك» فتبدأ من على بعد 8 كيلومترات تقريباً خارج مدينة أسبن في وادي «كريك»، وتضمن لك دفقاً متواصلاً للأدرينالين مع المناظر الخلابة للبيئة والحياة الطبيعية في المنطقة.

المشهد الثقافي

هناك تقويم صيفي وآخر شتوي للأحداث والمناسبات الفنية في أسبن مثل عروض الباليه العالمي، والحفلات الموسيقية لجميع الأذواق، إلى افتتاحات المعارض الفنية، والمحاضرات التي يقدمها الموهوبون من جميع أنحاء العالم. ومنذ صيف العام 1949 زود مهرجان ومدرسة أسبن الموسيقية قاعات الحفلات بالعروض الكلاسيكية الرصينة إلى جانب موسيقى الشوارع الشبابية الغريبة كذلك. ومهرجان أسبن للأفكار هو تجمع يحظى بشهرة عالمية ويجمع بعض ألمع وأكثر العقول العالمية ابتكاراً، ويواصل مهرجان أسبن لموسيقى الجاز اجتذابه لأعمال كبار العازفين، ويعتبر متحف الفنون في أسبن إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال الفنون المعاصرة، ويحظى باليه «أسبن سانتافيه» باهتمام كبير في كل عام، كما تكشف ستائر مسرح أسبن عن عروض مسرحية رائعة في كل عام، وهذا هو مجرد غيض من فيض المشهد الفني والثقافي المزدهر في أسبن.

متحف الفنون

يعتبر متحف الفنون في أسبن أحد المشاريع المفضلة للمهندس المعماري الياباني شيجيرو بان، الذي وضع تصميمه المبهر، وهناك جدران زجاجية يمكنك عبرها أن تنظر للمقتنيات الفنية من الخارج، ويعتبر المبنى بهيكله الملتف في شكل سلة منسوجة بأناقة، هو وجهة لمحبي الفنون في مدينة أسبن.

فندق جيروم

ومع المجموعة المتنوعة من الفنادق ونزل الإقامة للاختيار من بينها، تمتلك أسبن أماكن للإقامة تناسب احتياجات الجميع. حيث يبعد فندق جيروم 15 دقيقة من المطار في أسبن، وهو مقام في مبنى مربع قديم مصنوع من الطوب المعتق وكان أحد معالم المكان منذ أن جرى افتتاحه في عام 1889، وكان ذات مرة يقدم خدماته للطبقة الراقية مع فورة التنقيب عن معدن الفضة الضخمة التي انتظمت في جميع أنحاء الغرب الأمريكي في العقد الذي أعقب عام 1870، حيث أثرت بلدات بأكملها بسرعة كبيرة قبل أن تفلس بسرعة أكبر، عندما سحبت الحكومة الدعم عن الفضة في عام 1893، ولم تكن أسبن استثناءً في ذلك، حيث ظلت بلدة راكدة لرعاة البقر إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما بدأ الأمريكيون يحضرون إليها للتزلج.

وتم تجديد فندق جيروم الذي شهد كل ذلك مؤخراً، ليمزج تصميمه بين عناصر الماضي والحاضر في مكوناته، حيث تجد فيه الثريات المصنوعة من قرون الوعل، وصورة السيد جيروم الكبير في بهو الفندق، وطاولات اللوساتي إلى جانب الكراسي البيضاء المنجدة الجلدية الفاخرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"